تضخم فاتورة الكهرباء ونوعية الماء وكثرة انتشار الفضلات... ثلاثية عادة ما تؤرق المواطن التونسي الذي يتذمر من ارتفاع فاتورة الكهرباء والغاز وقد يسعى بشتى الطرق الى الحد من تكاليفها التي تؤثر بشكل أو بآخر على ميزانيته، كما تذمر المواطن من انتشار الفضلات التي تؤرقه وتنغص عليه حياته خاصة مع اقتراب فصل الصيف. «التونسية» التقت على هامش الصالون الدولي لتكنولوجيا البيئة والطاقات المتجددة عارضين قدموا آخر الاكتشافات في مجال الطاقة الشمسية والبيئة حيث حدثنا عارض عن مزايا الطاقة الشمسية ودورها في الحد من تكاليف فاتورة «الستاغ» الى جانب اختراع بيئي من شأنه أن يقضي نهائيا على الروائح وانتشار الفضلات في الشوارع. قال أحمد بشتة مرشد تربوي وصاحب مشروع للقضاء على الفضلات والروائح الكريهة انه اخترع ما يسمى ب «الحافظة الحائطية العائلية» والتي من شأنها أن تقضي على فوضى القمامات بما فيها الحاويات العادية وأكد أنه اختار هذه التسمية للقضاء نهائيا على كلمة «الحاويات» ملاحظا أن هذه الحافظة تبنى في السور الخارجي للمنزل بطريقة جمالية وتراعي الهندسة المعمارية. وقال انه بإمكان المواطن وضع الفضلات في هذه الحافظة ثم يأتي العون ويرفع مباشرة الفضلات والتي يجب أن تكون في كيس بلاستيكي خاص ومحكم الغلق. مشيرا الى أن من شأن ذلك تسهيل عمل العون البلدي وحمايته من الأمراض والعدوى، وأكد أن الحافظة الحائطية تجنبنا عديد المظاهر التي ألفناها سابقا ومنها إلقاء الأوساخ في الشوارع ونبش الحيوانات السائبة للفضلات المنزلية الى جانب انها تقلص من الروائح الكريهة. وأضاف أحمد بشتة أن هذه التجربة ستقضي نهائيا على وجود الحاويات بالمنازل وأنه بالامكان ادراجها ضمن مثال التهيئة في البناءات الحديثة، ملاحظا أنه بإمكان أصحاب المنازل القديمة (أي التي تم بناؤها) اضافة بناء هذه الحاويات وأن تكلفتها زهيدة. وكشف ان عديد المواطنين انبهروا بهذه الحافظات وأكد أنه في صورة تبني هذه التجربة من طرف سلطة الاشراف والجهات المعنية سيكشف عن نماذج أخرى لحافظات خاصة بالمستشفيات والمصحات والمؤسسات من أجل الاستغناء تماما عن الحاويات التقليدية. صفر مليم في فاتورة الكهرباء؟ من جانبه قال «رياضي عوايشي» من شركة مختصة في الطاقة الشمسية إن المواطن مازال يجهل فوائد الطاقة الشمسية، وأكد أن استعمال الطاقة الشمسية يقلّص كثيرا من تضخم فواتير الكهرباء، وأنه يمكن أن تصل الفاتورة صفر مليم، وكشف ان جميع الاجراءات تقوم بها الشركة المختصة في تركيب الطاقة الشمسية مشيرا الى انه يتم أخذ رقم العداد ثم تتولى الشركة ايداع ملف لدى الشركة التونسية للكهرباء والغاز وبعد أسبوعين من الموافقة على المطلب يتم تركيب الطاقة الشمسية بعد معاينة واختيار المكان المناسب. وأضاف انه يصبح بعد ذلك بإمكان المواطن بعد فترة من استعمال وادخار الطاقة الشمسية بيع الكهرباء ل«الستاغ» على غرار عديد الدول المتقدمة. وكشف ان في بلادنا طاقة هامة من الشمس وخاصة في الجنوب التونسي ولكنها غير مستغلة. واضاف رياضي عوايشي ان تكلفة تركيب الطاقة الشمسية عادة ما تكون في حدود 1800 دينار كدفعة أولى حسب سعة السخانات الشمسية، وان الحريف يتمتع بتسهيلات في صورة حصوله على قرض وبمنحة من الدولة وتحديدا من الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة في صورة اقتنائه لسخان شمسي. وكشف انه يمكن استعمال الطاقة الشمسية في التكييف والإنارة والتدفئة. تحلية مياه الحنفية أما ماهر عروة من شركة مختصة في معالجة المياه فقد قال إن الشركة تقوم بتحلية المياه ومنها مياه الحنفية مشيرا الى أنه يتم تركيب جهاز في الحنفية يتولى ازالة الترسبات الجيرية ملاحظا أن كلفة الجهاز في حدود ال 400 دينار ملاحظا أن ماء الحنفية بعد التصفية يصبح صحيا ونقيا وان سكان عديد المناطق وخاصة في الجنوب التونسي بدؤوا يقبلون بكثافة على مثل هذه التجهيزات نظرا لنوعية المياه هناك. وأضاف ماهر عروة ان الشركة تقوم بمعالجة المياه المستعملة للتقليص من استنزاف ماء «الصوناد» وقال انه يمكن استعمال الماء المعالج في السقي، وقال انه بالامكان أيضا معالجة مياه البحر لاستعمالها في الاستحمام وأكد أن هذه التجربة معتمدة في عديد النزل القريبة من البحر واعتبر أن نوعية مياه البحر المعالجة تكون أكثر جودة وأفضل من مياه الحنفية.