أقامت منظّمة "ربريف" (Reprieve) البريطانية بالتعاون مع هيئات تونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم بالعاصمة تظاهرة بمناسبة الذكرى العاشرة لافتتاح معتقل غوانتانامو الأمريكي. ودعا المشاركون في التظاهرة، وأبرزهم ممثلون عن فرع تونس لمنظمة العفو الدولية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمة حرية وإنصاف وغيرها، الحكومة التونسية الحالية إلى وضع إطار قانوني وتفعيل الآليات الدولية التي صادقت عليها تونس بعد الثورة (وخصوصا معاهدة روما) قصد وضع الإطار القانوني الضروري واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة التونسيين الخمسة الذين لا يزال يقبعون في غوانتانامو. وتساءل بعض المشاركين في التظاهرة عن فشل العالم في إدانة النظام الأمريكي وتجريمه على ما قام به في غوانتانامو وعلى تملّصه من الاعتراف بأخطائه والفشل في إحالة الذين قاموا بتعذيب المعتقلين إلى المحاكمة. وقد كان التعذيب النفسي والجسدي في غوانتانامو وحشيا أدّى بالعديد من المعتقلين إلى الجنون وإلى الموت. وطالب النشطاء الحقوقيون التونسيون والأجانب بمحاسبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وعد في جانفي 2009 بغلق المعتقل لكنه لم يف بوعده إلى الآن ومحاسبة الكونغرس الأمريكي (الذي رفض ومازال يرفض إصدار قانون للتعويض المادي والمعنوي لمعتقلي غوانتانامو) ومحاسبة الأنظمة المتورطة في تسليم أبرياء إلى السلطات الأمريكية (أفغانستان، بلجيكا، باكستان).
شهادات تدمي القلوب التونسيون الخمسة المعتقلون حاليا في غوانتانامو هم عادل الحكيمي وعادل الورغمّي وهشام السليتي ولطفي بن علي ورضا اليازيدي. وحضر اللقاء الإعلامي المنتظم بالمناسبة أهالي وأصدقاء بعض المعتقلين السابقين والحاليين في سجن غوانتانامو. وتساءلت شقيقة السجين هشام السليتي عن سبب عدم الإفراج عن شقيقها إلى الآن "رغم أن باراك أوباما سلّمه رسالة البراءة منذ عام"! أمّا شقيق عادل الحكيمي فقال أن معتقلي غوانتانامو "عانوا الويلات وكل أشكال العذاب دون أية تهمة" وتساءل: "كيف يتصرّف الأمريكان، دعاة الحرية، بهذه الطريقة؟" وقال الحكيمي أن على منظّمات المجتمع المدني التونسية أن تتحرك من أجل مساجين غوانتانامو على غرار ما تفعله المنظمات الأجنبية ومنها "ربريف". أمّا رفيق الحامي، المعتقل التونسي السابق الذي قضى ثمانية سنوات في غوانتانامو بدون أية تهمة أو محاكمة قبل أن يتم توطينه في سلوفاكيا ثم تمكينه من العودة إلى تونس بعد الثورة في مارس 2011، فيقول: "لا يمكن تصوّر السنوات التي قضيتها في الاعتقال". وأضاف: "لم أكن أعرف إن كنت سأتمكن من العودة إلى عائلتي ووطني ولم أكن أعرف سبب احتجازي ولم تتح لي فرصة للدفاع عن نفسي بطرق قانونية. ومنذ عودتي إلى تونس، جمعت شمل عائلتي وعدت إلى الحياة العادية مرة أخرى ولدي أمل كبير في مستقبلي هنا". وتدخل إطار بكتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج وأكّد أن الحكومة التونسية الحالية "بدأت مساع لدى الإدارة الأمريكية لجلب المساجين التونسيين إلى تونس" لكنه لم يعط أية إيضاحات عن نوع هذه المساعي.
منظّمة ربريف تقود الحملة "ربريف" (Reprieve) منظمة خيرية بريطانية تستخدم القانون لتعزيز حقوق السجناء بمن فيهم المحكوم عليهم بالإعدام ومعتقلي غوانتانامو. ومن جملة المساجين الذين تدافع عنهم منظّمة "ربريف" سجينان تونسيان في معتقل غوانتانامو. وقالت بولي روسدايل ممثلة المنظمة أن "ربريف" على اتصال مستمر بهذين السجينين عبر محامين وعبر منظمة الصليب الأحمر الدولي وهما الطرفان الوحيدان المخولان للقاء السجناء في غوانتانامو. تقوم "ربريف" بتقصي الحقائق والتقاضي وتنظيم الحملات التثقيفية والإعلامية. وتعمل على توفير الدعم القانوني للسجناء الغير قادرين على تحمل تكلفة هذه الخدمة. مؤسس منظمة "ربريف" هو المحامي كلايف ستافورد سميث الذي يتمتع بخبرة 27 عاما في الدفاع عن الأشخاص الذين يواجهون عقوبة الإعدام في الولاياتالمتحدة. وقد مثلت منظمة "ربريف" أيضا عددا كبيرا من السجناء الذين عذبوا في إطار برنامج التسليم الاستثنائي الخاص بالمخابرات الأمريكية كما تجري تحقيقات مستمرة في عمليات الترحيل والاعتقال السري تحت مظلة ما يسمى ب"الحرب على الإرهاب".