في مادة « الرياضيات» لدى تلاميذ السنة الأولى من المدرسة الابتدائية وبالتدقيق في دروس «نظام قيس» يتفاعل المتعلّمون مع هذا النشاط المنطقي من خلال حلّ وضعيات مشكل دالة بالتصرّف في المقادير والهادفة أساسا إلى التصرّف في القطع النقدية في نطاق الأعداد المدروسة ممّا يجعله يميّز بين المبلغ المالي والقطعة النقدية حيث تجسّم المبالغ المالية بقطع نقدية ضمن وضعيات يقوم فيها التلميذ بممارسة القطع النقدية بالتوازي مع دراسة الأعداد . وإذا أدركنا أن تلاميذ هذا المستوى يتمكّنون في بداية الثلاثية الثانية من الأعداد المتراوحة بين 0و9 نفهم جيدا أن التعامل مع القطع النقدية يشمل القطع الثلاث (1 مي) و(2 مي ) و( 5 مي) مثلما نجده في وثيقة التلميذ والكتب الموازية ولوحة النقود المزيّفة التي تباع في الكتبيات . وخلال هذه الدروس يجد المعلم نفسه مجبرا على التعامل مع قطع نقدية صغيرة لم يعد لها أثر في معاملاتنا اليومية عند البيع والشراء وخاصة ما تعلّق بالقطعتين الأوليين ... والطفل نفسه ارتفع مستوى حياته اليومية عن هذه المبالغ .... فلا هو يرضى بها ... ولا هي تكفي لشراء حتى قطع الحلوى والكاكي والعلكة... مما يجعل التلميذ في قطيعة مع هذا الدرس ويحسّ بأن المفهوم مفروض عليه لأنه كلّما كوّن بهذه القطع مبالغ مالية في نطاق الأعداد من 0 إلى 9 وجدها خارج واقعه المعيش فتعلوه الدهشة والحيرة ويقبل على انجاز التمارين والوضعيات وكأنه في عالم الخيال والأحلام ... فطفل اليوم صار يتعامل مع حصّالته بقطع الدينار الواحد فأكثر وبدأت القطع الأخرى تخرج من عالمه ولا يضع لها حسابا لا في عالمه الصغير ... ولا في مادة «الحساب» وللحديث بقية.