●45 دينارا في الشهر للمكالمات الهاتفية ●54 %من التونسيين يقبلون على المواد التي ترتفع أسعارها ●17 دينارا حجم تقديري للتبذير الغذائي شهريا تونس-الصباح الأسبوعي تتطور أنماط الاستهلاك بتطور المجتمعات. ويكون للظروف الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية تأثير في ما يقبل عليه الناس من منتوجات وخدمات وما ينفرون منه.."الصباح الأسبوعي" حاولت رسم صورة لأنماط الاستهلاك لدى التونسي وتطورها خلال السنوات الأخيرة.. ليست هناك نوعية واحدة من المستهلكين في تونس،إذ تبرز دراسة حول تطور الأنماط الاستهلاكية للتونسي تقسيم المجتمع التونسي إلى ثلاثة فئات رئيسية من المستهلكين حسب ما صرح به المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية في لقاء خص به "الصباح الأسبوعي". فنجد الفئة العقلانية وهي تمثل 29 %من المجتمع في تونس ممن لا يلجؤون إلى التداين والقادرين على توفير حاجياتهم وتغطية نفقاتهم. والفئة المحدودة وهي تمثل 30%وهي فئة تكون مجبرة على التداين للإيفاء باحتياجاتها ومجبرة على القيام بعمليات تحكيم أو مراجعة خياراتها الاستهلاكية في كل مرة وترتيب أولوياتها وهي عادة طبقة لا تقبل على الترفيه. أما الفئة الأخيرة فهي ما يطلق عليها الطبقة الانتحارية وتمثل 29%من المجتمع التونسي أي ما يعادل تقريبا ثلث التونسيين وهي تضم المستهلكين الذين ينفقون أكثر من طاقتهم، ومهما كان حجم الدخل أو الظروف الاقتصادية يحاولون الإبقاء على نسق إنفاقهم. بذلك يمكن رسم صورة تقريبية للمجتمع التونسي على أنه يضم ثلاثة فئات متساوية في الحجم تقريبا، بين من يفي باحتياجاته بأريحية ومن يضطر للتداين أو من لا يلجأ إلى التحكيم أو اتخاذ قرارات عقلانية عند الاستهلاك. كما أدت الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد إلى تقهقر الطبقة الوسطى بنسبة 0.7 %سنويا منذ 2011 ..ففي 2010 كان حجم الطبقة الوسطى من المجتمع التونسي 81%في حين أصبحت نسبتها اليوم 68%وهي الطبقة التي تلعب دورا أساسيا على مستوى الإنفاق والاستهلاك. صعوبات اقتصادية كان لها تأثير على جيب المواطن وعلى خياراته.. أسهم كبدة الدجاج في ارتفاع خلال 5 سنوات من 2010 إلى 2015 ارتقت مواد على سلم الاستهلاك وأخرى تراجعت. فقد ارتفع استهلاك كبدة الدجاج ب142 % وقد كانت في السابق من المواد التي تلقى في المهملات ولكن يبدو أنها تحولت إلى الأطباق. كما ارتفع استهلاك اللحوم البيضاء بصفة عامة. أسهم الدجاج سجلت وحدها ارتفاعا ب41.5%في نفس الفترة. في المقابل شهد استهلاك عدة منتوجات أخرى انخفاضا مثل لحم العلوش (من 2010 إلى 2015) الذي تراجع بنسبة 11 %وقد تراجع استهلاك اللحوم الحمراء بصفة عامة بنسبة 53%( خلال رمضان الفائت). كما سجل استهلاك البيض ارتفاعا ب37.6% . أما عن المنتوجات البحرية فقد انخفض استهلاك السمك ب20%(من 2010 إلى 2015) مقابل ارتفاع استهلاك السردينة ب90%وذلك نظرا إلى أن أسعار السردينة تعد منخفضة إلى حد ما. وارتفع استهلاك التن المعلب ب25.4%في نفس الفترة (وهنا استهلاكه لا يعني فقط اقتناء التن المعلب بل أيضا استهلاكه في المأكولات خارج المنزل) . ومن الملفت إلى الانتباه أن استهلاك المأكولات التقليدية ارتفع، فعلى سبيل المثال من 2010 إلى 2015 وقع تسجيل زيادة في استهلاك البسيسة بنسبة 24.4%. ويفسر المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية في تصريحه ل"الصباح الأسبوعي" ذلك بأنه يمكن أن يعود إلى المشاكل الصحية التي يسمع عنها المواطن وحجز المنتوجات الفاسدة.. وهذا التخوف منها دفعه ربما إلى العودة إلى المأكولات التقليدية التي يعدها في المنزل. ولكن تفيد دراسة حديثة أجراها المعهد لم تنشر نتائجها بعد تسجيل زيادة في الأكل خارج المنزل ويصل معدل الأكل خارج المنزل إلى 12 مرة في الشهر. 45 دينارا في الشهر.. يلتهمها الهاتف وعلى خلاف التحولات التي شهدها استهلاك عدد من المواد الغذائية، تبقى الميزانية التي يخصصها التونسي للاتصالات في ارتفاع. فقد ارتفع عدد التونسيين الذين يمتلكون هواتف جوالة إضافة إلى الإغراءات والعروض التي يقدمها مزودو خدمات الاتصال. وقد خصص التونسي أكثر من 8.3%من ميزانيته في سنة 2015 للاتصالات أي نحو 165 دينار في السنة، مقابل 6% سنة 2010. في حين أن دراسة حديثة أجراها المعهد الوطني للاستهلاك تبين أن الإنفاق على الاتصالات يتجاوز 165 دينار في السنة ليصل إلى 45 دينارا في الشهر أي نحو 540 دينارا في السنة. معضلة الانفلات الغذائي رغم تراجع المقدرة الشرائية والظروف الاقتصادية الصعبة لم تتراجع ظاهرة التبذير الغذائي لدى التونسي. وفي دراسة حديثة للمعهد الوطني للاستهلاك لم تنشر نتائجها بعد، يقر 71.3%من التونسيين بأن التبذير في تونس مرتفع. ويقدر المستجوبون في الدراسة (وقد بلغ عددهم 2000 مستجوب) أن التبذير في المواد الغذائية في الشهر الواحد 17 دينارا. المدير العام للمعهد يوضح في حواره مع "الصباح الأسبوعي" أن من أسباب ذلك الشراء بكثرة فوق الحاجة والطبخ أكثر من اللازم وعدم الشراء بطريقة منظمة واختلاف أذواق أفراد العائلة وسوء حفظ المأكولات وعدم الاستهلاك قبل انتهاء تاريخ الصلوحية إضافة إلى غياب الوعي الغذائي. وقد ساهم انتشار المساحات التجارية في الترفيع في إنفاق التونسي ب20%. والاستهلاك حسب المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك مرتبط بعدة عوامل؛ العروض التجارية، تطور الإشهار، تطور مديونية الأسر. كما أن ارتفاع سعر منتوج معين لا يعني بالضرورة عزوف التونسيين عن اقتنائه بل بالعكس يقبل 54%من التونسيين على منتج معين إذا زاد سعره.. فالسعر بالنسبة إلى عدد من التونسيين هو حافز للإقبال وليس الهروب. فزيادة السعر مع الندرة يؤدي إلى الإقبال إضافة إلى رغبة التونسي في التباهي بأنه يملك تلك السلعة النادرة أو مرتفعة السعر وبوفرة، على حد تعبير محدثنا. الأنماط الاستهلاكية في تونس أيضا تسجل اختلافات بين الجهات.. إذ يوضح بن جازية أن تونس الكبرى تسجل هذه الظواهر بشكل أكبر اذ يضم الإقليم 3 مليون ونصف مستهلك اضافة إلى تطور النسيج التجاري ونزعة المستهلكين إلى مماهاة بعضهم البعض وتوفر المساحات التجارية بكثرة ووجود شرائح اجتماعية يكون وضعها المادي جيدا إلى حد ما.. في حين أن المناطق الداخلية تكون فيها مستويات الاستهلاك والإنفاق ومديونة الأسر أقل إذ أن كلفة المعيشة في المناطق الداخلية أقل من تونس والخيارات الانفاقية المتاحة ايضا أقل. ................. منتوجات ارتفع استهلاكها الدجاج + 41.5% كبدة الدجاج + 142 % البيض +37.6% السردينة +90% التن المعلب + 25.4% منتوجات انخفض استهلاكها اللحوم الحمراء - 53% لحم العلوش - 11% السمك - 20% إعداد: أروى الكعلي جريدة الصباح بتاريخ 22 أوت 2016