نظم مؤخرا المعهد الوطني للاستهلاك ورشة وطنية للتربية على الاستهلاك في إطار توأمته مع الإتحاد الأوروبي بحضور خبراء ومختصين في مجال الاستهلاك وشملت أهم التدخلات ما تعلّق بأهمية نشر ثقافة الاستهلاك داخل المدارس مع التركيز خاصة على أهمية تربية الأطفال على تطوير نمط استهلاكهم داخل الوسط المدرسي وتنمية وعيهم بالمواضيع المتعلقة بحصتهم ... وترشيد استهلاك الطفل ضمن ندوات تحسيسية وتثقيفية داخل المدارس وخارجها... وإدراج الإستهلاك ضمن البرامج التدريسية. هذه عينة من مطالب حساسة في مجال التغذية بالوسط المدرسي من قبل « المعهد الوطني للاستهلاك» وكأن المدرسة التونسية قد غفلت عن هذا المجال الحيوي في حياة الطفل وهو يتهيّأ ليتبوّأ مكانة في مجتمعه في شتى المجالات... وما دعت إليه هذه الورشة الوطنية فيه استنقاص لدور المدرسة اليوم بل هي تهمة من الحجم الخفيف فكان أن اعتمدنا في وعي ل« تفريك الرّمانة» على وثيقة البرامج الرسمية في مادة « علم الأحياء » لنعثر على محور كامل عنوانه « التغذية» ثري بالمحتويات المتعلقة بالغذاء للعيش والنموّ لدى الإنسان... نظافة اليدين والأسنان ... الغذاء الصحّي ... الوجبات الغذائية ومنها أهمية فطور الصباح... كلّها تولّدت عن أهداف مميّزة تدعو إلى التعريف بأهم الأغذية التي يعيش عليها الإنسان وابراز أهميتها في حياته وتطبيق قواعد حفظ الصحة وتركيبة الوجبات الغذائية وتوزيع أوقاتها في اليوم لندرك بالمحسوس أن المعلّم يتفاعل مع تلاميذه في محور «التغذية» بكل عناصره وعناوينه وتقوم المدرسة بواجبها كاملا في ترشيد ونشر ثقافة الاستهلاك من أجل تغذية صحية تهدف إلى توفير صحة كاملة لطفل اليوم وهو يختنق بمغريات الأكلات السريعة التي انتشرت محلاّتها كالفقاقيع في كل مكان ويؤمها الطفل ضمن ارهاصات الشارع تقليدا رغم ما تقوم به المدرسة من انشطة نظرية وتطبيقية مؤدية بذلك دورها كاملا في هذا المجال ولكن ما ذنبها ان كان الشارع بتقلّباته وسلبياته يغري الطفل فيهدّم ما بنته الدروس وما دعا إليه المعلم وسعت إليه مدرسة اليوم ... ونقول هذا من باب «ذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين».