توقع مدير التجارة الداخلية خالد بن عبد الله تقلصا ملحوظا في حدة أزمة الحليب الراهنة، وذلك انطلاقا من شهر جانفي المقبل تزامنا مع بدايات الخروج من فترة نقص التلبين في مستوى الإنتاج. بما سيحد نسبيا من حجم العجز المسجل حاليا والمقدر بنحو300ألف لتر على اعتبار أن الحاجيات تقارب1،5مليون لتر فيما الإنتاج في حدود1،2مليون. ومع وصول أولى دفعات الحليب المورد من سلوفانيا يبدو أن حدة الضغط المسلط على عملية التزود بدأت في التراخي بعض الشيء حسب تقييم المتحدث ل"الصباح". ورغم التشويش الذي أحدثته الأخبار الرائجة والمشككة في الجودة الصحية للمنتوج المستورد على عملية الإقبال على استهلاكه جدد بن عبد الله تأكيد سلامة الكميات الموردة والتشديد على استيفائها شروط السلامة بعد خضوعها للتحاليل المطلوبة. مفيدا بأن الكميات المستوردة بلغت إلى حد الآن 620ألف لتر تم ترويجها. ويشرع بداية من الإثنين القادم في تسويق 165ألف لتر بعد استكمال تحليلها. ومن المنتظر أن تصل دفعة جديدة اليوم بنحو207ألف لتر تليها أخرى بحوالي250ألف لتر تصل يوم5جانفي. ومن المتوقع حسب روزنامة التوريد المحددة وصول أربع دفعات أخرى في المدة الفاصلة من 8إلى 29جانفي بكميات تتراوح من 248ألف إلى311ألف لتر. وهكذا يستوفي برنامج التوريد المقدر ب3مليون لتر كامل حصته، وإذا ما تطلب الوضع استكمال جلب المليوني لتر الإختيارية سيتكفل ديوان التجارة بذلك. المهنيون على الخط لانقاذ المنظومة لأن أزمة القطاع تتجاوز حدودها الظرفية المتعلقة بالفترة المعتادة لتراجع الإنتاج وتتعدى إجراء الترفيع في الأسعار عند الإنتاج لتغطية التكاليف المتصاعدة فقد تدخل المهنيون من مختلف حلقات القطاع ممثلين عن المنتجين والمصنعين والمجمعين على الخط للمساهمة العملية في إنقاذ منظومتهم وضمان ديمومتها .وتم في اجتماع انتظم بمقر مركزية ألبان المهدية هذا الأسبوع التفاق على تكوين لجنة تفكير للتعمق في دراسة اشكاليات المنظومة الهيكلية والظرفية واقتراح خطة لإعادة توازنها. وستنطلق اللجنة في أشغالها بداية جانفي 2013 على أن تتم قبل أعمالها قبل منتصف فيفري القادم وعرضها على الهيئة الموسعة للمتدخلين في المنظومة. وبانطلاق العد التنازلي لآخر أيام سنة2012 نأمل أن نودع نهائيا أزمة الحليب التي شكلت بحق الحدث الاستهلاكي الأبرز الذي أرق التونسي طوال الربع الأخير من العام. هذا طبعا إلى جانب تداعيات الارتفاع المشط لكلفة قوته اليومي على طاقته الشرائية.