لا شك في أن السنة الأولى من الأمومة هي الأصعب دائماً، ولكن لماذا؟ وما هي الأسباب الكامنة خلف هذه الصعوبات؟ الإرهاق قلّة النوم وحرمان الأم منه لأشهر عديدة يجعلها لا تفرّق بين نهارها وليلها. تشعر بغضب كبير وتشتهي أن تنام أربع ساعات متواصلة دون أن يقاطعها بكاء الصغير. قد تحاول الأم في هذه الحالة أن تُشعِر الجميع بأنها بحالة جيّدة، لكن مشاكل النوم ليست أمراً سهلاً لأنها قد تؤدّي إلى مشاكل أكبر في التركيز اليومي. البلل في كل مكان يستمرّ تقلّب الهورمونات عند المرأة حتى بعد أن تلد الطفل، ومع الرضاعة الطبيعيّة، يمكنها أن تشعر بالبلل طوال الوقت. كثيرٌ من التعرّق والبكاء وإفراط في الإفرازات المهبليّة، بالإضافة إلى النزف في الفترة الأولى. لهذا السبب، يجب أن تكوني دائماً حريصة على تبديل ملابسك والحفاظ على نظافتك لأن الأمومة يمكن أن تسبّب الفوضى. البكاء بعد أن يولد الطفل، تصبح للأم حاسة سمع قويّة جداً، حيث بإمكانها أن تسمع أصغر أنفاس صغيرها أو أي صوت يصدره حتى إن لم يكن بكاءً. وفي بعض الأحيان، مع بكاء الصغير، يمكن للأم أن تبدأ هي نفسها بالبكاء لأن دموع صغيرها تسبّب لها الألم. الارتباط أو عدمه قد لا تقع الأمهات منذ اللحظة الأولى في حبّ أطفالهن، إذ إن الصغار يمكن أن يولدوا بأشكال مختلفة وغير واضحة في الساعات الأولى. كما أن بعضهم قد يكثر بكاؤه ويرفض الرضاعة والأصوات حتى تهزّه والدته لينام. لذا، إن لم تحبّي طفلك منذ ساعاته الأولى، فلا ترتعبي لأنه شعور عابر وسيتغيّر بسرعة. التغيّر هنا لا نعني الحفاضات بل تغيّر طباع الأطفال، إذ إن هذه المخلوقات الصغيرة تتغيّر حين تعتادين على روتينها... عندما تبدئين بالتعوّد على حاجات الصغير، تتغيّر هذه الحاجات فوراً لأنه ينمو بسرعة. فبعد أشهر قليلة، تبدأ الأسنان بالنبات وتتغيّر عادات نومه. من ناحية أخرى، ستلحظين تغيّرات في علاقتك بزوجك أيضاً، ما سيتطلّب منكما جهوداً مشتركة لاستعادة ما فاتكما والعودة إلى روتينكما القديم ولكن الأمر يتطلّب بعض الوقت والتركيز من كليكما. الاهتمام الذي لا يمكن تجزئته من المستحيل للأم أن تجزّئ وقتها في ما يتعلّق بتربية أطفالها، لأن الصغار ببساطة يحتاجون إلى عناية دائمة ومتواصلة. لا يمكنك مثلاً أن تحاولي التكلّم مع إحدى الصديقات والاسترسال معها ولو على الهاتف أثناء وجود طفل. فقدان السيطرة للأسف، تظن الأمهات أنهن يسيطرن على كل ما يتعلّق بالطفل من الأكل والنوم والتبرّز وحتى السلوك. ولكن هذا الأمر غير صحيح. لهذا السبب، كلّما تقبّلت أمر عدم قدرتك على السيطرة على الصغير، استطعت التكيّف معه ومع حاجاته بطريقة أسرع.