الوهم من خطرات القلب يا احفادي اسكندر، سليمة، ومحمد يونس، ومريم، واحفادي بني وطني وعقيدتي. وهو التخيل والتمثل، نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولاغول» روي عن انس. استفسر اسكندر، وكريم، وحسان، عن العدوى؟ فأجابت هي نقل المرضى من عليل الى سليم بالنسبة لبعض الابدان لكن الاسلام رفع جهل الجاهلين في اعتقادهم ان الامراض تعدي بطبعها لاصلة لها بارادة الله واثبت العكس فأبطل هذا الظن واكد ان كل شيء يعود الى الله وان المرض لا يتعدى بنفسه، واثبت العلم الحديث نقل هذه الامراض من مريض الى سليم بوساطة جراثيم ضئيلة لا تستطيع العين المجردة ان تراها. وفي حديث «لا يوردن ذو عاهة على مصح» هو تذكير لعزل المرضى بمرض معد عن بقية الاصحاء، حتى لا ينتشر المرض بين الجميع. وهناك احاديث كثيرة في الموضع كحديث الطاعون واتقاء العدوى منه. انما المقصد من الحديث ان العدوى تكون بقدرة الله وتأثيره. ولا يمكن نفر العدوى، انما هي خاضعة لقدرة الله وقضائه. وتساءلت سليمة واسماء ومنتهى عن الطيرة؟ فأجبت هي التشاؤم بالشيء، ما يتشاءم به من الفأل الرديء، قال الله تعالى عن قوم موسى «وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون» (الاعراف اية 131). اعتمد العرب الاوائل لفظ «الطيرة» في تفاؤلهم وتشاؤمهم على الطير فكانوا يتطيرون بالسوائح والبوارح من الطيور وغيرها. فأبطله الاسلام ونهى عنه. هناك أوهام عديدة مذكورة في الكتب وهي من الاساطير. وتساءل محمد يونس، ويوسف، واحمد، ومحمد عزيز، والياس عن لفظ «هامة»؟ اجبت هي رأس كل شيء، وهي طائرة من طيور الليل، و»الصدى» كما في القاموس المحيط وجاء في النهاية ان الهامة هي التي كانوا يزعمون انها في الاصل عظام الميت تصير هامة ثم تطير من قبره، وقيل هي ذوات السموم، ودواب الارض التي تهم بايذاء الناس. وقيل هي «البومة» طير يطير بالليل. قال ابن الاعرابي: ان العرب كانوا يتشاءمون اذا وقف هذا الطائر على باب احدهم حيث يتوهم انه ينعى اليه نفسه او احد احبابه، او ماله، او ما شاكل ذلك. وتساءلت مريم، وسارة، وايناس عن لفظ «صفر»؟ أجبت: قال البخاري: إن الصفر داء يأخذ البطن» وقال: انه حية تصيب البطن، وفي القاموس «الصفراء» داء في البطن يصفر الوجه، وحية في البطن تلزق بالضلوع فتعضها. أو دابة تعض الضلوع والشراسيف «الضلوع» أو دود في البطن او الجوع. وفي «مفردات القرآن» «للأصفهاني ان الصفر هو خلو الجوف والعروق من الغذاء، ولما كانت تلك العروق الممتدة من الكبد الى المعدة اذا لم تجد غذاء امتصت اجزاء المعدة. واعتقد جهلة العرب انها حية في البطن تعض بعض الشراسيف وفند الاسلام هذا الوهم. وقيل يقصد شهر صفر يتشاءم منه وقلت «الغول» كانوا يزعمون ان الغيلان في الفلاة هو من جنس الشياطين تترآى للناس وتغول أي تتلون فتضلهم عن الطريق فتهلكهم. ابطلها الاسلام وفي الحديث «إذا تغولت الغيلان فنادوا بالآذان» أي ادفعوا الشر بذكر الله. فالحديث النبوي أبطل طائفة من الأوهام والمزعم الجاهلية ودفع الناس الى طريق العقل والرشاد ليحيوا حياة سعيدة رشيدة. عمادها التفكير السليم، الايمان العميق بالله جل جلاله. فتفقهوا يا احفادي في العمل حتى تتحرروا من الاوهام والاباطيل والاساطير المخيفة.