اطلعت في ركن للآراء بجريدة عربية على اقتراح رأيته وجيها فأحببت أن يشاركني في الإطلاع عليه قراء –الصريح- علّهم يقرؤون فيه سببا من أسباب التغيير الآمن فيساهمون في التعريف به في أوساطهم السياسية والثقافية والعلمية. هذا الاقتراح عرضه مواطن عربي مسيحي هو السيد ريمون جبارة عن طريق صحيفة -النهار- متمنيا أن يكون هذا الاقتراح لخير البشرية في جميع البلاد العربية، وهو كالآتي: "على كل دولة عربية أن تشكّل هيئة علماء مؤلفة من أطباء نفسانيين "شاطرين" في اكتشاف العقول الصحيحة قبل أن يلتحق أيّ مواطن في خدمة مؤسسة عامة، مدنية أو عسكرية. فلو كانت مثل هذه المؤسسة المقترحة قائمة يوم تقدّم المدعو معمّر القذافي ليتطوّع في صفوف الجيش الليبي لما كان الأخ معمّر تمكن من الوصول إلى رتبة عريف، هو الذي في رتبة عقيد، لكنه عقيد غير صحيح العقل، وقد حكم ليبيا كبونابرت لا كرئيس جمهورية أو جماهيرية (اختاروا التسمية التي تناسبكم). هكذا نتدارك أن لا يكون عندنا ذات يوم من أمثال معمّر أو عيدي أمين دادا أو بوكاسا وكلهم عظماء في اعتقادهم ومجرمون في اعتقاد شعوبهم... هيئة علماء لا تكلفكم ما يكلفكم انتخاب نواب لمجلس يعطّل ذاته...عاشت العقول الكاملة في زمن سيطرة العقول الناقصة على وطنكم العظيم..." ولعلي أضيف أنه لو كان الفحص النفساني "الشاطر" قائما في الوطن العربي بمثابة تقليد ثقافي راسخ لأنه مقنع لما ابتلينا في تونس كما في المجتمعات العربية قاطبة بعقول مريضة تبوأت مكانة التصرف الأعلى، ولما وقعت بلداننا حينئذ رهينة في أيدي عصابات حزبية وعسكرية اتجهت أول ما اتجهت إلى تدمير النخاع الشوكي في مؤسسات الدولة. هذا الاقتراح ما زال صالحا اليوم حتى لا يدمَّر النخاعُ الشوكي للثورة. فمن الكبت والقهر إلى الإسهال والتسيب نتعلم أن كل ما زاد على حده انقلب إلى ضده.