نجتمع وإياكم على المرجعية، ويمكن أن نختلف في التنزيل، فالكل اجتهاد، وكلنا مردود عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم. ولكن العنف والقتل ليس اجتهادا ولا خيارا ولا اضطرارا، ولا مقبولا عقلا ونقلا وهو مردود ومنبوذ ومرفوض معنويا كان أو ماديا، والقانون فوق الجميع. ونحن في حركة اللقاء ذات المرجعية الإسلامية والأخلاقية والوسطية، نختلف مع حركة النهضة في قراءتها وممارساتها وتنزيلاتها، ولكننا نؤمن أن المشروع الإسلامي اليوم يضرب من كل باب ونافذة فلا تعينوا الشيطان على أخيكم وتكونوا أحد هذه الأبواب أو النوافذ! نعم أخطأت الحكومة في إسالة الدماء [مؤذن وإمام] وكنا نحبذ مع علوية القانون، حضارية تنزيله، كنا نتمنى مع الحزم والحسم إدارة حوار واسع وعلني ومناظرات على المباشر ولجان تثقيف وتعليم وتعريف ومناصحة، ولكن السيف سبق العذل ووقع المحظور!!!
اعلموا يرحمكم الله أن سقوط المشروع الإسلامي الوسطي حتى وإن كنتم لا تقبلونه وهي قراءتكم، هو سقوط لكل البناء ولن تجدوا حرية المعتقد وحرية الكلمة وحرية العبادة التي تعيشونها اليوم، لا تكن ذاكرتنا قصيرة فسنين الجمر لم تنته ظلالها بعد، والخوف والرعب والنفي والسجون كوابيس مازلنا نعيشها في ليالينا.
كونوا واعيين بحساسية المرحلة، وفقهاء بأولويتها، وبالأجندات العلنية والخفية، ولا تكونوا الأداة ولا الوسيلة ولا الطريق للثورة المضادة، لا تكونوا المعول ولا الرامي في طريق مليء بالأشواك!
زنوا بمنطق الربح والخسارة، ليس لذواتكم ولا حتى لاجتهاداتكم، ولكن هل يربح المشروع الإسلامي أم لا.
انتقدوا سلما، ارفضوا سلما، عارضوا سلما، نددوا سلما...اسمعونا منكم ولا تُسمعونا عنكم، ولكن لا تنسوا أن المشروع أكبر من طموحاتنا، أكبر من حساباتنا، أكبر من ذواتنا، وأنه في الأخير لا يبقى إلا وجه الله ورضائه وحسن الخاتمة، "والآخرة خير وأبقى" وتعست السياسة إن جرتنا إلى غير ذلك.