جمع لقاء ثلاثي الرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة المصرية للتباحث بشأن جهود دفع عملية السّلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتطوّر الأوضاع على الساحة العربية خصوصا بعد قمّة دمشق. وقد سبق للرئيس الفلسطيني أن التقى في العاصمة السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز كما أجرى جولتين من المباحثات مطلع هذا الأسبوع في عمّان مع كونداليزا رايس على أنّ يجتمع في السابع من هذا الشهر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. وهذه التحركات المكثفة لرئيس السلطة الفلسطينية تعكس جديّة الطّرف الفلسطيني في تحقيق اتفاق مع إسرائيل حول القضايا النهائية خلال ما تبقّى من السنة الحالية التزاما بالوعود المقطوعة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن عملية السّلام. وهذه الرّغبة في تحريك مسار المفاوضات تتقاطع مع السياسة الإسرائيلية المتبعة في المنطقة حيث كثّفت حكومة أولمرت في المدّة الأخيرة من إنشاء تجمّعات استيطانية وعملت على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزّة بالخصوص الأمر الذي أدّى إلى إعلان محمود عبّاس تعليق اجتماعاته المنتظمة مع أولمرت احتجاجا على هذه الاعتداءات التي أودت بحياة العشرات من المواطنين الفلسطينيين خلال الأسابيع القليلة الماضية. لقد أكّد أبومازن خلال هذه القمّة الثلاثية أنّ هناك حديثا جديا ربّما يصل إلى حدّ الالتزام بين جميع الأطراف المعنية بالعملية السلمية بضرورة استغلال سنة 2008 للوصول إلى اتّفاق حول القضايا النهائيّة ولكنّه فضّل عدم الجزم في تحقيق ذلك خلال ما تبقى من هذه السنة. ويبدو أنّ من بين المعوّقات التي قد تحول دون تحقيق نتائج في نظر رئيس السلطة الفلسطينية ما هو داخلي ويتمثّل في رفض حماس العودة عن انقلابها في غزّة وهو ما يرفضه أبومازن مؤكّدا عدم الدخول في أيّ شكل من أشكال الحوار معها قبل تخلّيها عن السيطرة على القطاع. ومع أنّ القيادة اليمنية قد أعلنت منذ فترة عن مبادرة لتقريب وجهات نظر فتح وحماس من أجل الوصول إلى نقاط تفاهم تخدم الحوار الوطني والمصالحة فإنّ هذه المبادرة التي ساندتها قمّة دمشق قد واجهتها عديد المطبّات نتيجة خلافات بين الطرفين فور الإعلان عن اتفاق بينهما عشية هذه القمة العربية الأخيرة. أمّا في ما يتعلّق بالمعوقات الخارجية وأساسا الموقف الإسرائيلي المتعنّت تجاه العملية السلمية فإنّ الأنظار ستتجه مطلع الشهر المقبل إلى واشنطن حيث ينتظر أن يؤدّي محمود عباس زيارة يلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي على أمل تحقيق تقدّم يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية قبل أن يغادر بوش البيت الأبيض.