هل المدينة العصرية هي مدينة بدون –بلاد عربي-؟ أم أن العصرنة العمرانية تقتضي أن نهدم البنيان العتيق بحجة النضارة العمرانية..ثم لماذا خصصت منظمة اليونسكو جوائز قيمة للتراث المعماري ؟ ثم هل قاعدة المحافظة على التراث والعتيق والعربي والتاريخي موكول إلى العواصم فقط ؟ هذه الاسئلة وغيرها ، دفعتني الى الرجوع الى مدينة القلعة الكبرى الفلاحية وإلقاء مزيد من الاسئلة لأهل الذكر بهذه المدينة. لماذا هدمتم –البلاد العرْبي- ؟ هل هو الهولوكست العمراني الحضاري ؟ أم هو إعصار –القلعكبي - أم هي لعنة - قيرزا التاريخية ؟ مخجل جدا أن أرى مدينة القلعة الكبرى : الفلاحية التاريخية ، أرض المليون أصل زيتون ، مدينة مهرجان الزيتونة الدولي ، التي لا تبعد عن حضرموت إلا أميالا معدودة …هكذا في لمح البصر تفقد نضارتها العتيقة بتعلة [ البهاء أو الرونق العمراني ]؟ فأين قصر السوق وبنيانه المرتفع العتيق الذي يتوسطه خزان المياه ؟ وأين حومة السوق ؟و باب الجامع ؟و أين سوق الحوت القديم وتشعباته؟ ثم هل الذين خططوا من مهندسين ومعماريين ومسؤولين لتجديد القلعة وتوسيع أزقتها الجميلة ، هم راضون الآن على وجه المدينة الجديد ؟ ثم وهذا لب القضية، هل أصبحت القلعة الآن مدينة[ سر من رأى]؟ رغم امتدادها العمراني المهول ، إذ أنها الان أصبحت بحاجة إلى بلدية أخرى تسهر على شؤونها العامة الممتدة من قريب وبعيد ؟؟ ولقائل أن يقول : التجديد أو التوسعة التي أحدثت منذ 3 عقود، أنقذت بعض الأهالي و السكان من التلف و الاضمحلال ومن تحت نير القدم والتداعي لمساكنهم ؟؟ لكن هذا لا يعني نسف كل ما هو قديم وعتيق؟ إذ كان على الأقل المحافظة على حومة السوق و القصر لجعله منطقة عتيقة و أثرية و سياحية ومزارا للسياح وللاجيال ؟ ثم هل الإنجاز الذي جددنا به … كان مرضاة الجميع ؟ هل مشروع السوق المركزية أتى بثماره التجارية المأمولة ؟ ثم أين مشروع القصر الذي حفظنا مثاله الرائع ولم ننساه ؟ و أين المركب الثقافي العالي ؟ و قاعة السنما ؟ و الجامع الكبير الذي تُرى صومعته من سباسب القيروان ؟ … هذا جرى …. ولا أظن أن العودة إليه " ممكنة " لكن لا يجب أن نتمادى في مثل هذا الصنيع ، خاصة و أن الجامع الجبلي ، الجامع القديم- جامع ابي ذر الغفاري - ، و الأثري كاد يتعرض إلى عملية مسخ جزئية ……… إذ أنه وقع هدم " يت المقرئين و المحامل " بتعلة توسعة نهج مسعود فرادي الرابط بطريق تونس مباشرة …. و السؤال المطروح : لماذا بيت الجامع بالذات وفي ذاك الوقت بالذات في حين أن مشروع توسعة هذا النهج طرح منذ ثلاثة عقود مضت ؟ بيت الجامع التي هدمت : هي بيت من آثار وهي بيت من" لوح و طفل " وهي ملاذ العابرين و الغرباء وهي مجلس كبار الحومة … و يوم هدموها … بكى عليها من بكى و كحل وسط ، ارتأت السلط المعنية الاستغناء عن التوسعة