أقدم كهل(ونّاس بيّة، 40سنة) متزوّج وأب ل3 أبناء على الانتحار، وتمّ العثور عليه جثّة هامدة، والضّحيّة متحصّل على شهادة جامعيّة منذ 1997ومسجّل في عديد المناظرات بحثا عن شغل للاستقرار في منطقته التي يزورها بين الفينة والأخرى غير أنّ سوء الحظّ كان مانعا لذلك. وبحسب مصدر أمنيّ من مركز حرس البرادعة، فانّ الهالك قد يكون يشكو من مرض نفسيّ اذ حاول في السّابق الانتحار غير أنّه وقع التفطّن اليه ليتم إنقاذه. وعلى خلفيّة ما حصل، نفّذ أهالي منطقة "الحسينات" وجلّهم من الشّباب العاطل وقفة احتجاجيّة على خلفيّة تهميش المنطقة وتهميش أبنائها من حاملي الشّهادات العليا والعاطلين عن العمل وبحسب تعبير البعض تم غلق الطّريق في محاولة لإبلاغ أصواتهم الى الجهات المعنية وضرورة تطهير الادارات المحلية والجهويّة من رموز المتنفّذين والفاسدين. وواكبت "الصباح" تبعات حالة الاحتقان بحضور أعضاء فرع الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الانسان بالمهديّة يتقدّمهم نائب رئيس الرّابطة ورئيس الفرع الجهويّ الدّكتور محمّد عطيّة لتقديم التّعازي لأهالي الفقيد والاطّلاع عن قرب على حالة أكثر من 13 عائلة في حيّ " أولاد بيّة " حيث عاين الوفد صحبة معتمد المنطقة والعمدة وبعض أعوان الحرس المرافقين لهم حالات بائسة لمرضى ومعاقين ومحتاجين لا يتمتّعون بدفاتر العلاج ولا بالمنح المسداة للعائلات المعوزة... وفاة فتاة بعد إضراب جوع وحشيّ.. من الحالات التي أبكت الحاضرين وتدعو للاستغراب عن تغيّب السّلط الصحيّة والاجتماعيّة، حالة عائلة فيها أب كفيف يقبع في ركن بيت لا يشبه البيوت في شيء، بينما في الرّكن الآخر تراءى لنا شبح لشابّ معاق ومريض نفسيّ حالته الصحيّة متدهورة جدّا مع ما كان يصدر عنه من كلام مبهم، لتفيدنا "ريم" احدى الحاضرات بأن الابن الأكبر قد يكون "حرق" وهو المتحصّل على شهادة عليا بينما كانت تقوم بالسّهر على الابن والشّابّ شقيقته "زينة" التي ساءها حال والدها وشقيقها وضيق ذات اليد لتلقى حتفها في معاناة دامت شهرا كاملا أضربت فيه عن الطّعام ليقع تحويلها بعد فوات الأوان الى مستشفى المهديّة حيث قضت هناك يوم 27ديسمبر 2012، وقد تكون بعض الروايات الأخرى التي لفّقت لتجاوز محنة الفقيدة تسري في الجهة أمام عدم فتح تحقيق في الغرض بحسب افادات من التقيناهم وصرّحوا لرابطة حقوق الانسان بذلك. الرّابطة تتدخّل.. المحتجّون أذعنوا لطلب وفد الرّابطة على أن يقع تمثيلهم بوفد اتجه الى مقابلة والي الجهة في مقرّ ولاية المهديّة، وأفادنا الدّكتور محمّد عطيّة أنّ عديد الاجراءات ستتّخذ عاجلا لأهالي" الحسينات" وحصر العائلات المعوزة وبعث نواة لمصنع وتهيئة طرقات ومدّ العائلات المحتاجة بموارد رزق قارّة وغيرها ممّا ستؤكّده زيارة والي المهديّة أو من يقوم مقامه للمنطقة مع المديرين الجهويّين لبحث سبل اخراج المنطقة من التّهميش وفكّ العزلة عنها، غير أنّ الأجل حان ويخشى عدم الايفاء بالوعود التي يأمل المتساكنون في تحقيقها، وكان ينتظر ايفاد المصالح الصحيّة والاجتماعيّة لزيارة المصابين من المرضى والمعاقين والذين تعوزهم الوسيلة للتّحوّل للمتابعة الصحيّة، وانتظارتدخّلات من مكوّنات المجتمع المدنيّ والجمعيّات الخيريّة التي لم يتحرّك أيّ منها.