تتمثل أبرز الأنشطة التي يمولها صندوق الصداقة القطري في اسناد قروض صغرى للشباب ((micro credit الذين يرغبون في بعث مشاريع صغيرة خاصة بهم في مجالات مختلفة كالفلاحة وتربية الدواجن وصنع المرطبات وغيرها من الأنشطة، والتي من شأنها أن تساهم في حلحلة معضلة البطالة لدى الشباب بصفة خاصة وبقية الفئات بصفة عامة. تسهر مؤسسة " تيسير" احد شركاء صندوق الصداقة القطري على هذه المشاريع الصغيرة حيث تقوم إلى جانب اسناد القروض الصغرى بتكوين باعثي المشاريع في مختلف المجالات في اعداد دراسة المشروع ودراسة السوق وإعداد مخطط الاعمال الذي سيعتمده باعث المشروع في المستقبل. ولعل مثل هذا التمشي هو الذي يجعل من التكوين ضروريا لمستقبل باعث المشروع فيما يخص استمراريته ومردوديته وانتاجيته منذ انطلاق الانجاز حتى بداية تحقيق أرباح وضمان توازنه، وهو السبب الذي يحرص من خلاله المسؤولون في مؤسسة "تيسير" على انجاز مسابقة هي بمثابة مناقشة ل"ختم دروس" التكوين الذي خضع له باعثو المشاريع على امتداد 3 أسابيع، تنتهي في آخرها باسناد شهادات تكون بمثابة اعلان عن نهاية مرحلة التكوين والاتجاه إلى مرحلة الاعداد للمشروع ليدخل حيز التنفيذ في أقرب الآجال. وعلى هذا الأساس، تشير المرافقة ومستشارة الأعمال في مؤسسة "تيسير" هاجر بن صالح في حديث مع "الصباح نيوز" أن باعثي المشاريع يخضعون لمرافقة ذاتية فردية وتأطير طوال فترة التكوين، تختار خلالها المشاريع وفق معيار الكفاءة شرط أن تكون تكلفة هذه المشاريع صغيرة. ومن جهتها تشير رحمة المثلوثي وهي مستشارة قروض أن القروض المسندة للمشاريع هي قروض صغيرة يقع اسنادها لباعثي المشاريع بعد مدة التكوين واستيفاء دراسة المشروع والسوق، وأن الباعثين يتمتعون بشهرين كمدة عدم خلاص للقرض. هذا التمشي الذي يخضع له باعثو المشاريع يمكّن في درجة أولى من اعداد صاحب المشروع لتشكيل "خارطة طريق" يسير على أساسها في اتجاه انجاح مشروعه وتحقيق استمراريته، على أساس فكرة المشروع التي تم اختيارها من مسؤولي مؤسسة "تيسير"، على أن يقوم صندوق الصداقة القطري في مرحلة ثانية بإسناد " قروض شرف " لهم دون أية ضمانات أو نسب ربح بالنسبة الى جزء من هذه القروض. ورغم أن المنظومة، ترصد بالأساس إلى الشباب، إلا أن ذلك لم يمنع الشاب محمد العكرمي الذي يملك مستوى جامعيا ويبلغ من العمر 27 عام من القول إن فكرة مشروعه بالأساس هي تواصل لمشروع والده. ويشير العكرمي في حديثه ل"الصباح نيوز" إن الفكرة تتمثل في "احياء" مدجنة كانت على ملك والده قبل أن تغلق وأنه اليوم يسعى لإعادة هيكلتها وذلك من خلال التكوين الذي تطرحه مؤسسة "تيسير"، التي اختارت مشروعه وقامت على أساس ذلك بتكوينه على امتداد 3 أسابيع في دراسة مشروعه الذي سيتكلف فقط 8 آلاف دينار، سيبدأ من خلالها بتربية 1200 فرخ دجاج "فلّوس "في مدجنة والده القديمة والموجودة بمنطقة سيدي حسين. من جهتها، قالت فاطمة الشمامي وهي باعثة مشروع أنها شاركت في الدورة التكوينية التي دامت 3 أسابيع حيث استطاعت تلقي تأطير جيد حول دراسة مشروعها والمتمثل في مصنع لصنع الحلويات في منطقة باردو. وتقول فاطمة في تصريحها ل"الصباح نيوز" أن لها مؤهل جامعي وهو أستاذية في المالية، لكنها اتجهت للتفكير في بعث مشروع للحساب الخاص، لأنها لم تحصل على عمل بمؤهلها الجامعي. وأضافت أنها "لم تقف مكتوفة الأيدي" واتجهت للتكوين في مجال صنع المرطبات والحلويات وهي في الأصل هوايتها، وتحصلت على شهادة تكوين، ثم اتجهت لطلب تمويل مشروعها من أحد شركاء صندوق الصداقة القطري وهو "تيسير" أين خضعت للتكوين قبل تتسلم شهادتها ولتبدأ المرحلة الثانية من المشروع وهو التنفيذ حسب مخطط المرافقة التي أنجزته بمساعدة مؤطري المنظومة والذي تتجه لتنفيذه. هذا التكوين الذي استمر 3 أسابيع في شهر ديسمبر المنقضي، ختم بمسابقة أفرزت حصول 9 مشاركين على شهادات ختم دراسة مشاريعهم وهم على التوالي: فاطمة الشمامي محل صنع مرطبات فاتن الجلاصي مطعم للأكلات التقليدية ريم الجويني بيع مواد التجميل بلال كردوس شركة لتركيب الشبكات والأمن المعلوماتي فارس الجابري مركز عمومي للانترنيت محمد العكرمي مدجنة سندس العياري محل بيع أكلات سريعة عاطف التومي شركة خدمات