بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يمكن بناء دولة حديثة قوية بأياد مرتعشة...
اسكندر الرقيق ل"الصباح":

- اجرى الحديث: رفيق بن عبد الله - انتقد اسكندر الرقيق القيادي السابق في حزب الأمان والذي انضم حديثا الى حركة وفاء، حركة النهضة بسبب انتهاج ما اسماه خيار "التسوية" مع رموز الفساد والنظام البائد، ولم تكن ثورية..
وانتهجت منهجا ليّنا وارادت أن تؤسس لحكم، وتحاول أن تعمل تسويات هنا وهناك لكنها فشلت. كما انتقد في حديث خص به "الصباح" بشدة مبادرة رئيس الحكومة حمادي الجبالي وقال انها تدخل في باب التسويات والتجميل والترقيع، ومد اليد للناس للكل..
وتناول الحديث علاقة الرقيق الجدلية ببعض قياديّي حركة وفاء، ورؤيته لمسار الثورة، والعدالة الانتقالية، والوضع الاقتصادي في البلاد الذي رفض وصفه بالكارثي..مقارنة بمؤشرات اقتصادية لعديد الدول. منتقدا الدور السياسي لاتحاد الشغل وقراره الإضراب العام احتجاجا على اغتيال الشهيد والمناضل السياسي شكري بلعيد.
والرقيق هو أيضا صاحب خبرة في مجال الإستثمار وبعث وتطوير المشاريع، وهومستشاردولي، بدأ حياته المهنية بالعمل في قطاع البترول في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى عديد التجارب والمساهمات في دول خليجية...
ظهر بعد الثورة مؤسسا لحزب «التحالف الوطني للسلم والنماء» ثم رئيسا للمكتب السياسي لحزب «الأمان» قبل أن يستقيل من الحزب ويلتحق صحبة ثلثي المكتب بحركة «وفاء»...
في ما يلي نص الحديث:
+ ما حقيقة انضمامك لحركة وفاء..؟.
- انضمامي إلى حركة وفاء..جاء في اطار اتفاق اندماج مع مجموعة كانت تنتمي إلى حزب الأمان،..اتفاقنا كان مع رئيس الحركة السيد عبد الرؤوف العيادي، وتم اقرار الاندماج في هياكل الحزب وتم الإعلان عن ذلك خلال ندوة صحفية حضرتها قيادات الحركة ودخلنا دون شرط كأعضاء حتى لا نربك الهياكل الموجودة داخل الحزب.
+ كيف هي علاقتك الان مع حزب الأمان بعد قرار انسحابك منه وانضمامك إلى حركة وفاء؟
- لقد امهلنا بعضنا في حزب الأمان ثلاثة اشهر وتم اقرار الاندماج مع حركة وفاء ولم يتم تفعيله، نحن قررنا الحسم وتفعيل الاندماج مع حركة وفاء دون التردد والتريث..لكن البعض في حزب الأمان خيروا تأجيل القرار . انا حسمت امري واخذت قراري.
علاقتي بقياديّي حزب الأمان طيبة هم يحاولون بناء حزب والساحة السياسية اليوم لا تحتمل الاسهال وكثرة الاحزاب فأكثر من 90 بالمائة من الأحزاب ليس لها مقرات وعناوين و95 بالمائة من الأحزاب لم تفعل ولم تنظم مؤتمراتها السياسية، وعليها ان تبحث عن اندماج، الكل يريد ان يكون زعيما واليوم بدخولي لحركة وفاء اردت ان اضرب مثالا.
+هل يوجد في حركة وفاء من يرفض انضمامكم ؟
- نعم هناك من انزعج من الاندماج
+ لماذا؟
- لحسابات ضيقة شخصية الحزب اليوم يمكن ان يكون متنوعا فيه كفاءات ذات خلفيات كثيرة..الاندماج سيتعزز في اطار مؤتمر الحركة..
+ متى ذلك؟
- في حدود مارس أوأفريل القادمين
+ ما علاقتك بفتحي الجربي القيادي في حركة وفاء؟
- هو احد من ثلاثة انزعجوا بانتمائي للحزب، علاقتي به عادية..
+ هل أزعجته تصريحاتك باسم الحركة؟
- انا دائما عندما استدعى لأي برنامج او يطلب مني تصريح صحفي دائما اؤكد اني لست الناطق الرسمي باسم الحركة..خاصة ان معظم الدعوات والتصريحات تصب في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتنمية والتخطيط الاستراتيجي. ادلي برأيي في مسائل تهم الشأن العام، طبعا مع تواز للخط السياسي للحركة، الخط الثوري الذي يقطع مع الماضي ويريد ان يبني تونس على اسس ثورة وليس على اساس تسوية. هناك في تونس اليوم من يعبر عنهم "التسوييون" الذين يسعون الى تسوية بين النظام البائد، والثوريين.
ونحن أردنا ان نكون في صف الثوريين ولا نكون في صف "التسوييّن"، التسوية حتى ان كانت في الدكتاتوريات الماركسية الشيوعية لم تنجح في تأمين انتقال ديمقراطي ثابت وصحيح، مثل ما حصل في المجر ورومانيا، هناك مقولة لجون أف كينيدي يقول فيها " الذين يجعلون الثورة السلمية مستحيلة هم يهيؤون لكي يخلقوا ثورة عنيفة".
نحن نريد ثورتنا سلمية لا نريد التسوية واليوم مع الأسف حركة النهضة في الشوط الأول من الانتقال الديمراطي ونحن على ابواب الشوط الثاني منه، لعبت بعقلية التسوية ولم تكن ثورية، فجاءت حملة اكبس وجاءت من بعدها حملات أخرى فضغطت عليها قواعدها، واليوم حركة وفاء.
انا شخصيا اريد ان انحاز الى الخط الثوري، والثورة تعني التغيير الجذري الحقيقي وليس التغيير السطحي، وليس مجرد عملية تجميلية ترقيعية بقفازات من حرير وبأيادي مرتعشة مرتبكة وهذا لا يمكّن من بناء دولة حديثة قوية يطمح لها كل تونسي.
هل تستطيع اليوم بناء بناية بعد هدمها، دون أن تزيح الأنقاض؟ لا يمكن اليوم البناء على الأنقاض..مثلا لا افهم لماذا يتم الاعتراض على قانون تحصين الثورة، لقد تم تحصين الثورة بمرسوم عدد 15 وتم اقصاء بعض الذين تقلدوا مناصب وتورطوا مع العهد البائد..؟
+ اذن انت مع المضي قدما في تحصين الثورة واقصاء هؤلاء من الحياة السياسية؟
- طبعا يجب أن يتواصل فيه، نحن نريد بناء ثورة حقيقية، هؤرء لبهم عروق يجي تجفيف العروق وبناء دولة حديثة بعقلية جديدة. انشتاين يعرّف السذاجة بأن تعمل نفس الشيء بنفس الأشخاص بنفس الظروف ونتوقع نتائج مختلفة، هل نتوقع اليوم من الذين خدموا النظام البائد لمدة 60 عاما ان ينجزوا لنا ديمقراطية؟، هل نتوقع للذين زوروا الانتخابات ثم لا يمن علينا انهم انجزوا انتخابات حرة ونزيهة، لقد كان ذلك تحت ضغط العالم والشارع، وضغط القصبة 1 والقصبة 2، ولم يكن هناك خيار للباجي قائد السبسي لتزوير الانتخابات.."بالكش عمل علينا مزية كيف ما زورش الانتخابات.."؟
لقد أتت به الظروف ونفذ ارادة الله ثم ارداة الشعب..ونظم انتخابات رغم أنفه حرة ونزيهة، "موش بمزيتو هو لأنه زور الانتخابات في الماضي"، واليوم يقولون الرجل نظم انتخابات.. "شكر الله سعيكم وبارك الله فيكم: لكن الآن عندما تهدأ الثورة وتخفت نحن سنعيد نشعلها دائما ثورة كي تكون ثورة في العقول وثورة في الأدمغة وثورة القطع مع الماضي لسنا مع التسوية.
التسوية لها عدالة انتقالية يجب ان تفعّل، الآن سنة ونصف مرت بعد احداث وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية، اين هاته الوزارة وانجازاتها؟ اين قانون العدالة الانتقالية الذي لم يطرح تحت قبة المجلس التأسيسي بعد؟..
+ هل تعتبر ان الحكومة فشلت في تحقيق جزء من اهداف الثورة؟
- طبعا الحكومة فشلت في تمرير قانون العدالة الاتنقالية الذي كان من المفروض، اعتبر ان احد اسباب الارتباك السياسي هو تأخر قانون العدالة الانتقالية، لأن وزير العدالة الانتقالية ميّع الموضوع وحاول ان يشرك فيه جميعات المجتمع المدني "ولعبوا بيه" حاول ان يكون ديمقراطيا أكثر من اللازم، "فلعب الماء تحت ساقيه".
مشكلة الساسة والسياسيين اليوم ان لديهم مشكلة مع " ح س م " ضعيفة عندهم..
+ بعض نشطاء المجتمع المدني لم يعجبهم مشروع قانون العدالة الانتقالية؟
- المشكلة انه رغم الاستشارة ورغم التمطيط، لم نخرج ببند واحد عليه توافق. لا يمكن لثورة ان تنجح اذا لم تقيم وتقوم الفترة الماضية وتحاسب وتسائل..دون ذلك تصبح العملية في اطار التسوية مثل ما حصل في بعض دول أروبا الوسطى الشيوعيون اعادوا تسمية انفسهم بأسماء أخرى ثم خرجوا من الباب في الدورة الأولى ثم رجعوا من الشباك، وهم يحكمون الآن،..صحيح نظموا حوارا وطنيا، وتحاوروا لكن في النهاية التسويات لا تبني دولا حقيقية، والثورة الحقيقية تبني دولة قوية على اسس متينة وثابتة..والصراع سيكون بين التسوييين والثوريين.
+ هل تعتبر اننا فوتنا فرصة بناء نموذج تونسي ثوري في العدالة الانتقالية؟
- لا أقول اننا فوتنا الفرصة، طبعا تصحيح المسار يبقى ممكنا، لكن مع الأسف اردنا في الشوط الثاني أن يصحح المسار من اقترب من أهداف الثورة، الا أن عقلية التسوية غلبت على رئيس الحكومة فأراد اليوم أن يزيد في تمييع الثورة، اليوم ما احوجنا إلى تفعيل آليات حكم قوية تقطع مع البيروقراطية، لأن هناك اليوم داء ينخر الإدارة التونسية اسمه البيروقراطية، وهو الذي عطل صرف 35 أو 40 بالمائة الموجهة للتنمية من ميزانية 2012.
كان من المفترض على الحكومة ورئيس الحكومة منذ اليوم الأول لتسلمها الحكم اصدار مرسوم يقطع مع البروقراطية، والقيام بإصلاح اداري شامل، ما ضرب الثورة عدم القيام بإصلاح اداري، واستقال وزير الإصلاح الإداري من وزراته بعد ثلاث او اربعة اشهر من تسلمه الوزارة وهذا خطأ استراتيجي..
+ هل تعتبر مبادرة الجبالي فيها نفس ثوري.
- ليس فيها نفس ثوري تدخل في باب التسويات والتجميل وباب الترقيع، ومد اليد للناس الكل..
+ كيف يمكن حل المعضلة وتجاوز الأزمة السياسية الراهنة؟
- كان يمكن القيام بتقييم الوزارات ثم يتم تعويض الوزراء الذين كان اداؤهم ضعيفا بوزراء جدد. كأننا لم نقم بثورة كأننا رجعنا للقصبة 2، ورجعنا إلى عهد حكومة محمد الغنوشي، كأننا فسخنا المجلس التأسيسي، وانتخابات 23 اكتوبر وتعيين حكومة تكنوقراط مثل ما فعل الباجي، ماذا فعل الباجي قائد السبسي طيلة 8 أشهر، وأعد للانتخابات؟ حكومة تكنوقراط..لا سيدي لا يجب ان نرجع للمربع الأول.

+ الا يمكن الأخذ بعين الاعتبار أن الجبالي له مبرراته اعترضته عراقيل من قبيل التجاذبات السياسية والحزبية داخل الترويكا منعته من القيام بإصلاحات ودفعته للإعلان عن تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية؟؟
- القائد المحنك ليس هناك ما يمنعه من القيام بإصلاحات، كان من المفروض ان تتمم الإصلاحات، واستقالة عبو في ذلك الوقت كانت تدل على وجود نية للإصلاح، والنهضة انتهجت منهجا ليّنا وارادت أن تؤسس لحكم، وتحاول أن تعمل تسويات هنا وهناك لكنها فشلت لأنه لا يمكن اليوم في وقت ثورة القيام بتسويات، الثورة لها استحقاقات، الثورة لها متطلبات، الثورة المفروض أن لها خطة..فأنت تخطط في جو الثورة غير أنك تخطط في جو التسوية. والثورة تعطيك التغيير الحقيقي والسريع، التسويات لا تعطيك حلولا ترقيعية لن ترى نتيجتها الا بعد سنوات، لكن القرارات الثورية ترى اثرها سريعا على الميدان.
وهذا ما لم يفهمه اليوم القياديون السياسيون الحزبيون او حتى التكنوقراط.
+ اذن انت تحمل مسؤولية الفشل لرئيس الحكومة؟؟
- انا أقول يجب تقييم الفترة الماضية انا لست المخول ان اقول من هو الفاشل ومن هو الناجح. انا انظر من بعيد واقوم النتيجة، النتيجة ليست في مستوى تطلعات الشعب وفي موستوى تطلعات النخبة ومستوى تطلعات الثورة..والسبب تعاملنا بعقلية التسوية وليس بعقلية الثورة نحن الآن نريد تصحيح المسار نريد أن نتعامل مع كثير من الملفات بعقلية ثورية وليس بعقلية التسوية..والذين يريدون ان يساوموا وهم مرتبكون واياديهم مرتعشة..الأيادي المرتعشة لا تبني الدولة..
+ ماهو الطرح البديل ماذا تطرح حركة وفاء من اجل تصحيح المسار؟
- المزاوجة وتوسيع المشاركة الكل في الحكم في المرحلة القادمة، الآن مرحلة دقيقة تستوجب عقلية ثورية، نحن نريد ان نفعّل موضوع العدالة الانتقالية نريد ان نصلح القضاء بجرأة وليس بتردد وارتباك...
هل من تعطيل وارتباك اكثر من الذي نعيشه اليوم، التعامل بعقلية المهادنة والتسوية والتعامل بقفازات الحرير هات نجربوا العين الحمراء..هناك ارتباك في اصلاح القضاء وفي اصلاح الإعلام، وفي اصلاح المنظومة الأمنية..اليوم اذا كانت هناك شجاعة وجراة وانت معك الشارع "تقول ان الشارع غير مستعد على الصبر على الصدمات السلبية انا ارى انه يمكن ان تحدث الصدمات الايجابية.." الصدمات الايجابية لا تحدثها فقط السياسة والحوار والعمليات التجميلية، الصدمات الايجابية ان تكون ثوريا في التعامل مع الملفات المطروحة على المواطن، اليوم نرى موضوع الديوانة والتهريب،..فلتتحرك النقابات اين المشكل، من يريد الإصلاح يجب أن لا تكون يداه مرتعشتين، الاصلاحات الترقيعية لن تصل بنا الى بر الأمان..
+ هل انتم مع تحييد وزارات السيادة ام مع تشكيل حكومة ذات ائتلاف سياسي.؟
- تشكيل حكومة مهجنة بين تكنوقراط وسياسيين، قضية وزارات السيادة تطرح للنقاش، واذا توفر الشخص الكفء لكنه سياسي لم لا تعطى له، واذا لم يتوفر سياسي كفء وهناك خشية من هاته الوزارات تستعمل في التأثير على الحملة الانتخابية القادمة، الموضوع يناقش ويطرح..اذا وجدنا ان الصالح العام يستوجب تحييد الوزارات فلتحيد.
+ وهل انت مع عدم ترشح أعضاء الحكومة القادمة للانتخابات المقبلة؟
نعم وهذا جيد..
+هل هذا موقفك الشخصي ام موقف الحركة؟
- هذا موقفي الشخصي انا مع التزام اعضاء الحكومة القادمة بعدم الترشح للانتخابات..ونحن مع تحصين الثورة والعزل السياسي. وهذا امر اراه عاديا وليس طوباويا..فلينتظروا خمس سنوات أخرى حتى يسمح لهم بالرجوع للحياة السياسية نحن نريد ان نحيد التجمعيين الذين كانوا من اركان بن علي..فليبتعدوا عنّا قليلا..
+ كيف تقرا احتمال استقالة الجبالي من الحكومة ومن النهضة.. عبو من المؤتمر..تداعيات على مفاوضات تشكل الحكومة؟
- موضوع استقالة حمادي الجبالي هذا مرجعه للنهضة، لكن كمراقب للحياة السياسية اراه قد يزيد من ارتباك الحياة السياسية، ايضا استقالة عبو زادت في الارباك وخلط الأوراق.. نأمل ان تكون النخبة السياسية في وعي بخطورة المرحلة قبل مواقعها الحزبية والسياسية.. قليل من التجرد مطلوب في هذه الفترة بحثا عن مصلحة تونس تجريد لا ينسى دماء الشهداء واستحقاقات الثورة، وبناء دولة حقيقية مستقلة دولة متصالحة مع هويتها مستقلة عن التأثيرات الخارجية سواء كانت من الغرب او الشرق او الجنوب.
نحن في حركة وفاء لنا نظرية تقول أن تونس لم تحقق استقلالها الحقيقي ولكنها دائما تابعة لطرف يحاول أن يؤثر في ثقافتها وفي نمط عيشها، والتدخل في القرارات السياسية.
واليوم حان الوقت لاستقلال تونس التام، واستقلالها الثقافي والسياسي، وفي قرارها الاقتصادي، اليوم أمامنا فرصة تاريخية لن تكرر لكي تحقق تونس استقلالها على كل المستويات..يجب ان نطالب بتحقيق الاستقلال الذي مات عليه الأجداد والفلاقة واجيال دخلت السجون...
+ هل تقصد فرنسا؟
من هو مستعمرنا القديم؟ ويريد ان يكون مستعمرنا الجديد.
ثم هناك من دخل أخيرا على الخط سواء كانوا موجودين في الخليج او من وراء المحيطات.
+ من بالتحديد؟
طبعا الولايات المتحدة الأمريكية ..
نحن نريد ان نتعامل بعلاقة ندية وعلاقة المصلحة المشتركة لا نريد املاءات لا من الشرق ولا من الغرب.
+ هل تعتبرون المشاروات التي قام بها سفير الولايات المتحدة مع بعض القيادات السياسية والحكومية في الآونة الأخيرة نوعا من التدخل الأجنبي في شؤون تونس؟
- هناك بعض الدول صادقة في دعمها للاتتقال الديمقراطي في تونس، مثل المانيا وامريكا، دولتان جهودهما تذكر فتشكر في دعمهما للثورة ودعم الانتقال الديمقراطي، لكن فرنسا كان لها موقف مخزي ايام الثورة ودعمت بن علي اثناء الثورة حتى انها حاولت ايجاد مخرج دبملوماسي وسياسي ودافعت عنه لقمع الثورة..
ثم مؤخرا فاجأتنا فرنسا بموقفها وانحيازها لبعض العائلات السياسية دون اخرى.
اما ما فاجأنا اكثر ان رئيس الحكومة يستشير السفراء، السفراء لا يستشارون بل يعلمون بقرارات البلد الذي يقيمون فيه وهذا خطا دبلوماسي واستراتيجي هذا يقزم ثورة تونس، السفراء يأتون الى السياسيين ويطلبون معلومات لكن لا يملون شروطهم..
+ كيف ترى الوضع الاقتصادي هل حقا الأمر ينذر بالخطر؟
- الذين يقولون ان الوضع كارثي، هم يصطادون في الماء العكر، الوضع الاقتصادي ليس بكارثي نسبة الدين هي في حدود 46 بالمائة، في الولايات المتحدة دولة عظمى مثلا 75 بالمائة، وفي فرنسا نسبة الدين 120 بالمائة، وفي اليونان 400 بالمائة.
نسبة البطالة في تونس بلغت 17 بالمائة، أما في اسبانيا تبلغ 25 بالمائة، نسبة النمو في تونس بلغت 4,5 سنة 2012، ويتوقع أن تصل قبل نهاية العام الحالي بين 3 و4 بالمائة نسبة النمو في الولايات المتحدة تقدر ب1 بالمائة، وفي النمسا ورغم امكانياتها الرهيبة نسبة نموها 1 بالمائة، ونسبة الدين العام فيها تقدر ب70 بالمائة..
"يا اخي قولولي ان كانت هاته المؤشرات تنبئ بحالة كارثية او حالة يمكن ان نخرجوا منها".
بالعكس انا متفائل فتونس لها من الفرص والآفاق ما يمكن لها ان تنطلق وتضاعف من ناتجها المحلي الخام، إن ارجعنا قيمة العمل إلى نفوس التونسيين..
لقد فقدنا قيمة العمل، وزاد الطين بلة التضخم الإداري والزيادات في الأجور والانتدابات العمومية.. فكيف يمكن لنا بناء دولة قوية وعدالة اجتماعية فيها تكافؤ الفرص وعادلة بين الجهات..
"ما احوجنا للي عندو خدمة يحمد الله"، وخلي فرصة نفتحوا فرص عمل لمن ليس له عمل، لا أن يطالب من له عمل بالمزيد ويريد تحسين وضعه الاجتماعي.
+ لكن غلاء المعيشة لا يمكن انكاره..والقدرة الشرائية للأجير والموظف ضعفت بفعل التهاب الأسعار؟
- صحيح هناك غلاء في الأسعار وأسبابه واضحة وجلية، ضعف الانتاج والتهريب الى ليبيا. ولحل مشكل الغلاء يجب مضاعفة الانتاج ومراقبة الحدود واصلاح الديوانة والأمن، وتشجيعهم وتوفير امكانيات ووسائل عمل. ليس لديهم امكانيات ووسائل عمل، انا اعرف رجل اعمال في صفاقس تبرع أخيرا بسيارات لفائدة الجهات الأمنية في الجهة.
الضغط على الأسعار يمر عبر تشجيع الانتاج. المشكل ان الانتاج توقف، "الي عندو بقر باعها لأن مادة السداري يتم تهريبها..والي عندو نعاج باعهم..انا شخصيا كان لدي نعاج وبعتهم..بسبب مشكلة السداري والعلفة والاحتكار والتهريب والخبث ومنظومة كاملة من الفساد.
"اضرب واكبس بيد من حديد لوقف النزيف.
اذن الغلاء يشمل العالم الكل، العلفة زادت والسوجا زادت، والمسألة لا تحل بزيادة الأجور، "زيد الدقيق زيد الماء" وهو سبب التضخم الذي نعيشه اليوم وارى في فكرة الأسواق من المنتتج الى المستهلك فكرة جيدة.
+ اذن انت تتفق مع وزير المالية السابق حسين الديماسي الذي عارض الزيادات في الأجور؟
- طبعا هذه الغام زرعها الباجي قائد السبسي واعترف بها الوزير السابق جلول عياد..في أحد البرامج التلفزية.
+ وجهت انتقادات حادة لقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل؟ لماذا هذا التحامل على الاتحاد؟
- اتحاد الشغل يجب ان يقوم بنقد ذاتي..لقد حاول ذلك في مؤتمر طبرقة، لكنها كانت في اطار عملية تجميلية، ولم يقم باصلاح حقيقي، الاتحاد كان مظلة في وقت ما للسياسيين بايديولوجيات مختلفة..واليوم نريده بعيدا عن التجاذبات الحزبية والايديولوجية ويركز على هم الشغالين وحقوقهم ويبتعد عن الدخول في متاهات اللعبة السياسية..
+ الا يعتبر هذا اقصاء للاتحاد وتهميشا لدوره في الشأن العام والمساهمة في تأمين انتقال ديمقراطي سليم؟
- من حق الاتحاد أن يقول رأيه في الشأن العام، لكن لا يمكنه ان يقوم بعملية سياسية نعم هو شارك في رحلة النضال ضد المستعمر وكان يدافع عن المعارضين ايام الجمر ويحميهم...لكن اليوم جاءت الثورة، نعم بلادنا تمر بفترة انتقال..لكني ما استغربه هو قرار الاتحاد تنفيذ اضراب عام رغم انه وقع اتفاقية عقد اجتماعي مع الحكومة واتحاد الأعراف تحت قبة التأسيسي برعاية بلجيكية، فهل بسبب اغتيال المناضل السياسي شكري بلعيد نعلن اضرابا عاما ويتعطل كل شي؟ هل سمعنا ببلد اغتيل فيه سياسي نفذ فيه اضراب عام..؟
جون كنيدي اغتيل ولم ينفذ اضراب عام، واخو كندي قتله سرحان سرحان ولم تقم الدنيا ولم تهاجم مكاتب العرب في امريكا..مات رئيس وزراء صربيا في فترة الانتقال الديقمراطي وقتل ولم يعلن الاضراب العام..يجب ان يفرز الاتحاد قيادات تركز على الجانب النقابي وتبتعد عن الجانب السياسي. ويجب ان لا نستعمل الورقة النقابية للضغط على السياسيين لأسباب سياسوية..
هناك اليوم اضرابات متواصلة لعدة ايام شملت عدة مصبات مراقبة وكانت سببا في انتشار الفضلات في كل مكان وبروز مصبات عشوائية، ولها تداعيات سلبية خطيرة على صحة الانسان وعلى المائدة المائية. كل المصبات المراقبة في العالم تحت تصرف القطاع الخاص. انا اعتبر الاعتصامات داخل المصبات جريمة في حق تونس وحق الشعب. ويجب ان يتم فكها بالقوة العامة.
+ وكيف ترى دور اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية؟
- لقد حدثت في مؤتمر صفاقس الجهوي مظاهر خطيرة كنا نخالها انتهت وولت..انا الوم كل الفرقاء الظالم والمظلوم
ما احوجنا الى مؤتمر ينعقد في ظروف طيبة وتوافقية بين الأعراف وليس فيها مزايدات وتنافس غير شريف.
كنا نامل في حصول تنافس شفاف في منظمة عانت الكثير من الفساد والمحسوبية، وكنا نأمل في اصلاح حقيقي. الحمد لله هناك اليوم تعددية نقابية لكن ما شاب بعض المؤتمرات الجهوية للاتحاد ازعجنا واحدث نوعا من الاستياء خاصة مع لجوء البعض إلى البلطجية.."ان شاء الله قيادات الاعراف يتعلمون الدرس ويجدون حلا لكل المشكلات العالقة".
+ هل حقا تم اقتراحك سفيرا لتونس بالولايات المتحدة؟
- تمت استشارتي في الموضوع واعتذرت..وحتى ان لم اعتذر لم يكن من الممكن اختيار اسمي لحسابات سياسية بين النهضة ورئاسة الجمهورية. وقد حسم الأمر وتم تعيين سفير تكنوقراط مستقل تم تعيينه وينتظرون الموافقة الرسمية من واشنطن.
+ هل ستقبل بدخول الحكومة لو تم اقتراحك وزيرا ؟
هذا مرتبط بمدى ترشيحي في الحزب، وحتى إن تم ترشيحي لا اريد ان أكون عضوا في الحكومة.
البعض قد يقرؤه جبنا وخوفا من المسؤولية او امرا سلبيا واذا قبلت سيقول البعض انني انتهازي وأجري وراء المناصب وصفحتي على الفايس بوك ملآنة بالتهم "هذي تشوي وهذي تكوي"..ان تم ذلك سأفكر مليّا وأتخذ قراري بالقبول او الرفض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.