الزغواني: تسجيل 25 حالة تقتيل نساء في تونس خلال سنة 2023    ال "FCR" مرة كل 10سنوات..متى ينطلق تفعيل هذا الاجراء الجديد..؟    في وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد الأوروبي.. "تونس لن تكون مصيدة للمهاجرين الأفارقة"    السلطات السعودية تفرض عقوبة على كل من يضبط في مكة دون تصريح حج.    قضية مخدّرات: بطاقة ايداع بالسجن في حق عون بالصحة الأساسية ببنزرت    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    العالم الهولندي المثير للجدل ينفجر غضباً..وهذا هو السبب..!!    مقارنة بالسنة الفارطة: تطور عائدات زيت الزيتون ب91 %    الثلاثي الأول من 2024: تونس تستقطب استثمارات خارجيّة بقيمة 517 مليون دينار    الفيلم العالمي The New Kingdom في قاعات السينما التونسية    مائة ألف عمود إنارة عمومي يعمل فقط من بين 660 ألف مالقصة ؟    على طريقة مسلسل "فلوجة": تلميذة ال15 سنة تستدرج مدير معهد بالفيسبوك ثم تتهمه بالتحرّش..    كشف لغز جثة قنال وادي مجردة    الرابطة الأولى: الغموض والتشويق يكتنفان مواجهات مرحلة تفادي النزول    4 جوائز لمسرحية تونسية بمهرجان مفاحم الدولي لمسرح الطفل بالمغرب    البطولة العربية لألعاب القوى للشباب: ميداليتان ذهبيتان لتونس في منافسات اليوم الأول.    بطولة روما للتنس للماسترز : انس جابر تواجه الامريكية صوفيا كينين في الدور الثاني    بطولة الكرة الطائرة: نتائج منافسات الجولة الرابعة لمرحلة "السوبر بلاي أوف" .. والترتيب    «راشد الغنوشي حرباء السياسة التونسية» للكاتب ياسين بوزلفة    سفير السعودية: بناء المستشفى والمدينة الصحية "الأغالبة" خلال هذه الفترة    كتاب«تعبير الوجدان في أخبار أهل القيروان»/ج2 .. المكان والزّمن المتراخي    عاجل/ نشرة استثنائية: أمطار متفرقة بهذه المناطق..    قفصة: القبض على شخص بصدد بيع تجهيزات تستعمل للغشّ في الامتحانات    حوادث/ 6 قتلى خلال يوم فقط..    بوتين يحذر الغرب: قواتنا النووية في تأهب دائم    البنك الدولي: تعزيز الإطار التنظيمي يسرع برنامج تونس الطموح لتطوير الطاقة المتجددة    آخر أجل لقبول الأعمال يوم الأحد .. الملتقى الوطني للإبداع الأدبي بالقيروان مسابقات وجوائز    «قلق حامض» للشاعر جلال باباي .. كتابة الحنين والذكرى والضجيج    هل انتهى القول في قضية تأصيل الأدب ؟    نقطة بيع من المنتج الى المستهلك: هكذا ستكون الأسعار    كلمة أثارت'' الحيرة'' لدى التونسيين : ما معنى توطين و مالفرق بينها و بين اللجوء ؟    يهم التونسيين : ما معنى التضخم ولماذا ترتفع أسعار السلع والخدمات؟    تأجيل إضراب أعوان شركة ''تاف تونس'' بمطار النفيضة    "ألقته في نهر التماسيح".. أم تتخلص من طفلها بطريقة صادمة    إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء...كيف تتصرف؟    محمد بوحوش يكتب...تحديث اللّغة العربيّة؟    مدْحُ المُصطفى    ستنتهي الحرب !!    وزيرة التجهيز تدعم البلديات في ملف البنايات الآيلة للسقوط    بنزرت:معتمدية تينجة تتخذ عددا من الإجراءات العملية لتعزيز المخطط المحلي للسلامة المرورية    بعد التقلبات الأخيرة: ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بداية من هذا التاريخ    عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف متواصل على قطاع غزة    ! منديل ميسي للبيع ...ما قصته    خوسيلو يسجل هدفين ليقود ريال مدريد لنهائي رابطة الابطال    وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي تنبه من خطر قائم    بدء تشغيل أكبر محطة في العالم لامتصاص التلوث من الهواء    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة 7 ''بلاي أوف''    يديمك عزي وسيدي ... أصالة ترد على شائعات طلاقها من فائق حسن    البنك الدولي: بإمكان تونس تحقيق نمو اقتصادي هام بداية من 2030    محيط قرقنة يُقصي الترجي من سباق كأس تونس    معهد باستور: تسجيل ما بين 4 آلاف و5 آلاف إصابة بمرض الليشمانيا سنوياّ في تونس    90 % من الالتهابات الفيروسية لدى الأطفال لاتحتاج إلى مضادات حيوية    السباح التونسي احمد ايوب الحفناوي يغيب عن اولمبياد باريس    عاجل/يصعب إيقافها: سلالة جديدة من كورونا تثير القلق..    عاجل/ فضيحة تطيح بمسؤولة بأحد البرامج في قناة الحوار التونسي..    سحب لقاح "أسترازينيكا" من جميع أنحاء العالم    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيماني جبلي سفير ايران بتونس ل «التونسية» : تسليح المقاومة الفلسطينية واجب على كلّ عربيّ ومسلم
نشر في التونسية يوم 03 - 09 - 2014

متشبّثون بحقنا في «النووي» ومشكلة الغرب في الحكم على النوايا
ما يحدث في سوريا محاولة لإسقاط نظام بالسلاح
«داعش» صناعة غربية مثل «طالبان» و«القاعدة»
قريبا سيارات ايرانية في السوق التونسية
جاهزون لمدّ تونس بخبرتنا في مكافحة الإرهاب
علاقاتنا الاقتصادية مع تونس على أبواب قفزة نوعية
نتعامل مع تونس كدولة وشعب وليس كأحزاب
نحن مع الغاء التأشيرة وكلفة السياحة بتونس باهظة
حاورته : رحمة الشارني
«قريبا السيارات الايرانية في الاسواق التونسية.. نحن على وشك قفزة نوعية على مستوى العلاقات الاقتصادية.. شركات دولية ايرانية اعلنت استعدادها لدخول الاسواق التونسية...يجب لجم الازمة داخل سوريا في اطار تسوية سياسية.. ازمة سوريا لن تنحل الاّ برفع يد القوى الاجنبية عنها...الدول الغربية والاقليمية هي التي صنعت المجموعات الإرهابية في المنطقة... نحن ندعم المقاومة الفلسطينية ليس بالمواقف الفعلية انما بالمواقف العملية...تسليح المقاومة الفلسطينية واجب كل الاطراف العربية والاسلامية...المواقف المتخاذلة تجاه ما جرى في غزة تورّط اصحابها في الدم الفلسطيني.. نحن على ذمة تونس لمكافحة الإرهاب.. الإعلام الدولي يلعب دورا سلبيا في التعريف بالبلدين ... نحن في تقدم ملحوظ لافتتاح خط جوي مباشر يربط بين تونس وايران...نحن مستعدون لإزالة التأشيرة... الشعب التونسي احدث زلزالا سياسيا كبيرا في المنطقة...نتعاون مع تونس كدولة وشعب ليس كتيارات سياسية وأحزاب...نتمنى ان تكون الانتخابات المقبلة في تونس منعطفا تاريخيا بامتياز...هناك حريات في ايران وصوت المعارضة اكبر من صوت الحكومة».
هذا بعض ما جاء على لسان سفير ايران بتونس السيد بيماني جبلي في حوار خصّ به «التونسية».
كيف تقيّمون العلاقات الايرانية التونسية ؟

العلاقات الرسمية التونسية الايرانية مبنية على التعارف بين الشعبين والشعبين الايراني والتونسي ليسا غريبين عن بعضهما البعض ويتشاركان في العديد من النقاط بما فيها الحضارة والثقافة والتاريخ والهوية الاسلامية والروح التحررية وهذه العلاقة مبنية على القبول المتبادل ما بين الشعبين وهذا ما يسهّل مهمتي في تونس كديبلوماسي لتعزيز التعاون الرسمي بين الطرفين ونحن نعطي الاولية لربط أواصر الاخوة بين الشعبين التي نرى أنها لا تقل أهمية عن التواصل والتعاون الرسميين في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها.
وقد اعطينا مساحة كبرى لتعزيز التعاون الثنائي خاصة في المجال الثقافي وفي مختلف مجالاته كالفنون والسينما والشعر والادب كما عملنا على تطوير السياحة بين البلدين من خلال الربط المباشر بين البلدين لكي يتعرّف الشعبان على بعضهما أكثر.
وكما نعلم يلعب الإعلام الدولي دورا غير ايجابي في الكثير من الاحيان في تصوير الطرف للطرف الآخر وبالتالي ومن واجبنا ان نربط الطرفين من دون وساطة الإعلام أو دول أخرى.
وبالرغم من الفترة الصعبة التي عرفتها تونس من تحديات امنية واقتصادية وسياسية ادت إلى تعاقب 5 حكومات في فترة مهمتي كسفير بتونس يمكن ان نقول ان مستوى العلاقات حاليا احسن مما كانت عليه عند ابتداء مهمتي ولمسنا جدية ورغبة وحرصًا متبادلاً لتعزيز العلاقات واكتشاف فرص التعاون في مجالات متنوعة واستمرت علاقات التشاور وتبادل الآراء في كافة المجالات خاصة على المستوى السياسي نظرا لتطورات الاحداث التي شهدتها تونس ودول الجوار والتي تأثرت منها تونس بشكل كبير.
ونظرا لتسارع الاحداث وتواترها حرصنا على تعزيز التشاور السياسي والعلاقات الاقتصادية التي لا تحظى بالمستوى المطلوب واللائق بالعلاقات بين الشعبين لكن هناك حرص متبادل لرفع مستوى التبادل التجاري وتشجيع رجال الاعمال والمؤسسات والشركات في كل بلد للدخول في حلقة التعاون مع البلد الآخر.
ماذا عن فكرة فتح خط جوي بين تونس وايران؟

هناك متابعات مكثفة لإقامة خط جوي مباشر بين البلدين وهناك تقدم ملحوظ حصل في متابعة لهذا الموضوع خاصة في الفترة الاخيرة وبعدما شجعنا الوفود التجارية والسياحية الايرانية على القدوم إلى تونس والتعرف إلى إمكانياتها سواء في القطاع السياحي أوالتجاري أوالاستثماري اوغيرها ووجدنا رغبة ملموسة اليوم عند بعض الأطراف الايرانية بما فيها غرف التجارة والصناعة في المحافظات الايرانية لفتح خط جوي مباشر ودعم هذا الخط.
وأؤكد ان المتابعة موجودة للمعايير والملاحظات والعوامل الاقتصادية التي ترتبط بجدوى اقامة هذا الخط سواء لدى الطرف الايراني اوالطرف التونسي ونذكر ان شركات الطيران الخاصة في تونس اوفي ايران تفكّر في إقامة مثل هذه المشاريع التي من شأنها ان تعزز العلاقات.
كما اتصلنا من جهتنا بكافة الخطوط الجوية التونسية سواء الخاصة اوالحكومية ووجدنا ان هناك أفكارًا ومشاريع لإقامة هذا الخط المباشر وقد طرحت الافكار وانعقدت الجلسات بين الطرفين لكنها تحتاج فقط إلى التطبيق ونأمل في القريب العاجل في افتتاح هذا الخط.
هل هناك إمكانية لإزالة التأشيرة بين تونس وايران ؟

هذا ما طلبناه من الاخوة في تونس في العديد من المناسبات وتعرفون أن لنا في ايران قرارا بمنح التأشيرة عند الهبوط في المطارات الايرانية وكل سائح اجنبي يدخل مطار طهران مباشرة يحصل على تأشيرة سياحية لمدة اسبوعين قابلة للتمديد وهذا يلعب دورا كبيرا جدا في تسهيل الحصول على التأشيرة ونتمنى ان يسهّل الطرف التونسي عملية إسناد التأشيرة.
وخطوة ازالة التأشيرة هي خطوة في شكل احادي الجانب باعتبارنا دائما نعبر عن استعداداتنا للتفاوض مع الاطراف المعنية في تونس لإيجاد التسهيلات اللازمة بما فيها ازالة التأشيرة بين البلدين اوحتى ازالة التأشيرة بين الوفود السياحية واتصور انه ليس هناك مانع جدي من الجانب التونسي ونتمنى ان نخطوخطوات من شأنها تسهيل التزاور بين الطرفين وخاصة بين السياح.
كيف عشتم فترة الثورة في تونس وكيف تفاعلتم معها؟

الحدث الكبير الذي حصل يوم 14 جانفي 2011 كان فعلا زلزالا سياسيا كبيرًا بأتم معنى الكلمة ونسمي ما حصل ثورة أو انتفاضة أو حراكًا شعبيًا أو بداية ثورة أو اي شيء آخر المهم ان الشعب التونسي أحدث زلزالا سياسيا كبيرا ترك آثارا كبيرة جدا على الحياة السياسية والاجتماعية في تونس من شأنها رسم المستقبل السياسي والاجتماعي لهذا البلد.
والمهم ان الاهداف والرؤى الثورية طرحت في هذا الحدث الكبير والشعبي في تونس لكن لوقارنا هذا الحدث بمقومات الثورة كما هي معروفة في الكتب التاريخية والسياسية لأمكن ان نستنتج ان الثورة التونسية تحتاج إلى بعض المقومات الاخرى حتى تكتمل ولكن لا شك أنه كان للشعب وللشباب ولكافة الاطياف ومكونات المجتمع المدني الدور الاكبر في ثورة تونس العظيمة .
وقد باركنا الثورة في تونس وساندناها ووضعنا كل ما لدينا من تجربة وخبرة وامكانيات وطاقات تحت ذمة الاخوة والاشقاء التونسيين ومازلنا على نفس الاستعداد لأننا نعتبر ان اي حراك شعبي ينتهي بإعطاء السيادة والاستقلال وامتلاك القرار لكل الشعوب في العالم ولأننا في ايران عشنا نفس التجربة وسقط الالاف من الشهداء في الثورة الايرانية فإننا نعتبر ان الثورة التونسية هي رسالة مفادها حق كل الشعوب في تحديد المصير وفي الاخذ بالقرارات المستقلة والتخلص من الفساد والدكتاتورية والمشاكل التي تعاني منها وقد باركنا ذلك ونحن دائما في خدمة اشقائنا في تونس ونعرض دائما امكاناتنا في التجربة
عشتم على وقع 5 حكومات متعاقبة في تونس أية حكومة في رأيكم تعاملتم معها اكثر ؟

صراحة انتخابات سنة 2011 اعطت روحا جديدة للعلاقات الايرانية التونسية اذ لم تكن في عهد النظام السابق هناك علاقات في المستوى المأمول وكانت هناك الكثير من العراقيل الجدية أمام تطوير العلاقات وفي الكثير من الاحيان لم تكن هناك حتى النية الجدية للتقارب بين البلدين لكن بفضل الثورة وبعد انتخابات 2011 لمسنا ان هناك تغييرًا حقيقيًا حتى في كيفية التعامل مع ملف العلاقات الثنائية وفعلا تطورت العلاقات وتمت حوالي 10 زيارات متبادلة على المستوى الوزاري بين البلدين كما انطلقت الزيارات المتبادلة بين الوفود لا السياسية فقط وانما الوفود الاقتصادية والثقافية والاعلامية كما تم عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في جويلية سنة 2012 وتوالت بعدها زيارات للوزراء وبصراحة لمسنا حرصا ورغبة جدية من الطرفين للاستفادة من هذا الحدث الايجابي.
ونحن نتعاون ونتعامل مع تونس كدولة وشعب ليس كأحزاب وتيارات سياسية وما سيحصل بعد الانتخابات المقبلة في تونس ليس شأننا هذا شأن داخلي تونسي ونحن نحترم كل من يختاره التونسيون كما حصل سنة 2011 وتعاملنا مع الحكومات المتعاقبة بروح التعاون الوثيق وسنستمر في هذا النسق بعد الانتخابات المقبلة التي نتمنى ان تكون منعطفا تاريخيا في تاريخ تونس الحديث وتؤسس لتونس الجديدة الديمقراطية الحرة وعلى هذا الاساس نحن نطمح إلى علاقات أفضل وأقوى من التي كانت في السابق.
إلى اين وصل مشروع توريد السيارات الايرانية إلى الاسواق التونسية ؟

هذا المشروع تقدم اشواطا لا بأس بها والموافقات الاولية حصلت من الجانب التونسي وبالتحديد من طرف وزارة الصناعة ووزارة التجارة وهناك رغبة تونسية لتحريك هذا الملف بعد تشكيل مجلس رجال الاعمال التونسي الايراني في شهر جويلية الفارط الذي رجع إلى العمل بعد توقف دام 12 سنة بفضل جهود الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وتزامن مع زيارة رئيس الغرفة الايرانية للصناعة والتجارة والمناجم إلى تونس.
هذا المجلس أعطى روحا جديدة لهذا الملف لتتبقى المتابعات الفنية الضرورية قبل شحن الدفعة الاولى من السيارات الايرانية إلى الاسواق التونسية والمتابعات على قدم وساق كما ان كل الاختبارات أو معظمها حصلت ونحن بصدد اكمال عدد من المراحل لتحقيق عدد أول شحنة إلى تونس وطبعا افكارنا لا تنحصر فقط في تصدير سيارات إلى تونس لكن لشركات صناعة السيارات الايرانية طموح اكبر من ذلك أولها التصدير وبعد ذلك اكتشاف الذوق التونسي للسيارات ثم المشاركة مع الصناعة التونسية في التركيب أو تأمين بعض القطع التي تحتاج اليها صناعة السيارات في ايران لنحقق مرحلة المشاركة الحقيقية في صناعة السيارات والتحول إلى اسواق اخرى في شمال افريقيا وغيرها بمشاركة تونسية.
هل هناك استثمار ايراني حقيقي في تونس؟

بدأت الصورة تتضح اكثر فاكثر بعد زيارة الوفود بين البلدين خاصة خلال السنتين الماضيتين حيث قدمت إلى تونس بين 5 أو 6 وفود كبيرة تضم رجال اعمال وتجارا كبارا من مختلف المحافظات الايرانية ليكتشفوا مناطق مختلفة من تونس لان المشكلة الحقيقية لرجال الأعمال الايرانيين هي جهلهم لامكانيات تونس وغياب صورة كاملة وواضحة عنها وفرص الاستثمار بها لكن بفضل تبادل الوفود التجارية الكبرى حصلنا على طلبات عديدة من الشركات الايرانية للتعاون والدخول للسوق التونسية ولنا الآن ملفات كبيرة في السفارة لطلبات تقدمت بها شركات ايرانية سواء في موضوع التجارة أو الاستثمار أو احداث شركات مشتركة ايرانية تونسية على وشك قفزة نوعية على مستوى العلاقات الاقتصادية بين الطرفين بفضل التعارف المتبادل.
وكمثال نحن حصلنا على موافقة وزارة التجارة التونسية على توسيع قائمة السلع ذات الاسعار التفاضلية واتفق الطرفان في شهر جوان على هذه القائمة التي تتكون من 700 سلعة جديدة بعضها مهمة جدا على غرار زيت الزيتون التونسي وبعض السلع الاخرى الايرانية التي تهم الاسواق التونسية وهذه الاتفاقية في انتظار الإمضاء عليها من قبل لجنة التعاون التي ستتشكل في طهران بعد اشهر قليلة.
وأؤكّد لك ان بعض المتابعات على قدم وساق منها التي هي في مراحلها الاولى واخرى تقدمت أشواطا في التنفيذ لكن هناك شركات دولية كبرى مثل النقل والطاقة والطرق السريعة والسدود هذه الشركات لها وزن في الاسواق الدولية اعلنت استعدادها للتعاون والدخول في السوق التونسية والاستثمار في تونس.
لماذا لم تتحقق هذه المشاريع... ما هي العراقيل التي تواجهونها؟

نحن الآن نواجه بعض التحديات من الطرفين باعتبار تونس تعيش فترة انتقالية وهذه الفترة لها ميزاتها وخصوصياتها وكذلك تداعياتها مثل تأجيل عقد اجتماع اللجنة المشتركة الايرانية التونسية والتي كان من المفروض ان تجتمع في شهر أوت لكن اجتماعها تأجل إلى ما بعد الانتخابات ونحن نتفهم هذا الموضوع لكن يجب الا يتأخر كثيرا لان الفرص تمر مر السحاب ويجب ان نغتنمها.
ومن التداعيات الاخرى انه ليست لنا تجربة استثمارية أو تجارية من الحجم الكبير في تونس كما انه صحيح ان المسافة بعيدة بين ايران وتونس لكننا نتعاون ونتبادل مع دول أبعد من تونس كما قمنا بدورنا واعددنا تقارير مفصلة عن العديد من المناطق التونسية للتعريف بفرص الاستثمار فيها وبعثنا التقارير إلى الجهات المختصة في ايران سواء إلى القطاع الخاص من شركات ورجال اعمال ومؤسسات أو إلى المؤسسات الحكومية الرسمية مثل وزارة التجارة والصناعة وغرفة الصناعة والتجارة في انتظار خطوة مماثلة من الطرف التونسي للتعريف بالوجهة الاستثمارية في ايران.
هل هناك تنسيق للتشجيع على السياحة بين البلدين ؟

تونس تتمتع بأكثر من ميزة سياحية وتعتبر وجهة سياحية طبيعية بشكل كبير لكل السياح في العالم بمن فيهم السياح الايرانيون كما ان تونس تمثل وجهة سياحية تاريخية تراثية وحتى دينية بما لها من مبان تاريخية كجامع عقبة ابن نافع في القيروان وجامع الزيتونة في العاصمة وهذا الموقع التاريخي والاستراتيجي لتونس يعطيها أهمية كبرى لتشجيع توافد السياح اليها.
من جانبها تتمتع ايران بوجهات سياحية كبرى وصنفت ضمن العشر وجهات السياحية الأولى في العالم لكن السياحة بين البلدين تعاني من عدم الاهتمام المتبادل.
كما تأثرت السياحة في تونس ببعض المشاكل خاصة التحديات الأمنية والتي لها دور كبير في تخويف اي سائح من المجيء كما ان الاعلام في الكثير من الاحيان يضخم صورة انعدام الامن والاستقرار وقد لاحظنا ان هناك رغبة كبيرة لدى الشركات السياحية الايرانية للتعامل مع الوجهات السياحية التونسية التاشيرة في تونس تحمّل السائح الايراني تكلفة كبيرة إلى جانب التكلفة الباهظة للنزل التونسية واسعار الخدمات السياحية وعدم وجود خط طيران مباشر مما يكلف السائح والشركة السياحية مصاريف باهظة.
تونس تواجه خطر الارهاب وأنتم لكم خبرة في هذا المجال هل عرضتم المساعدة؟

نحن دائما نعرض الخبرة التي اكتسبناها لاننا نعلم ان ايران مرت بفترات صعبة بعد الثورة خاصة فترة الاغتيالات التي قامت بها مجموعة من الارهابيين المسلحين ضد الآلاف من المواطنين
الابرياء وبعد ذلك انتقلت آفة الاغتيالات إلى العلماء النوويين في محاولة لإرباك أمن البلد وقد تم اختطاف طائرات وكثر التهريب على الحدود وعشنا فترات صعبة جدا وذلك بسبب موقفنا من بعض القضايا الدولية على راسها القضية الفلسطينية لنتعرض لتهديدات أمنية من الخارج وخاصة تلك التي تأتي من الكيان الصهيوني المتورط في اغتيال علمائنا النوويين إلى جانب امتداد حدود ايران مع العراق وافغانستان وباكستان وكلها مناطق ساخنة كل ذلك جعل التجربة الايرانية في مواجهة الإرهاب تتراكم ونحن على اتم الاستعداد لنعرضها ونقدمها لتونس في اطار تبادل التجارب لكن يبقى القرار النهائي لدى الطرف التونسي ونحن على ذمته في هذه الظروف الصعبة ولنا الاستعداد التام للتعاون في كافة المجالات بما فيها مجال مكافحة الارهاب
كيف تقرؤون الاوضاع في سوريا وكيف ترون الحل ؟

موقفنا لم يتغير منذ بداية الازمة السورية وقدمنا مبادرات لتسوية هذه الازمة اعتمادا على سياسة الحوار السوري السوري.
نحن نرى ان ما تشهده سوريا لا يمتّ بأي شكل من الاشكال لثورة وأن ما يحصل هو محاولة لإسقاط حكومة بأدوات مسلحة وبتدخل سافر أجنبي وبمشاركة اجنبية في تمويل وتسليح المجموعات المسلحة. إن ما يحدث بعيد كل البعد عن ثورة شعبية حقيقية وكنّا عندما بدأت الاحتجاجات في سوريا قد تضامنا مع الحق الشعبي المشروع كما تضامنا مع الثورة في تونس ومصر والبحرين واليمن ولن يتغير موقفنا حول الثورات الحقيقية لان ايران عاشت على ثورة ولا نستطيع ان ننكر حق الشعوب في التخلص من الدكتاتورية والنظام الفاسد ولكننا أصررنا من أول يوم على ضرورة عدم التدخل الاجنبي في سوريا وضرورة ترك القضية للسوريين في ما بينهم بما فيها المعارضة الوطنية للتحاور ودورنا كأصدقاء لسوريا تشجيع الطرفين على العودة إلى طاولة الحوار وتسوية المسائل سياسية كما حذرنا اكثر من مرة من التدخل الاجنبي وتسليح المجموعات الارهابية لان ذلك سيعمّق الازمة وستنتقل إلى مناطق اخرى حتى خارج سوريا وستتحول سوريا إلى بؤرة للمجموعات الارهابية التي نشاهدها الآن في مناطق مجاورة في لبنان والعراق وحتى تركيا لتثبت هذه التجربة انه يجب لجم الازمة داخل سوريا في اطار تسوية سياسية كما كنا قد اقترحنا المبادرات المعروفة الايرانية التي تنص على ست نقاط هامة سنة 2012 أول ما بدأت الازمة وكانت المبادرات مبنية على وقف المعارك المسلحة بين الطرفين وايجاد صيغة توافقية للانتخابات وبعد ذلك يتم اجراء انتخابات شفافة وغيرها.
مع الاسف تطورت الأوضاع في سوريا وتحولت من دولة ثابتة مستقرة في منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الاجنبية سواء الغربية أو العربية أو حتى الصهيونية ليصبح الوضع معقدا جدا.
تعهدتم بالوقوف إلى جانب العراق لمحاربة «داعش» كيف سيتم ذلك؟

نحن نعتبر العراق حكومة ودولة شقيقة لنا تربطنا بها مصالح كبيرة وتحتّم علينا المسؤولية الاخلاقية والسياسية ان نكون متضامنين ومساندين للعراقيين في هذه المحنة وقد قلنا دون أية شفافية ودون اي تحفظ اننا نساند العراق في مواجهة هذا المد الارهابي في حال وجه الينا طلب رسمي ولاحظتم تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في اربيل عند استقباله محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني التي تدل على اننا لم نقدم وعودا فارغة للعراق والعراقيين على عكس بعض الدول الغربية التي لم ولن تفي بوعودها الا بفعل تسوية سياسية أو بفرض الاملاءات على الشعب العراقي في حين نحن لم نربط تعهداتنا بالملف السياسي الداخلي العراقي الذي نعتبره شأنا عراقيا داخليا .
كما قدمنا جملة من الاستشارات العسكرية والامنية للحكومة العراقية وللأشقاء الاكراد في اقليم كردستان العراق لمواجهة الخطر الارهابي وذلك بعد طلب توجهت به العراق إلى كافة الدول ونحن من بين تلك الدول التي ساعدتها وستساعدها.
حسب رأيكم من يقف وراء تسليح وتمويل المجموعات الارهابية ك «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» و«طالبان»؟

مع الاسف الدول الغربية والاقليمية هي التي صنعت «القاعدة» والمجموعات المتشعبة عنها في التسعينات والثمانينات إلى جانب تنظيم «طالبان» الذي احتل أفغانستان بسرعة قياسية جدا ونلاحظ اليوم ان تنظيم «داعش» يعتمد نفس الاسلوب ويسيطر على مناطق واسعة في العراق.
وقد صنعت هذه الدول الغربية والاقليمية المجموعات الارهابية لتحقيق منافع ومصالح اقليمية ودولية تجاه القوة الاقليمية الكبرى روسيا وللجم القوى الاقليمية الاخرى في غرب افغانستان وايران.
يجب ان نتكلم عن العقلية الدولية التي تحكم الآن والتي ادّت إلى صنع هذه المجموعات الارهابية لكي تستفيد منها لتحقيق مصلحة وسياسة معينة في منطقة معينة في حين لا يعرفون ان هذه المجموعات ان توسعت وحققت ما تريد ستنقلب على من يموّلها وللأسف ان ما يحصل في العراق مثال على ذلك والخطر الحقيقي لا يتمثل في مجموعة ارهابية تسمى «داعش» أو غيرها انما يكمن في استمرارية العقلية عند الدول الغربية والاجنبية في مواصلة تكوين مثل هذه المجموعات لاننا ان واجهنا «داعش» اليوم فغدا سنواجه اسمًا آخر في مكان اخر له نفس الاسلوب فالخطر هنا خطر العقلية التي ما تزال موجودة ومستمرة .
لماذا تطغى الشكوك الدولية حول سلمية البرنامج النووي الايراني؟

للملف النووي الايراني قصة طويلة جدا ترجع إلى ما قبل الثورة الاسلامية في السبعينات من القرن الماضي حين وفر الغربيون لإيران امكانيات التقدم في المنشأة النووية والاستفادة من الطاقة النووية. ولكن بعد الثورة الايرانية انقلبت الامور على عقب وانسحبت الدول الغربية التي ساهمت في حصول ايران على التقنية النووية وقطعت علاقاتها وتعهداتها تجاه ايران بفعل الثورة ليكون موقفهما موقفا سياسيا بامتياز.
وحاليا لب المشكلة بيننا وبين الغربيين يتمثل في انهم يحاكموننا على النوايا ويقولون اننا في يوم من الايام يمكن ان نحول الطاقة السلمية إلى طاقة غير سلمية رغم أننا عضوفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونحن على تعهداتنا معهم وهناك مفتشون يزورون المنشأة النووية الايرانية كما وقعنا على معاهدة حظر الانتشار النووي وكافة عيون العالم مفتوحة علينا ورغم كل ذلك نحن نتهم باننا يمكن في يوم من الايام ان نحوّل طاقتنا إلى غير سلمية في حين يعترف الكيان الصهيوني في واضح النهار بأن له 300 رأس نووي وكافة المقومات لانشاء الاسلحة النووية وله نشاط نووي غير سلمي عسكري مخفي عن عيون العالم في منشأة نووية عسكرية لها اتجاهات عدائية تجاه شعوب المنطقة ولا ننسى الكارثة التي جرت في غزة وادت إلى سقوط اكثر من 2300 شهيد فلسطيني من بينهم اكثر من 500 طفل فلسطيني وذلك دليل على الطبيعة العدوانية والعدائية لهذا الكيان.
والادهى والامر ان اسرائيل
ليست عضوة في وكالة الطاقة النووية ولم توقع يوما على اية معاهدة من هذا النوع ولم تتوجه اليها الانتقادات من طرف الغربيين بل بالعكس في كل مرة تجتمع الوكالة النووية يمنع الغربيون الدول العربية حتى من اصدار بيان يطالب بشفافية البرنامج النووي الاسرائيلي وهذا دليل اخر على ان هذا قرار سياسي بامتياز ونحن لن نتخلى عن حقوقنا وحقوق شعبنا.
هل هناك فرص لرفع العقوبات المفروضة على ايران؟

العقوبات خلفت لنا مشاكل عديدة وهذا واقع يعرفه كل العالم حرمنا من التجارة الحرة باعتبارنا بلدا كبيرا ولنا علاقات اقتصادية كبيرة جدا فنحن نتعامل اقتصاديا تقريبا مع كافة الدول في العالم لتترك العقوبات تأثيرا سلبيا على اقتصادنا.
ولا ننسى اغتيال عدد كبير من علمائنا النوويين ودائما يريدوننا ان نكون في حالة عزلة دولية لكننا سندافع عن حق شعبنا في التقدم العلمي والتقني. نحن الآن في الموقع الخامس عشر في التصنيف العالمي لسرعة انتاج العلوم نحن شعب طموح ونريد ان نصل إلى المستوى الذي يليق به .
الآن نحن نتفاوض مع الغربيين ولو كانت لهم نوايا صادقة وحقيقية لأمكننا حل الملف بعد شهر فقط من الآن وهذه الروح الشفافة جعلتنا ندخل في مفاوضات صريحة ومباشرة مع الغربيين سواء مع الامريكان أو الأوروبيين ودائما لنا شكوك كبيرة جدا في حسن النوايا وفي نفس الوقت نحن جاهزون ومنفتحون للمفاوضات لإعطاء اكبر الضمانات والشفافية للمنشآت النووية في ايران
اسقطتم مؤخرا طائرة اسرائيلية للتجسس على المنشآت النووية وهددتم اسرائيل بتسليح المقاومة الفلسطينية هل يمكن القول بان ايران تهدد ولا تطبق؟

نعم نحن نهدد والرد على التهديد يأتي بالتهديد ولو تم التهديد بخطوة عملية فسترد ايران بخطوة عملية وبالنسبة لتسليح المقاومة الفلسطينية فإن تصريحات قيادات المقاومة تؤكد ان دعم ايران لها بالسلاح لم يقف عند الكلام ويشرّفنا ان نسلح المقاومة الفلسطينية.
هذا واجبنا وواجب كل الاطراف العربية والاسلامية لان مواجهة التهديد وآلة القتل الاسرائيلية لا تكون فقط بمواقف وبيانات الإدانة بل يجب ان تكون هناك مساندة حقيقية للشعب الفلسطيني.
ونحن فخورون كل الفخر باننا تشرفنا بدعم المقاومة اللبنانية في كل مواجهاتها مع العدو الصهيوني وكذلك كنا سندا للمقاومة الفلسطينية ولا نحتاج إلى شكر أو إلى تقدير فهذا واجب اخلاقي قبل كل شئ.
ما هوموقفكم من تفاعل البلدان العربية تجاه ما جرى في غزة؟

أنا مندهش من مواقف البلدان العربية لا اريد ان أصف هذا الموقف لكنه ليس بجديد وأتصور ان الموقف الضعيف أو المتخاذل امام ما يرتكبه الكيان الصهيوني يجعل اصحاب هذه المواقف يتورطون في الدم الفلسطيني لان هذا الموقف يفتح المجال لاعتداءات مستمرة على الشعب الفلسطيني ولان اسرائيل ستقول لن اتضرر ان أعدت الاعتداء مرة اخرى على غزة في حين لوشعرت اسرائيل بموقف عملي موحّد ومؤثر من كافة الاقطار العربية والاسلامية لما ارتكبت هذه الاعتداءات ويجب ان نقتنع بأن اسرائيل أضعف جدا جدا مما يتم تصويره في الاعلام الغربي والاسرائيلي والتي كانت تعتبر نفسها ولا ننسى أن جيشها «الذي لا يقهر» انهزم أمام المقاومة اللبنانية ولم تستطع ان تتجاوز حتى الاسلاك الشائكة وانهزمت مرة اخرى امام المقاومة الفلسطينية في غزة لان هناك دائما قاعدة : اذا لم يتقدم الجيش النظامي فهذا فشل واذا المقاومة بقيت بقياداتها وبعقولها وبأسلحتها فهذا نجاح وانتصار كبير ويعني ان غزة بقيت وصمدت واسرائيل فشلت.
ماذا عن الحريات في ايران لماذا تطالبكم دائما المنظمات الدولية لحقوق الانسان بالمزيد من الحريات؟

المنظمات الدولية لها احصائيات معينة عن مدى تطور الديمقراطية أو الحرية حسب تصنيفاتها وهي تزور دائما ايران ونحن كذلك لنا عمليات مراقبة دورية لتقييم التقدم في المجالات التي تتعلق بممارسة حقوق الاقليات في المجتمع ولمسنا تقدما ملحوظا واكبر دليل على هذا التقدم ان هناك انتخابات شفافة وديمقراطية وفيها درجة كبيرة جدا من المنافسة وكافة الاطياف السياسية الايرانية تشعر بنفسها موجودة في الساحة لها ادواتها الاعلامية ومكوناتها في المجتمع المدني ولها احزابها وتياراتها وآراؤها وفي الكثير من الاحيان صوت المعارضة اكبر من صوت الحكومة الرسمي من خلال وسائل الاعلام والوسائل الاجتماعية وغيرها من الادوات إلى جانب مكانة المرأة الايرانية التي نجدها في مختلف المناصب منها السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها وهناك تنافس جدي بين التيارات السياسية وهناك تداول على السلطة لكننا في نفس الوقت لم ندّع يوما اننا وصلنا إلى القمة. هناك في بعض الأوقات فشل في تحقيق البعض من الحريات.
صحيح ان الانتخابات الشفافة عنصر اساسي لتقييم الديمقراطية في أي بلد لكن تبقى ثقافة المواطن كذلك مهمة جدّا إذ يجب ان تكون مساهمة في الحياة السياسية لكن عندما نقارن وضعنا في ايران بما هوسائد في الكثير من دول الجوار نرى ان هناك فرقا كبيرا جدا .
وكما تعرفون تداولت خلال ال 20 سنة الفارطة على السلطة في ايران تيارات محافظة أو اصلاحية أو معتدلة والحكومة الحالية جاءت نتيجة منافسة قوية مع التيار السياسي الذي كان في الحكومة السابقة وكانت المنافسة قوية جدّا رغم ان الآلية الانتخابية كانت في حكم النظام السابق الا ان المنافس هوالذي فاز حيث الشعب اختار الروحاني رئيسا ينتمي إلى مدرسة سياسية فكرية معينة مختلفة جدا عن منافسه الرئيس السابق السيد احمدي نجاد.
ورغم وجود انتخابات ديمقراطية واحتراما لحقوق الانسان واعطاء حريات كبيرة جدا للأقليات الدينية والمذهبية يؤاخذ علينا ولا يؤاخذ على غيرنا الذي لا يملك ولا مؤشر من هذه المؤشرات وهذا دليل آخر على أن هناك صراعًا سياسيًا بامتياز وعلى أنهم لا يريدون ان يخرج بلد مسلم عن فلكهم ويكون متقدما هم يريدون احتكار كل مراكز السلطة العالمية.
هل تقصد بان الغرب يحارب الاسلام والمسلمين؟

أنا برأيي المتواضع هم لا يهمهم الاسلام والمسلمون وعلى سبيل المثال هم يمارسون الضغوط على دول أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية وهي ليست دولا اسلامية لانهم فقط لا يريدون بان يكون لأية دولة قرار مستقل الا اذا كانت تدور في فلكهم ومتحالفة معهم والمشكلة لديهم هي عقدة سياسية اقتصادية بامتياز يجب ان تقبل حتى الدول الصاعدة والمتنامية الاخرى كالبرازيل والهند وأندونيسيا
بضغوطهم وبشروطهم وهي أما أن تكون هذه الدول معهم أو ضدّهم ولا سبيل لاستقلال القرار.
ماذا تستخلصون من فترة عملكم وأنتم على أبواب تسليم مقاليد عملكم الديبلوماسي إلى سفير جديد وتغادرون تونس ؟

حقيقة هوشرف كبير جدا وفخر في حياتي الشخصية والمهنية ان مهمتي تزامنت في تونس مع فترة تاريخية للشعب التونسي وفي تاريخ تونس الحديث وهي احداث 14 جانفي 2011 لقد اكتشفت تونس جديدة وسأحمل معي ذكريات جميلة جدا عن هذا البلد المضياف والجميل بشعب يحب الحياة والتحرر والتقدم ويحب الوصول إلى القمم ويحب ان يكون مستقلا في قراراته ونحن نقف وقفة اجلال وتعظيم لهذا الشعب وطموحاته ونعتز بأن نكون اشقاء واصدقاء وهذه ليست مبالغة أو مجاملة هذه فعلا قناعة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.