أدى المدير العام العام لوكالة النهوض بالإستثمار الخارجي السيد خليل العبيدي خلال الأيام الفارطة زيارة عمل إلى قطر تم تتويجها يوم أمس بتركيز مكتب الدوحة والذي يعتبر أول مكتب للوكالة في العالم العربي والشرق الأوسط وستقود قاطرته السيدة إناس المنستيري. و يتنزل إحداث هذا المكتب في إطار تفعيل الديبلوماسية الإقتصادية والعمل على إستقطاب رجال الأعمال للإستثمار بتونس خاصة وأن مجال نشاط هذا المكتب الجديد سيشمل بالإضافة إلى قطرالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين. وبالرجوع إلى تقارير المنظمات العالمية المختصة في مجال الأعمال والمعاملات المالية وكذلك مؤتمر دافوس فإن منطقة الخليج وخاصة قطر تزخر بإمكانيات الإستثمار ومن أفضل البلدان الواعدة المصدرة للإستثمار في العالم وخير شاهد على ذلك نجاح قطر فيى ولوج عدة اسواق عالمية ودول غربية وهو مايفسر الإرتفاع المضطرد لحجم رقم معاملات رجال الأعامال القطريين في مختلف أنحاء العالم وخاصة في القارتين الأروبية والآسوية بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد أشار السيد المدير العام للوكالة التونسية للإستثمار الخارجي خلال اللقاء الذي جمعه بنائب غرفة قطر السيد محمد بن طوار الكواري بحضور كل من السيد محمد العبيدلي عضو مجلس الإدارة والسيد عبد الكريم الهرمي نائب السفير التونسيبقطر أنه تم البدء بداية من شهر مارس الحالي في مشروع الديار القطرية بتوزر بعد استفاء كل الشروط العقارية والتشريعية حيث ينتظر أن يقطف ثماره بعد 3 سنوات على أقصى تقدير، مؤكدًا أن هذا المشروع السياحي الضخم في الجنوب التونسي سيكون له دور كبير في تنشيط السياحة الشتوية، وتقارب استثمارات هذا المشروع 100 مليون دولار لبناء عدد من المنتجعات الصحراوية والفنادق الفاخرة. ومن جانبه اكد السيد محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر أن العلاقات الثنائية بين الجمهورية التونسية ودولة قطر، هي علاقات عريقة، تستند إلى إرث مشترك ومخزون حضاري عريق ثري نتشارك من خلاله قواسم عديدة، مشيرًا إلى أن دولة قطر تعتبر من أهم المستثمرين في تونس في عدة قطاعات على غرار قطاع الاتصالات التي تدير شركة اوريدو واحدة من أكبر مشغلي الاتصالات في السوق التونسية، كما تستثمر قطر في القطاع المالي من خلال فرع QNB تونس. كا شدد على وجود رغبة حقيقية لدى المستثمر القطري للاستثمار في تونس خاصة في مجالي الصناعة والسياحة مشيرًا إلى وجود إرادة سياسية من قبل القيادات العليا في البلدين لتدعيم العلاقات من أجل فرض التطوّر النوعي في العلاقة بين تونسوقطر، وذلك لتشجيع الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين على زيادة استثماراتهم في تونس، وهناك عوامل اقتصادية موضوعية تشجع هذا الاستثمار، أولها موقع تونس الجغرافي كونها بوابة أفريقيا وعلى مسافة قريبة جداً من أكبر العواصم الأوروبية، لذلك يمكن أن تنطلق الصناعات القطرية الناشطة من تونس نحو مختلف البلدان الأفريقية والأوروبية. وتعتبر قطر من الممولين الرئيسيين لجملة من المشاريع التنموية أو تلك الموجهة لأصحاب المشاريع الصغرى والمتوسطة على غرار الدور الذي يلعبه صندوق الصداقة القطريالتونسي، حيث مول الصندوق 345 مشروعًا وإحداث حوالي 6.600 موطن شغل مباشر من خلال دعم وإحداث أو توسعة مؤسّسات صغرى ومتوسطة على كامل تراب الجمهوريّة التونسية. كما تمت حتى الآن المصادقة على تمويل 213 قرضًا مموّلا من موارد صندوق الصّداقة القطري بما فيها من عمليّات إحداث وعمليّات توسعة، بمبلغ إجمالي للمصادقات بلغ 4.637 مليون دولار بكلفة إجمالية للاستثمارات تبلغ 86.84 مليون دولار، و3593 موطن شغل محدثًا أو سيتمّ إحداثه، أي ما معدّله 17 موطن شغل للمشروع الواحد. تجدر الإشارة إلى أنّ 56 بالمائة من المشاريع المعنيّة بتدخّلات الصّندوق هي منجزة أو سيتمّ إنجازها بمناطق دعم التّنمية الجهويّة. يذكر أن انطلاق برنامج صندوق الصداقة القطريبتونس كان في شهر مايو 2013 وهو يهدف إلى دعم ثقافة ريادة الأعمال ودعم الشباب التونسي من خلال توفير 100 مليون دولار كهبة من دولة قطر إلى تونس لتوطيد علاقة الأخوة والشراكة بين الشعبين وتعزيز ريادة الأعمال وتطوير اقتصاد المعرفة في تونس