التونسية (تونس) ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في بداية شهر أكتوبر في قضية اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها شاب عمد الى طعن غريمه بواسطة آلة حادة على مستوى صدره وفخذه على اثر خلاف جد بينهما. وقد وجهت للمتهم إثر ختم التحقيق تهمة محاولة القتل العمد وقضت المحكمة ابتدائيا بسجنه مدة سبع سنوات فاستأنف الحكم الصادر ضده آملا في تخفيف العقوبة المسلطة عليه لجملة من المعطيات الاجتماعية التي أرفقها بملف القضية . و تفيد تفاصيل هذه القضية التي تعود الى شهر مارس 2014 أن المتهم عقد جلسة خمرية مع أصدقائه تواصلت إلى ساعة متأخرة من الليل وأثناء السهرة اخذ الندماء يتسامرون وصادف مرور إحدى الفتيات من بنات حي احد الحاضرين والتي تعمل الى ساعة متأخرة من الليل بأحد المطاعم فتلفظ أحدهم ازاءها بألفاظ نابية ونعتها بنعوت ماسة بعرضها وتوعدها بالنيل منها إن لم تستسلم له بإرادتها الأمر الذي استفز المتضرر الذي طلب منه الكف عن ذلك فنشبت بينهما ملاسنة تحولت إلى تبادل للعنف لكن بقية الندماء تدخلوا وطوقوا الخلاف رغبة منهم في تهدئة الأجواء فاستجاب الطرفان لرغبتهم وكفّا عن الخصام غير أن توعّد كل منهما الآخر ما لبث أن تسبب في اشتعال نار الخلاف مجددا لكن هذه المرة نحو الأسوإ حيث عمد الطرفان إلى تبادل العنف وتسديد اللكمات إلى بعضهما. وفي غفلة من الجميع استل الجاني سكينا وسدد بها طعنة لغريمه على مستوى الصدر أردفها بأخرى على مستوى الفخذ ثم لاذ بالفرار تاركا الضحية يتخبط في دمائه وفي حالة صحية حرجة فقام الحاضرون بنقله على جناح السرعة للمستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة وبعد أن تم إسعافه والاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة تولت إدارة المستشفى إعلام أعوان الأمن فتحولت دورية أمنية على عين المكان أين تم سماع أقوال المتضرر الذي أدلى بهوية المعتدي وأكد أن أسباب الخصومة هو غيرته على فتاة من حيه غير ان غريمه لم يستحسن ردة فعله عندما دافع عنها وشرع في شتمه والتلفظ نحوه بعبارات نابية مما اثار غضبه فنشبت بينهما مناوشة حاول الحاضرون تطويقها غير أن الجاني عاود مجددا نفس الكلام فتوعده بالانتقام وحينها نشبت معركة بينهما باغته أثناءها الجاني بطعنتين مما تسبب له في أضرار بدنية جسيمة. وقد تمسك هذا الأخير بتتبع الجاني وعلى ضوء هذه الأقوال أذنت النيابة العمومية بفتح بحث في الغرض كما تمكن أعوان الأمن بعد تمشيط مسرح الجريمة والاحواز القريبة منه التي دأب الهالك على التردد عليها من إلقاء القبض عليه واقتياده إلى مقر الفرقة وباستنطاقه اعترف بتفاصيل جريمته وأفاد بأنه اعتقد أن ابنة حيه هي إحدى فتيات الليل من بائعات العرض بمقابل باعتبارها عائدة إلى منزلها في ساعة متأخرة من الليل وأفاد انه قام بالاعتداء على الهالك بسبب حالة السكر التي كان عليها والتي جعلته يخرج عن وعيه ويتصرّف تصرّفا لم يقدر خطورته والتمس العفو وأعرب عن ندمه عما بدر منه في حق صديقه. وبإحالته على أنظار قاضي التحقيق أعاد أقواله السابقة فيما تمسك المتضرر بتتبعه. بعد ختم التحقيقات تمت إحالة ملف القضية على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة وبعد أن وجهت له تهمة محاولة القتل. وأمام المحكمة اعرب المتهم عن ندمه والتمس التخفيف عنه قدر الامكان وهي نفس طلبات الدفاع الذي التمس من هيئة المحكمة ان تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية لمنوبه فوالدته امرأة مسنة وتحمل إعاقة عضوية وليس لها من يرعاها سواه. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجنه على النحو المذكور سلفا فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده أملا في تخفيف العقوبة المسلطة عليه .