10 قتلى في يوم واحد (ثاني أيام شهر رمضان) منهم 5 قتلى في حادث واحد بجهة دقة. سيناريو بات يتكرر على طرقاتنا الوطنية والجهوية، نزيف من الدماء المراقة على الإسفلت تزداد حدة مع فصل الصيف وشهر رمضان. ورغم أن تونس احتلت منذ سنوات مراتب متقدمة عالميا في عدد حوادث الطرقات فإن المدة الأخيرة اتسمت بتحوّل على مستوى النوعية وذلك بارتفاع عدد القتلى في الحادث الواحد وهو ما يؤكد خطورة المخالفات المتسببة في هذه الحوادث. وفي هذا السياق أكّد العقيد فيصل الخميري مدير المرصد الوطني للمرور أن فصل الصيف ورمضان من أكثر الأشهر التي ترتفع فيهما حوادث الطرقات سواء بالنسبة لأصحاب السيارات أو المترجلين مشيرا إلى أن المجاوزة في الخط المتواصل والإفراط في السرعة والسياقة في حالة إرهاق من أهم أسباب الحوادث القاتلة. وأشار العقيد الخميري إلى أن بعض السواق الذين وصفهم ب «الانتحاريين» يتحملون مسؤولية كبرى في الحوادث نتيجة التهور في السياقة رغم معرفتهم المسبقة بخطورة التجاوزات التي يقومون بها ملاحظا ان ذلك يؤدي إلى كوارث إنسانية ونسف عائلات برمتها في بعض الأحيان فضلا عن الخسائر المادية الكبرى التي تخلفها هذه الحوادث . إجراءات ردعية لكن... رئيس المرصد الوطني للمرور أكّد شروع المرصد في القيام بحملات خصوصية للتقليص من حوادث الطرقات تتمثل في تكثيف الدوريات والوحدات الأمنية على مختلف الطرقات الوطنية والجهوية ولا سيما منها النقاط السوداء مشيرا إلى ان وزارة التجهيز أحصت تقريبا 150 نقطة سوداء. وأضاف العقيد الخميري أنه سيتم التعاطي بحزم كبير مع مخالفات المرور وخاصة السياقة في حالة إرهاق ليلا وعدم استعمال حزام الأمان والإبهار بالضوء وأنه سيقع تطبيق نفس الإجراءات على الدراجات النارية والمترجلين خاصة في المناطق التي تتواجد فيها المعابر الخاصة بالمترجلين والتي تشهد نسبة كبيرة من حوادث المرور على غرار طريق المرسى والطريق المحاذية للمركب التجاري «جيان». وحول تساهل بعض أعوان الأمن في التعاطي مع بعض المخالفات قال العقيد الخميري إن القانون ليس نصا جامدا مشيرا إلى أن فقه القانون يسمح بالاجتهاد في بعض المناسبات وأن الضرورات تبيح المحظورات أحيانا وهو ما يجعل أعوان الأمن يتعاملون ببعض المرونة مع المخالفين في حالات إنسانية. في سياق متصل قال الخميري إن المرصد يواصل في إطار برنامج العطلة الآمنة تكثيف الحملات التوعوية على الطرقات السيارة والحملات الإعلامية والإعلانية معتبرا أن هذه المجهودات على أهميتها قد تذهب هباء في غياب الوعي واحترام القانون.