الخارجية الألمانية.. هجمات المستوطنين على مساعدات غزة وصمة عار    اكتشاف جديد قد يحل لغز بناء الأهرامات المصرية    رسميا.. سلوت يعلن توليه تدريب ليفربول خلفا لكلوب    قيس سعيد يُعجّل بتنقيح الفصل 411 المتعلق بأحكام الشيك دون رصيد.    سعيّد يأذن بتنقيح فصولا من المجلة التجارية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    تأجيل قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي    أب يرمي أولاده الأربعة في الشارع والأم ترفضهم    خلال لقائها ببودربالة...رئيسة مكتب مجلس أوروبا تقدّم برنامج تعاون لمكافحة الفساد    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    عاجل/ احتجاجات ليلية وحرق للعجلات في هذه الولاية..    وزير الفلاحة: المحتكرون وراء غلاء أسعار أضاحي العيد    دقاش: افتتاح فعاليات مهرجان تريتونيس الدولي الدورة 6    الديوانة تحجز سلعا مهربة فاقت قيمتها ال400 مليون    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده    خلال نصف ساعة.. نفاد تذاكر مباراة الأهلي والترجي في «نهائي إفريقيا»    Titre    الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية: نسبة النفاذ للأدوية الجنيسة والبدائل الحيوية في تونس تناهز 55 %    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    القبض على عنصر إجرامي خطير مفتش عنه دوليا في هذه المنطقة    حاولوا سرقة متحف الحبيب بورقيبة الأثري...القبض على 5 متورطين    الكاف: مهرجان ميو يحتفي بفلسطين    عاجل/ بطاقة إيداع بالسجن ضد سعدية مصباح    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحيين الى القيام بالمداواة الوقائية ضد مرض "الميلديو" باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها    القيروان انقاذ طفل سقط في بئر    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    تقريرنقابة الصحفيين: ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الصّحفيين في شهر أفريل    كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار – مدير عام معهد الإحصاء    القيروان: الاحتفاظ ب 8 أشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوت هويّة ويعملون بشركة فلاحيّة    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    عاجل/ أمريكا تستثني هذه المناطق بتونس والمسافات من تحذير رعاياها    إتحاد الفلاحة: المعدل العام لسعر الأضاحي سيكون بين 800د و1200د.    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    سوسة: وفاة شاب غرقا وانقاذ شابين اخرين    بن عروس: اندلاع حريق بمستودع    حجز 900 قرص مخدر نوع "ايريكا"..    بعد تسجيل الحالة الرابعة من نوعها.. مرض جديد يثير القلق    إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة للكيان الصهيوني من الرسو في موانئها    مباراة الكرة الطائرة بين الترجي و الافريقي : متى و أين و بكم أسعار التذاكر؟    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة    ذهاب نهائي رابطة ابطال افريقيا : الترجي يستضيف الاهلي برغبة تعبيد الطريق نحو الظفر باللقب    عاجل : ليفربول يعلن رحيل هذا اللاعب نهاية الموسم    كأس أوروبا 2024: كانتي يعود لتشكيلة المنتخب الفرنسي    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    فرنسا: الشرطة تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف: الدخول للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا للتونسيين والأجانب المقيمين بتونس    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



..مساجد استُبيحت حرمتها !
ملف" الصباح الأسبوعي" : هراوات.. سيوف.. ومداهمات أمنية
نشر في الصباح يوم 15 - 04 - 2013

ملف من إعداد: منية العرفاوي - تتواصل "الحرب الباردة" بين قوات الأمن والسلفيين خاصة من منتسبي التيار الجهادي، منذ ما بعد الثورة.. فالسلفيون الذين راهنوا على اكتساح الفضاء العام واستقطاب الأتباع والأنصار للتشبّع بأفكارهم التي تروق للبعض في حين يراها البعض الآخر أفكارا متطرّفة و"ظلامية" تهدّد وحدة المجتمع وحداثته،
كما يرفض التيار السلفي الجهادي خوض غمار السياسة رغم وجود بعض الأحزاب السلفية التي ما تزال تتحسّس طريقها للوصول إلى الناس- لكنهم ناشطون جدّا على المستوى الدعوي وجمع المساعدات والتبرّعات..
ورغم ذلك فإن نشاطات هذا التيار طالما أثارت الريبة والشكوك في الأوساط السياسية والحقوقية خاصة بعد أحداث بئر علي بن خليفة والسفارة الأمريكية، ففي كل مرة توجّه أصابع الاتهام إلى السلفيين.. لكن التيار السلفي يرى أنه مستهدف من السلطة الحاكمة، المسؤولة عن قتل 17 سلفيا وعشرات الموقوفين والذين يخوض بعضهم إضرابات جوع وحشية في السجون، احتجاجا على عدم محاكمتهم..
وقد أعادت أحداث هرقلة الأخيرة، منطق الرصاص والتعامل الأمني الصارم مع التيار السلفي والذي أثار الكثير من الاستياء بعد أحداث دوار هيشر..
كذلك فإن المداهمات الأمنية للمساجد، أثارت حنق التيارات الإسلامية والمتشددة منها على وجه الخصوص، باعتبار أن ذلك يعدّ اعتداء سافرا وانتهاكا صارخا، في حين أن قوات الأمن تنفي القيام بتجاوزات عند المداهمة التي تضطر لها أحيانا لمقتضيات الضرورة الأمنية..
"الصباح الأسبوعي" ومن خلال هذا الملف حاولت الوقوف على حقيقة التجاوزات في المساجد والتي قد تعدّ انتهاكا لحرمتها..

اقتحام جامع بصفاقس وقتل السلفي رقم 17 بهرقلة
احتقان شديد.. بين التيار السلفي والسلطة!
قامت فرقة أمنية مختصة فجر الثلاثاء الفارط بمداهمة جامع العذار بصفاقس بدعوى التحرّي والكشف عن وجود أسلحة داخل المسجد المحسوب على التيار السلفي، وقد ذكر منتسبو التيار بالمسجد المذكور أن من قاموا بمداهمة المسجد بتعلة البحث عن الأسلحة ارتكبوا حسب زعمهم تجاوزات كبيرة من خلال الاعتداء على حرمة المسجد.
وقد عمد الأمن الى ايقاف مجموعة من الأشخاص تواجدوا داخل المسجد رغم أن القائمين على المسجد اعتبروهم من عابري السبيل وأهالي المرضى القادمين من ولايات أخرى إلى المستشفى المجاور للمسجد حسب روايتهم.. وفي بيان لها نفت وزارة الداخلية حصول تجاوزات وانتهاك لحرمة المسجد..
وقد استنكر رضا الجوادي إمام جامع اللخمي بصفاقس "كل مداهمة لأي بيت من بيوت الله تعالى مهما كان السبب، ونعتبر ذلك اعتداء غير مبرر على كل المساجد وعلى الإسلام والمسلمين؛ ونرى أن معالجة أي خطإ أو أية مشكلة في أي مسجد لا بدّ أن تعالج بالحكمة والحوار والاستعانة بالعقلاء مع مراعاة قدسية بيوت الله عز وجل وحرمتها وحفظ حقوق المسلمين أفرادا وجماعات..".
وبعد يومين من هذه الواقعة، قتل أحد السلفيين بهرقلة وهو رقم 17 من المتوفين برصاص الأمن في اشتباكات مختلفة بين الأمن والسلفيين، وذلك بعد مهاجمة مركز أمن بالجهة من قبل عناصر تابعة للتيار السلفي.. وهذه الأحداث المتلاحقة جعلت الأجواء مشحونة بين السلط الأمنية والتيار السلفي الجهادي والذي توعّد بردّ عنيف على ما اعتبره استهدافا من السلطة الحاكمة..

المساجد التي وقعت مداهمتها أمنيا
حي الخضراء
دوار هيشر
جندوبة
سيدي بوزيد
العذار بصفاقس

فريد الباجي (رئيس دار الحديث الزيتونية(
المداهمة الأمنية تجوز شرعا.. إن اقتضت الضرورة
شاهدت بأم عيني السكاكين والهراوات في جامع سيدي بوزيد
بعد الثورة شهدت مساجدنا صراعات بين تيارات إسلامية ودينية مختلفة خاصّة في ما يتعلق باعتلاء المنابر، إذ نجد بعض التيارات التي توصف بالتشدّد والتطرّف في مواجهة جمعيات وجماعات إسلامية تنتصب كحامل للواء الاعتدال والوسطية وتؤكّد على أنها متشبّعة بالفكر الديني الزيتوني الذي يرفض الغلو والتطرّف.
ومن بين هذه الجمعيات نجد جمعية "دار الحديث الزيتونية" التي من بين مقاصدها، الاهتمام بتخريج علماء في الشريعة الإسلامية على طريقة علماء الزيتونة، والعمل على دراسة الحديث الشريف وعلومه دراية ورواية وتحقيقا وتأليفا كما تشارك الجمعية في النشاطات الدعوية ونشر العلوم الإسلامية في تونس وخارجها.
وإذا كانت المداهمة الأمنية الأخيرة لجامع العذار بصفاقس وما سبقها من مداهمات لبعض المساجد الأخرى قد استفزّت مشاعر التيار السلفي والكثير من علماء الدين على اختلاف مذاهبهم باعتبار حرمة المسجد، فإن الشيخ فريد الباجي رئيس "دار الحديث الزيتونية"، له موقف وقراءة فقهية في المسألة يلخّصها بقوله: "أوّلا بيوت الله والمساجد ما بنيت الاّ لذكر الله ونشر المحبة والعمل الصالح.. لكن إذا ظهرت شرذمة من المارقين عن القانون، تستعمل الهراوات والعصي والسيوف داخل المساجد لاثارة الفتن والقلاقل.. فانه يجوز شرعا وقانونا وبعد اذن من وكيل الجمهورية المداهمة الأمنية والعسكرية للمساجد وحتى للحرم المكيّ اذا اقتضت الضرورة الأمنية ذلك وكان هناك تهديد للاستقرار والمصلحة العامة.. لأن أمن الناس مقدّس في ديننا الحنيف ومقدّم حتى على العقيدة..
ونحن في العموم لا يجب أن نتعرّض لحرمات المساجد لأنها مقدّسة، لكن إذا ثبت أن بيوت الله أصبحت تستعمل من قبل التكفيريين والإرهابيين والتفجيريين فيجب على السلطة التنفيذية -حتى ولو بالقوة- إعادة بيوت الله إلى ما وجدت من أجله وتبقى منبرا للعلم والتقوى والعمل الصالح..
المساجد "محتلة"..
وسألت محدّثي عن رأيه عن "بدعة" وجود أسلحة بيضاء وعصي في بعض المساجد، والتشابك بالأيدي في بعض المساجد وهو ما تعرّض له الشيخ فريد الباجي وأتباعه في أكثر من مسجد، فأكّد أنه تناهى إلى مسامعه وجود العصي والسكاكين والسيوف في أكثر من مسجد، كما شاهد ذلك بأمّ عينه في بعض المساجد وخاصّة في سيدي بوزيد كما ذكر..
أمّا بالنسبة للمضايقات التي يتعرّض لها مع أنصاره، فيقول "المساجد محتلة من مجموعات متطرّفة وهي تحكم قبضتها عليها.. والحديث عن أن وزارة الشؤون الدينية قادرة على ضبط منهاج واضح في المساجد مجرّد كلام فضفاض لكن الواقع عكس ذلك، فنحن كلما دخلنا مسجدا فإننا نكون عرضة لهجمات بعض المحسوبين على تيارات بعينها والتي تتشنّج بمجرّد التقائنا بالمصلين لما نحاول الوعظ والإرشاد وإبراز مقاصد شريعتنا السمحاء بعيدا عن الغلو والتطرّف والتكفير والتفجير..".
وبما أن من أهداف جمعية "دار الحديث الزيتونية" الذي يشرف عليها الشيخ فريد الباجي، التعريف بجامع الزيتونة تاريخا وحضارة والتنوية بإنجازات علمائه على الصعيد الإسلامي والعالمي، والدعوة لإعادة الاعتبار لجامع الزيتونة وتفعيل نشاطه من جديد، فقد سألنا محدّثنا في الختام عن رأيه فيما يشهده جامع الزيتونة المعمور من تجاذب و"صراع" داخلي بين القائمين عليه، فأكّد أنهم كجمعية لا دخل لهم في جامع الزيتونة لكنهم ينتظرون "مأسسة" وإعادة هيكلة الجامع الأكبر.

أنصار الشريعة: نحن مستهدفون من السلطة.. والعريض يمارس علينا الإرهاب الفكري
الناطق الرسمي باسم أنصار الشريعة
من دنس المصاحف في مسجد صفاقس كافر شرعا.. ولهذه الأسباب وقع اغتيال شكري بلعيد وفوزي بن مراد
نحتفظ بالهراوات في بيوت الله للدفاع عن صناديق التبرعات
التحييد يعني إخضاع المساجد إلى توجيهات السلطة الحاكمة
"كالعادة في التعامل مع السلفيين يكون الرصاص هو أول الحلول فالسلفي لن تجد من يدافع عنه".. مقولة تداولها منتسبو التيار السلفي خاصّة بعد سقوط شاب قتيل يبلغ من العمر 23 سنة من المنتسبين للتيار على اثر اصابته بطلق ناري من أعوان الأمن في المواجهات الأخيرة بمدينة هرقلة ..وقبل يومين من هذه الحادثة و التي أسفرت عن وفاة مواطن تونسي ..تمت مداهمة مسجد العذار بصفاقس للاشتباه في وجود عناصر مطلوبة متحصّنة بالمسجد وفي وجود أسلحة مخفية داخله ،وكذلك هذه الحادثة استفزت التيار السلفي وخاصّة أنصار الشريعة الذين اعتبروا أن حرمات المساجد تنتهك بالمداهمات المتكرّرة..
الصباح الأسبوعي اتصلت بسيف الدين الرايس ،الناطق الرسمي باسم انصار الشريعة والذي تطرّق لكشف عديد الخفايا في الحوار التالي..
أثارت عملية مداهمة مسجد العذار بصفاقس حنق أنصار الشريعة والتيار السلفي عموما..واعتبروها انتهاكا لحرمة بيوت الله؟
المداهمات الأمنية أصبحت عمليات متكرّرة ، و مداهمة مسجد العذار بصفاقس ،سبقته مداهمات أمنية لعدد من المساجد الأخرى في حي الخضراء و دوار هيشر وفي جندوبة وسيدي بوزيد ،وهي محاولة الاقتحام التي تصدّى لها الأهالي والمصلين،وبعد مناوشات تمكّن أعوان الأمن من الدخول وبعد أن قاموا بتفتيش المسجد لم يجدوا أي شيء وقد وصل حنق المتواجدين عليهم جرّاء هذه العملية النكراء حدّ "البصق" في وجوههم..لأنهم دنّسوا حرمة المسجد ،والمساجد ليست تابعة للتيار السلفي أو لأنصار الشريعة ،بل أن الله تعالى يقول "ان المساجد لله.."وكذلك المساجد ليست ملكا للجبالي أو السبسي أو العريض أو الغنوشي او حتى للدولة..
لكن الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الدينية هي التي تشرف على المساجد ؟
لكن ما هي الدولة ؟ فحسب كل التعريفات القانونية للدولة هي شعب تحكمه سلطة سياسية على أرض ما ..وحسب هذا التعريف فان المساجد لا تتبع السلطة السياسية الموجودة لأنها ستحاول تطويعها لرغباتها وأهواءها،وليس لإعلاء كلمة الحق كما أراد الله ،وكذلك لا يمكن أن تكون المساجد تابعة للأرض وبالتالي الأصل في الأشياء أن يكون المسجد تابع للشعب الذي يرغب في إعلاء كلمة وراية الحق دون تسويف أو بحثا عن المصالح ذاتية والدنيوية .
وهم اليوم ومن خلال الدعوات المتكررة لتحييد المساجد يريدون أن تنسب المساجد زورا وبهتانا الى السلطة السياسية ومعنى ذلك أن توجّه ارادة السلطة الحاكمة المساجد ،أي أن تطوّع المساجد حسب ما يتوافق مع أهواء السلطة الحاكمة وليس حسب ما أنزله الله وشرّعه بالحق،فالتحييد يعني إخضاع المساجد الى توجيهات السلطة الحاكمة..
لكن مصادر أمنية تتحدّث عن تجاوزات حدثت في مسجد العذار بصفاقس واستدعت المداهمة الأمنية؟
وبالنسبة لما حصل في جامع العذار في صفاقس فأنا أتساءل من أعطى الاوامر باقتحام المسجد؟ومن المسؤول عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمكان ؟ وهل سيحاسب؟
أنا ذهبت شخصيا على عين المكان يوم الثلاثاء الماضي وعاينت أثار مهولة للاقتحام الهمجي ، الذي تعرّض له المكان من طرف الأمن بدون أن يكون هناك داع..فأنا أعرف جيّدا أن جامع العذار لا يغلق أبوابه في الليل،وبالتالي عندما حضر الأمن كانت الأبواب بطبعها مفتوحة لكنها كسرت وهشّمت مع سبق العمد..وهنا أتساءل لماذا كل هذا التعنّت الأمني لماذا تكسر الأبواب في حين انها لم تكن مغلقة؟
بالإضافة إلى أن المسجد ساعة اقتحامه لم يكن به الاّ عابر سبيل التجأ إلى المسجد ليقضي ليلته ،بالإضافة الى بعض الاخوة القائمين على شؤون المسجد ،ولكن ما راعنا أن الأمن اقتحم المسجد ويتم القبض على عابر السبيل وهو اليوم يخضع للتحقيق معه في القرجاني ..و ما لا يغتفر ذلك الاعتداء السافر الذي وقع على المصاحف والتي ألقيت أرضا ..
فمن قام بالقاء مصحف على الأرض عامدا متعمّدا فهو كافر بالله تعالى في كل المذاهب وباتفاق العلماء ..وهذه فعلة مستفزة استفزت الجميع بمن فيهم شيوخ نختلف معهم ..
لكن هناك شهود عيان يؤكّدون ان البعض من عتاة مجرمي الحق العام يتحصنون بالمساجد هربا من الملاحقات الأمنية بالاضافة الى أن بعض يتحدّث عن وجود أسلحة بيضاء والهروات والعصي داخل بيوت الله؟
بالنسبة لوجود اسلحة بيضاء وسيوف بالمساجد فان هذا غير صحيح بالمرة وهو محض افتراء واشاعات مغرضة..لانني تحولت إلى أغلب المساجد التي وقعت مداهمتها وقمت بزيارتها وأجزم أن رواية الأسلحة البيضاء هي رواية مفتعلة و لا أساس لها من الصحة ..ولكن نحن لا ننكر أن هناك من الاخوة من يحتفظون ببعض الهراوات في بعض المساجد بهدف حماية صناديق التبرعات التي عادة ما نقوم بجمعها في المسجد وذلك لحمايتها من اللصوص والمخمورين الذين قد يحاولون سرقتها وهذه لا تعتبر أسلحة لان هدفها هو الدفاع عن النفس في صورة التعرّض لهجوم وحماية بيوت الله..
أمّا بالنسبة لرواية أن هناك بعض المجرمين يتحصنون بالمساجد فذلك نرفضه تماما لان من تعدّى على حرمة الناس لا يجوز له التحصّن ببيوت الله..
توفي منذ ايام أحد السلفيين بهرقلة ليصل عدد المتوفين الى 17 مواطن من اتباع التيار السلفي..كما أن هناك عناصر سلفية تخوض اضرابات جوع وحشية في السجن ..لماذا كل هذا الاحتقان بينكم وبين السلطة؟
المدعو علي العريض والذي ما فتىء يقول بانه سيتصدّى لمن يحاول فرض افكاره بالقوة على الناس ..أقول له فقط ان المساجد التي نصلّي ونخطب فيها ،الناس يصلون خارج هذه المساجد التي عجزت عن استيعاب اعدادهم ،فهل هؤلاء فرضنا عليهم أفكارنا بالقوة ..لكن الحقيقة العريض وجماعته يخشون خطابنا لانه خطاب واضح ولا تقيدنا فيه حسابات سياسية أو مصالح حزبية ومحاولت اقصاءنا من المسجد فذلك فإن ذلك يسمّى فرض الأفكار بالقوة.. والارهاب الفكري هو القول بتحييد المساجد..
لكن أنتم طالما صرحتم انكم مستهدفون مباشرة من السلطة؟
نحن مستهدفون،استهداف كامل من على العريض فكم من مرّة يصرّح العريض "اننا سنتصدّى لكل من يريد أن يفرض فكره على الناس بالقوة" ،لكن انا اتساءل من يشيطن السلفيين ..و من يقتحم المساجد..ومن يزهق ارواح الناس ..ومن يقتل النساء ،ماذا تسمّى أفعاله هذه اليست محاولة لفرض أفكاره بالقوة ..وبالنسبة لما حصل في هرقلة فانا حدّ اللحظة لا املك ما يكفي من معطيات ،لكن نحن ضدّ كل ما يحصل ونحذّرهم تحذيرا شديدا ،فلا يجب أن يؤمنوا ما يقع في قادم الأيام،فشيوخنا وقياداتنا هي الى اليوم توصي بضبط النفس وتحكيم العقل لكنهم لن يستطيعوا كبح جماح الشباب المغتاظ من هذا الاستهداف المباشر ،وبالتالي نحن نحذّر من ردّ الفعل..وبالنسبة للاخوة الذين دخلوا في اضراب جوع وحشي ،فاننا نذكّر ان ما يسمّى بوزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية اقرّ واعترف بعظمة لسانه ان الاخوة تعرّضوا للتعذيب لانتزاع الاعترافات منهم خاصّة فيما يسمّى بقضية بئر علي بن خليفة و أحداث السفارة الأمريكية،ولكن الى اليوم هؤلاء هم رهن الإيقاف دون محاكمة عادلة..واذا تواصلت هذه المسألة فان العواقب ستكون وخيمة..
التيار السلفي كذلك حامت حوله الشكوك فيما يتعلّق بعملية اغتيال شكري بلعيد؟
نحن نفينا التهمة نفيا قاطعا وأكّدنا أن لا علاقة لنا بعملية الاغتيال هذه التي تورّطت فيها جهات استخباراتية تريد للثورة التونسية أن تفشل حتى لا تصدّر هذه الثورة الشعبية اليها وذلك بتأزيم الأوضاع الداخلية للبلاد ..وهو ما دفع الى اغتيال المحامي فوزي بن مراد لان الرجل عمل على كشف حقائق وإماطة اللثام عن عدة أسرار ..ففوزي بن مراد قبل وفاته اتصل ببعض القضاة وأكّد انه يملك عدة حقائق يريد كشفها،وبالتالي الحديث عن أن هناك جهات اجنبية كانت وراء مقتله لا تشوبها شائبة والاّ بماذا نفسر قيام رئيس دولة مجاورة وحتى قبل اغتيال بلعيد ان دولته لا تقبل أن توجّه لها اتهامات وذلك حتى قبل عملية الاغتيال.."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.