بقلم : أبو غسان منذ يوم 14 ديسمبر 2013 يعرف السيد مهدي جمعة أنه سيكون رئيسا للحكومة الجديدة. ورسميا تسلمت هذه الحكومة مقاليد السلطة منذ شهر تقريبا. ويمكن القول أن هذه الفترة كافية ليكون رئيس الحكومة قد اطلع على كل الملفات الهامة، ولضبط الأولويات التي ستشتغل عليها حكومته. والمفروض اليوم إعلام الرأي العام الوطني بحقيقة أوضاع البلاد وبتفاصيل برنامج عمل الحكومة. ولكن وعدا الخطاب الذي ألقاه أمام المجلس الوطني التأسيسي في جلسة منح الثقة لحكومته نهاية شهر جانفي الماضي والذي لم يكشف فيه عن خطة عمل مضبوطة ولا عن أولويات محددة، فإن السيد مهدي جمعة لم يتوجه بعد إلى الشعب التونسي بأي خطاب جديد. جهات عديدة كانت قد دعت رئيس الحكومة، منذ تسلمه مهامه رسميا، إلى الإسراع بمصارحة الشعب بحقيقة أوضاع البلاد وبالكشف عن أولويات حكومته خاصة أن عمر هذه الحكومة لن يتجاوز نهاية السنة الحالية. ولا ندري ماذا ينتظر رئيس الحكومة للحديث للشعب؟ ولماذا لم يكشف بعد عن حقيقة أوضاع البلاد وعما ستفعله حكومته بالتحديد إزاء هذه المشاكل المستعصية. صحيح أن هناك حالة من الانفراج السياسي ومن التعاطف مع التجربة التونسية والإعجاب بها. ولكن هذه العوامل وحدها لا يمكنها أن تحل المشاكل التي تعاني منها البلاد. وتونس بحاجة إلى خطة عمل واضحة تراعي خصوصيات المرحلة، وتعالج العلل التي نعاني منها. فهناك العديد من الملفات وخاصة الاقتصادية التي تستوجب التدخل السريع.. كما أن هناك نقاطا في خارطة الطريق التزم رئيس الحكومة بتطبيقها وخاصة ما تعلق منها بمراجعة التعيينات وبحل ما يسمى ب «رابطات حماية الثورة» وها نحن ننتظر كيف سيجسد رئيس الحكومة التزاماته بشأنها. صحيح أيضا أننا ننتظر من هذه الحكومة الفعل أكثر من الخطابات والكلام، ولكن «صمت» رئيس الحكومة بعد نحو شهر من تسلمه لمهامه، وعدم إعلانه عن برنامج عمل محدد لحكومته يبقى غير مفهوم. فهناك حاجة لأن يطلع رئيس الحكومة الشعب وبكل صراحة على حقيقة أوضاع البلاد، وما الذي ستفعله حكومته لإصلاح هذه الأوضاع ؟ وما هو المطلوب - حسب رأيه- من كل جهة أن تقوم به في الظرف الراهن حتى تبدأ البلاد في أقرب وقت ممكن رحلة استعادتها لعافيتها. لأن الظرف يتطلب الوضوح التام، كما أن هذا الظرف لم يعد يسمح بخسارة المزيد من الوقت. وكل تقصير في هذا المجال سيحسب على هذه الحكومة، وسيؤثر على رصيد الثقة الذي تحظى به إلى حد الآن لدى عموم التونسيين.