عادت وتيرة الاحتجاجات في المناطق الداخلية خاصة الى نسقها العادي وتسارعت وتيرتها في عدة مناطق.. احتجاجات على غياب التنمية والتشغيل وعلى غياب مرافق العيش ففي قفصة مثلا بدأ التصدع يضرب منطقة الحوض المنجمي حيث تكاد تكون الاحتجاجات شبه يومية في السند والمظيلة ومنطقة العمايم من معتمدية القطار إذ أفاد محمد الصغير الميراوي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة بالقول:« الحوض المنجمي دائم التوتر فالاحتجاجات بسبب عدم وضوح الرؤية للمعطلين عن العمل والوعود التي لم تأت بحلول والتسيير غير العادي في عدد من الإدارات بما يضر بمصالح العامل.. كما أن تسمية مسؤول جديد على رأس احدى مؤسسات نقل المواد المنجمية قد خلق التوتر زيادة عن مشاكل البطالة وقد نجم عن الاحتجاجات ايقافات منها 6 أشخاص في السند والنزيف متواصل..». حراك وأزمات كذلك في قابس تشهد المنطقة حراكا حيث تم أول أمس السبت تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية من المنتظر أن تليها تحركات أخرى على خلفية عديد المشاكل ولعل أبرزها ما تعلق بالنيابة الخصوصية وملفات التنمية والتشغيل ككل.. ويبدو أن هذا الحراك لن يمر دون أن يخلّف أزمات أخرى منها مكالمات هاتفية تهدد كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بقابس بالقتل حيث اتصلت «الصباح الأسبوعي» بالكاتب العام الذي قال:« الحراك الموجود حاليا ضد الوالي نتيجة تأخير البت في ملفات التنمية والتلوث حتى بلغت درجة الاحتقان مداها وشخصيا أصبحت أتعرض يوميا للتهديد بالقتل حيث أتلقى مكالمات هاتفية من أحد التاكسيفونات من أطراف مجهولة تهدد بتصفيتي وآخرها أول أمس السبت حيث هاتفني أحدهم وهدد بحرق منزلي كما تعرض رئيس البلدية المستقيل لنفس التهديدات وقد تقدمت بشكوى لدى وكيل الجمهورية وأدليت بأقوالي للشرطة العدلية على أن كل ذلك لن يثنيني عن مواصلة النضال خاصة أن الجهة ظلت محرومة وأهلها يستحقون الأفضل ولا يمكن لنا أن نتواصل مع جهات مسؤولة ترفض التعامل مع مكونات المجتمع المدني..». إحتقان وتنمية وتشغيل وبالاضافة الى الاحتقان الموجود بباجة وتحديدا منطقة الرميلة المكبلة بالعطش في عزّ ارتفاع درجات الحرارة وعدة مناطق أخرى عاشت هذا الوضع على غرار القيروان ومناطق أخرى بالساحل والجنوب والايقافات وغيرها فإن القيروان حسب صلاح الدين المسلمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل تعيش حالة من الاحتقان الشديد بسبب تعطل مشاريع التنمية والتشغيل على غرار عديد المناطق الداخلية فضلا عن غياب التعامل الايجابي مع السلط الجهوية. وللقيروان أيضا بعض المشاكل الخصوصية التي قال عنها صلاح الدين مسلمي :« لدينا اشكال مع مؤسسة صناعية والعمال مهددون بالبطالة وقد يكون اليوم الاثنين المنعرج الخطير في هذا الملف ونريد فعلا تدخلا جديا من السلط زيادة عن مشاكل المناولة في البلدية والمشاكل العويصة في شركات التنمية الفلاحية فهي تمتد على مساحة 13 ألف هكتار غير أن كراس الشروط غير مطبق ولا تشغل والاستثمار فيها غائب ولا تشع على المنطقة من حيث المردودية والانتاج. إحتجاج مستمرّ وحتى في سيدي بوزيد عبرت مكونات المجتمع المدني وأطراف أخرى عديدة عن رفضها للمشاريع المعلنة على اعتبار أنها منقوصة ولا تجدي نفعا لأنها لا تساهم في حل مشكلة التنمية والتشغيل حيث كانت ردود الأفعال نهاية الأسبوع المنقضي متشنجة وقد قال التهامي الهاني كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد في اتصال ب«الصباح الأسبوعي» :«هل إن تسمية مدير عام على رأس القطب التكنولوجي وجمع خدمات الصناديق الاجتماعية في مقر واحد وتوفير الماء الصالح للشراب.. تعد مشاريع تنموية؟ في كلمة التشغيل والتنمية والأمن غير متوفرة..» جدير بالذكر أن سيدي بوزيد وعدة مناطق عرفت حالة احتقان كبيرة خلال رمضان وتواصلت هذه الاحتجاجات فهل تتحرك الحكومة في الاتجاه الصحيح لامتصاص هذا الاحتقان... وما عرفته ولاية سليانة من أحداث ومنطقة مكثر بالإضافة الى أزمة منطقة الحنشة..»