أكدت السيدة "جولي شينو" المكلّفة بالبرمجة الدّولية للتظاهرات التي تنظم على امتداد العام القادم بمناسبة اختيار مرسيليا الفرنسية عاصمة ثقافية لأوروبا كامل سنة 2013 أنّ فنون الشارع تحتل مكانة كبيرة ضمن البرمجة وأن المنظمين ومنذ أن تولّوا ملف التحضيرات للمناسبة اشتغلوا كثيرا على فكرة تقريب المواطن في مرسيليا من الأحداث الثقافية التي تقام بالمناسبة. وأفادت السيدة "جولي شينو" التي زارتنا بمكاتبنا ب"دار الصباح" بمناسبة حضورها تظاهرة "دريم سيتي"بتونس في دورتها الثالثة التي انطلقت بالمدينة العتيقة بتونس منذ 26 سبتمبر الجاري بأن المنظّمين وخاصة جمعية "مرسيليا بروفونس 2013" التي تشرف على مختلف التظاهرات الإحتفاليّة بالمناسبة اجتهدوا من أجل استقطاب سكان مرسيليا وتشريكهم في الحدث وتجنب فكرة إقامة تظاهرات ثقافية تستقطب النخبة الثقافية أو المهنيين دون الوصول إلى المواطن العادي معلنة أنه ربما آن الأوان لتغيير الأحكام المسبقة حول المدينة والتي تجعل كلما جاء الحديث حولها إلا وكان مرتبطا بالجانب الأمني. وقالت ضيفتنا التي حلت بيننا في تونس من أجل اختيار الفقرات المعروضة خلال تظاهرة دريم سيتي بتونس للعرض ضمن الإحتفاليات بمرسيليا في العام القادم. وأثنت جولي شينو على تظاهرة "دريم سيتي"واعتبرتها تقوم على فكرة جد ذكية ومميزة. وعن سؤال حول المقاييس التي تمّ اعتمادها لاختيار المشاركين التونسيّين في احتفاليات مرسيليا 2013 قالت محدّثتنا أن الأمر مرتبط بنوعية البرمجة ومدى انسجامها مع الفكرة العامة للإحتفالات كما أن معرفة الفنانين وأعمالهم والتجارب السابقة في التعامل معهم شجعت على دعوتهم وهي تشدّد على أن مشاركة تونس وعدد هام من الدول العربيّة في الحدث تؤكّد أن مرسيليا وإن كانت عاصمة للثقافة الأوروبيّة فهي ذات بعد متوسطي وحريصة على إظهار هذا البعد المتوسطي أمام العالم وهو البعد الذي يمنح المدينة كامل خصوصياتها. مثّل حضور السيدة "جولي شينو" بيننا فرصة لطرح السؤال مباشرة حول موضوع تناولته الصحافة الفرنسية باهتمام شديد. يتعلق الأمر بالمعرض الخاص بالكاتب "ألبير كامو" الذي يأتي احتفالا بمرور مائة سنة على ميلاد صاحب نوبل للآداب والذي كان قد ولد بالجزائر ونشأ بها قبل انتقاله لفرنسا. كان من المفروض أن يشكل المعرض حوله حدثا مهما بمناسبة اختيار مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية لكننا علمنا أن الجدل الذي اشتد مؤخرا حول من يتولى الإشراف على تنظيم المعرض يهدد بإلغاء التظاهرة. وفي إجابتها عن السؤال قالت محدثتنا أن القضية موضوع تدارس داخل جمعية"مرسيليا بروفونس 2013" لكنها أكدت مقابل ذلك أنها تخشى أن يكون الوقت غير كاف للإلتزام بتنفيذ المشروع. وإذ لاحظت "جولي شينو" أن "البير كامو" سيكون محور اهتمام عدد من العروض الفنية من بينها عرض بامضاء جزائري فإنها لم تخف أن عدم تنظيم المعرض الذي انطلق في التحضير له منذ مدة بالمناسبة سيكون مؤسفا خاصة وأنه كان سيكون من العلامات الكبرى بمناسبة اختيار مرسيليا عاصمة ثقافية لأوروبا. وتجدر الإشارة إلى أن الإحتفالات بالحدث المذكور تنطلق يوم 12 جانفي القادم وتتواصل كامل يوم 13 من نفس الشهر وهي تتوزع على "أكس أون بروفنس ومرسيليا وديتسر وآرل". تنتظم الإحتفالات على امتداد سنة كاملة ويقدم أكثر 500 عرض فني متنوع بالمناسبة وأكثر من 100 معرض للفنون من بينها المعرض الدولي حول حضارات المتوسط وتعرض به لوحات فسيفسائية تونسية من متحف باردو. وعن سؤال حول شكل التعاون مع المدينة الأوروبية الثانية التي تم اختيارها عاصمة للثقافة الأوروبية ويتعلق الأمر بمدينة "كوسيتشي" السلوفكاية لم تخف ضيفتنا أن السؤال قد طرح بالحاح في إطار الجمعية المنظمة خاصة وأن المدينة السلوفاكية التي تقع على الطرف الآخر من أوروبا لا تجمع بينها وبين مرسيليا المتوسطية نقاط مشتركة كثيرة وأنه تم في نهاية الأمر الإتفاق على فكرة بعض العروض المشتركة خاصة منها عروض فنون الشارع. جدير بالذكر أن ضيفتنا أشارت إلى أن قائمة المشاركين التونسيين قد تم تحديدها بشكل نهائي تقريبا بقي أن الأمور تبقى مفتوحة لبعض الإضافات التي ستنظر فيها خلال زيارتها الحالية أو زياراتها القادمة لبلادنا لنفس الغرض.