«حركة النهضة صعدت إلى الحكم بعد أن التزمت بهذه الشروط..» «قطر عملة صرف لكل فتنة في المنطقة» تونس - الصباح الاسبوعي: منذ أيام عقد اتحاد علماء المسلمين مؤتمره تحت شعار "موقف علماء الأمة من أحداث سوريا" وقد أصدروا بيانا في نهاية المؤتمر، اعتبره ملاحظون "إعلانا" صريحا لدق طبول الحرب الطائفية والمذهبية بين المسلمين في منطقة الشرق الأوسط.. علماء السنة دعوا إلى الجهاد بالمال والنفس لنصرة الشعب السوري الذي "يتعرض لإبادة من قبل النظام الطائفي"، وذلك على خلفية تدخّل حزب الله تدخلا مباشرا في منطقة القصير، وقد أكّد البيان على "اعتبار أن ما يجرى في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا يُعدّ حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة..". الشيخ مختار الجبالي الذي مثّل تونس في مؤتمر العلماء المسلمين، أثارت إطلالته التلفزية الأخيرة في برنامج التاسعة مساء جدلا كبيرا وصل حدّ التلويح بتتبعه قضائيا لأنه حرّض الشباب التونسي على الذهاب إلى القتال في سوريا بدعوى الجهاد الذي دعا له بيان اتحاد علماء المسلمين.. ولكن في نفس البرنامج اعتبر الشيخ مختار الجبالي أن هناك مخططا شيعيا للاستحواذ على الأمة وأن الرافضة يتسللون الى المجتمعات السنية ويشجعون على التشيّع وأنهم يحشرون أنوفهم في شؤون المسلمين دون وجه حق وأنه لا بدّ أن تتفطّن الأمة الى هذا الزحف الشيعي الخطير على الاسلام السنّي، بما في ذلك تونس التي لا تخلو من محاولات الاختراق المذهبية هذه.. فتوى تحت الطلب ! الداعية الشيعي في تونس مبارك بعداش، وفي اتصال جمعنا به أبدى استنكاره مما جاء على لسان الشيخ الجبالي واعتبره زرعا لفتيل الفتنة الطائفية بين المسلمين، وصرّح لنا "أن ما نطق به الجبالي هو رأي أمريكي ورد على لسان عربي يدّعي الاسلام وتلك معرّة كبرى.. والشيخ مختار الجبالي وزمرة علماء المسلمين هم من شيوخ القصور والبلاطات الملكية وهم يفتون بمقتضى أجندات سياسية ويصدرون بيانات تحت الطلب الأمريكي". وحول الصراع الشيعي السنّي الذي بات حديث أكثر من طرف في العالم الاسلامي، أكّد الشيخ بعداش "الحقيقة هو صراع مفتعل وبرعاية قوى دولية لا تريد الخير للعالم الاسلامي وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فاسلامنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد هو القرآن.. واستهداف المسلمين بهذا الصراع المفتعل هو لغاية دنيئة في نفس يعقوب، وشماعة لتشريع التدخّل الأجنبي على أرض المسلمين والشيعة والسنة تعايشوا مع بعض لقرون خلت، وهذا الصراع لم يبرز الى السطح الاّ بقتل صدام حسين، وإذا كنّا سنتجادل أو نتحاور سنة وشيعة فان ذلك سيكون على مستوى فكري تكون فيها الحجة بالحجة والقرينة بالقرينة في شؤون ديننا الحنيف..". للحكم ثمن وشروط.. وحول علاقة الداعية الشيعي مبارك بعداش بزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، يقول بعداش "كنّا أصدقاء وعشنا فترة من الزمن في منزل واحد ولكن منذ عودته من المهجر لم أره ولم ألتق به.. لكن فقط أقول له اتق الله في الأمة". كما ذكر بعداش في حديثنا معه أن حركة النهضة صعدت الى الحكم في تونس بشروط أربعة فرضت عليها من الخارج وهي أن لا تمسّ الأحوال الشخصية، وأن لا يحرّض على اليهود وأن لا تمسّ اسرائيل في أمنها بالمنطقة سواء بالتشهير أو التجريح وأن تبتعد على ايران.. كان ذلك ثمن اعتلاء سدّة الحكم" وفي ختام حديثه معنا سألنا مبارك بعداش عن الدور القطري في المنطقة العربية والاسلامية خاصّة وأن هذه الدولة كثفت تحرّكاتها دوليا مع ثورات الربيع العربي، فأكّد "قطر هي العملة الصرف لكل فتنة في المنطقة".