قال سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» إن فوز الناشط ياسين العياري في الانتخابات التشريعية الجزئية لدائرة ألمانيا هو هزيمة مدوية للائتلاف الحاكم ودليل على أن وهج الثورة ما زال موجودا في قلوب التونسيين، مشيرا إلى أنه سيعمق أزمة حزب «نداء تونس»، كما قلل من أهمية انسحاب حزب «آفاق تونس» من حكومة يوسف الشاهد، مشيرا إلى أنه لن يؤثر في التوازنات القائمة داخل الائتلاف الحاكم. واعتبر، من جهة أخرى، أن تهديد محامي رجل الأعمال شفيق جراية المتهم بالفساد ب»إسقاط» حكومة يوسف الشاهد تؤكد أن البلاد تعيش «حربا بين الفاسدين، وليس حربا ضد الفساد». كما اتهم منظمي معرض الهولوكوست باستفزاز مشاعر التونسيين مشيرا إلى أن المعرض تزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال خبير الطيران محمد الزواري، الذي اتهم السلطات التونسية بمحاولة «طمس» حقيقة اغتياله. وكان رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي منصري أعلن، الاثنين، فوز ياسين العيّاري مرشح قائمة «الأمل» المستقلة بالمقعد الوحيد للانتخابات البرلمانية الجزئية لدائرة ألمانيا بحصوله على 284 صوتا بنسبة 21.83 من مئة متفوقا على مرشح حزب «نداء تونس» فيصل الحاج طيب بفارق 31 صوتا فقط (19.45 من مئة)، فيما جاء مرشح «التيار الديمقراطي» (معارضة) جميل المثلوثي في المرتبة الثالثة بواقع 135 صوتا (10.43 من مئة). وقال بن عمر في حوار خاص مع صحيفة «القدس العربي» «فوز ياسين العياري يمثل عقابا من طرف الناخبين لمنظومة الحكم بسبب فشلها في إدارة الشأن العام، وهي أيضا رسالة إلى قوى الثورة أن وهج الثورة ما زال موجودا في قلوب التونسيين وأن هذه القوى إذا تعاونت يمكنها إسقاط منظومة الفساد»، مشيرا إلى أن العياري هو «مرشح الائتلاف الثوري وانتصاره هو انتصار لهذا الائتلاف وهزيمة مدوية لمنظومة الحكم التي دعمت مرشح نداء تونس، وهذا الفوز سيعمق أزمة حزب نداء تونس أكثر من قبل وربما يؤدي إلى مزيد من الخلافات داخله». وكان محسن مرزوق الأمين العام لحركة «مشروع تونس» اعتبر أن العياري هو «المرشح الحقيقي» لحركة «لنهضة» مشيرا إلى أن الحركة فازت في الانتخابات و»لا بد من مراجعة جوهرية فيها قطيعة حاسمة مع المنطق السائد (التوافق بين النداء والنهضة)». وعلّق بن عمر على ذلك بقوله «نحن – كممثلين عن الائتلاف الثوري – لا نرد على هذه الترهات، فكلنا نعلم أن ياسين العياري ليس مرشحا للنهضة أو ممثلا لها، وقد انتصر بفضل ائتلاف قوى الثورة وليس أية جهة أخرى، والترويج لمثل هذا الخطاب هو محاولة للتقليل من أهمية الانتصار الذي حققه ائتلاف قوى الثورة». وحول انسحاب حزب «آفاق تونس» من حكومة يوسف الشاهد، قال بن عمر «خروج آفاق تونس يأتي في إطار حرب التموقع بين مختلف مكونات الائتلاف الحاكم والذي يتغير بين فترة وأخرى، حيث تدخل أطراف وتخرج أخرى من دون أي ضوابط أو خط سياسي واضح يفسر تغيّر فسيفساء منظومة الحكم، ولا أعتقد أنه سيغير كثيرا في التوازنات السياسية باعتبار أن آفاق تونس لا يمثل جزءا مهما في الائتلاف الحاكم وأعتقد أن خروجه لن يؤدي إلى تداعيات على مستوى المشهد الحزبي ولا على مستوى التوازن داخل الائتلاف الحكومي». وكان فيصل الجدلاوي محامي رجل الأعمال شفيق الجراية المتهم بالفساد هدد قبل أيام ب «إسقاط» حكومة يوسف الشاهد في حال استمرت «الحملة المغرضة» ضد موكّلِه، مشيرا إلى أن لديه ما يكفي من المعطيات والوثائق للقيام بهذا الأمر. وعلّق بن عمر على ذلك بقوله «نحن قلنا منذ البداية أن ما يسمى بالحرب على الفساد هي ليست حربا على الفاسدين وإنما هي حرب بين هؤلاء الفاسدين، وما يحدث اليوم يترجم مثل هذه التصريحات، فمختلف أقطاب مافيا الفساد المالي هي بصدد تصفية وتشويه بعضها بعضا، وهذا ما يحدث في الساحة السياسية في تونس». وكان معرض حول «الهولوكوست» نظمته مؤخرا المكتبة الوطنية في تونس أثار جدلا كبيرا في البلاد، حيث اتهم عدد من السياسيين والنشطاء منظمي المعرض بالتطبيع مع إسرائيل، فيما أكد المنظمون أن الغاية من المعرض هي إدانة جرائم النازية، ودعوا إلى عدم الخلط بين اليهود والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطيني. وقال بن عمر «الذين أشرفوا على تنظيم هذا المعرض بحاولون استفزاز مشاعر التونسيين خاصة أن التأريخ الذي اختاروه يتزامن مع ذكرى اغتيال شهيد تونس محمد الزواري، وهذا ليس بريئا وهو يؤكد قوة اللوبيات المتذيّلة للصهيونية العالمية في تونس، ويدعونا إلى التفكير في إقرار قانون لمقاومة التطبيع في أقرب الآجال لقطع الطريق على هؤلاء الموتورين». وأضاف «السلطة الحاكمة حاليا تعمل على تعويم موضوع اغتيال الزواري، ولم تتحمل مسؤوليتها حتى الآن في كشف الحقائق للشعب التونسي بخصوص عملية الاغتيال الجبانة وأيضا لم تقم بتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء، برغم أن كل العالم يعلم أنه يقف خلفها باستثناء الحكومة التونسية التي تعمل وفق مقولة: لا أرى لا أسمع لا أتكلم». وكان عبد الرؤوف العيّادي عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال الزواري اتهم السلطات التونسية ب»التواطؤ» في القضية عبر التفريط عمدا في مصادر مهمة حول عملية الاغتيال، مشيرا إلى أنها لا ترغب بالكشف عن هُوية المنفذين واتهام الموساد الإسرائيلي علنا بالمسؤولية عن العملية.