اهتزت مدينة فريانة على وقع جريمة بشعة وغامضة راح ضحيتها شيخ في الستين من عمره. الضحية يدعى الحاج محمد وهو صاحب شركة ومعروف بين أهالي منطقة فريانة بدماثة أخلاقه وحسن معاشرته للغير وقد فوجئ الجميع بخبر وفاته بتلك الطريقة الوحشية. وحسب مصادرنا فقد خرج الحاج محمد من منزله فجرا بعدما تلقى مكالمة هاتفية، تبيّن أنها من مجهول، مفادها أنه يتوجب عليه القدوم فورا مصحوبا بالأموال، لتسلّم بضاعته وكالعادة توجه الحاج محمد نحو المكان المقصود وبحوزته المبلغ المطلوب، ولكن في الطريق حصل ما لم يكن في الحسبان وعثر عليه بعدها جثة مشوّهة في خربة تقع خلف السكة الحديدية على مستوى الطريق المؤدية الى مدينة ماجل بن عباس. ولئن انطلقت التحريات الأمنية المبدئية بنسق سريع، فقد توجهت الشكوك نحو بعض الأطراف من بينهم حمّال يعمل بالشركة التابعة للضحية وقد تم ايقافه على ذمة البحث. وفي انتظار الكشف عن لغز هذه الجريمة الغامضة، يبدو أن أطرافا تعرف الحاج محمد جيّدا، وبعدما استغلوا بساطته استدرجوه لاستلام بضاعة وهمية ثم قتلوه واستولوا على أمواله قبل أن يلقوا بجثته في «خربة». الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.. في الفحص : «راعي» في حالة غضب يقتل شقيقته بحجرة!! بالرغم من أن الشقيق القاتل حاول التمويه قبل أن يفشل في إقناع بقية أفراد عائلته بضرورة دفن جثة شقيقته دون اشعار أي طرف كان فإن والدته رفضت ذلك رفضا قطعيا، وحثت ابنها الثاني على ضرورة إعلام رجال الحرس الوطني بالفحص بالحادثة. المكان هنشير الإمام بأجوار الفحص والضحية فتاة عمرها حوالي خمسة وعشرين سنة أما قاتلها فهو شقيقها. ولئن يبدو للوهلة الأولى أن الشقيق الغاضب لم يتعمد قتل شقيقته، بعدما رماها بحجرة من الوزن الثقيل عن بعد فإنه أصرّ إصرارا على إخفاء الحقيقة للهروب من التتبعات العدلية.. وحسب ما توفّر لنا من معلومات مبدئية فإن القاتل قد يكون طلب من شقيقته أي الضحية في حادثة الحال، مساعدته على رعي قطيع الأغنام ولكن يبدو أنها رفضت ذلك مما جعله يغضب ويرميها بحجرة أصابتها على مستوى رأسها وكانت سببا في وفاتها على عين المكان.. وأمام دهشته وخوفه من سوء المصير ومواجهة بقية أفراد عائلته، حاول التمويه بأن وضع حذو الجثة مادة سامة للإيهام بكونها تناولت كمية منها وتوفيت ثم وفي مناسبة ثانية أعلم شقيقه وطلب منه التعجيل بدفن جثة شقيقته دون عرضها على الطبيب أو إعلام السلط الأمنية، وهو ما لم يوافق عليه الأخ ووالدتهما، وكان أن حلّ رجال الحرس الوطني بالفحص بالمكان وتمت معاينة الجثة من قبل السلط القضائية بالمحكمة الابتدائية بزغوان ثم إحالتها على المستشفى قصد وضعها على ذمة الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة الرئيسية. ولئن أصرّ الشقيق على إنكار ما أقدم عليه فإن التحريات التي أخضع اليها من قبل رجال فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان اقتضت ايقافه فورا مع شقيقه لمواصلة البحث معهما.