لا ندري حقيقة هل يجوز لنا الحديث عن كرة القدم في هذه الورقة أم لا في ظل ما شاهدناه اليوم من فوضى وتجاوزات خطيرة في ملعب «الثورة» 17 ديسمبر بسيدي بوزيد بعد الأحداث التي رافقت مباراة نجم المكان والترجي الرياضي التونسي وحادثة الاعتداء على الحكم المساعد أيمن اسماعيل الذي كان ضحيّة حجارة طائشة من طرف فئة ضالة من جمهور المحليين كانت كفيلة بنقله الى المستشفى ووضع حدّ لمباراة لم يكتب لها ان تشهد صفّارة النهاية ولن تنتهي من ذاكرة كلّ الرياضيين بما أنّها تعتبر سابقة صادمة على الاقّل في مباريات الرابطة الاولى التي اقتصرت عروضها الفوضوية في السابق على موضة الشتم والصراخ ولم يكن فيها للحجارة دور شرفي سوى في نوايا البعض. بالعودة الى المباراة,لا شيء يستحق الذكر باستثناء الحجارة اللعينة وقبلها ضربة الجزاء الملعونة التي أعلنها الحكم محمد دبوس وكانت بالفعل منعرج المباراة. ضربة جزاء وهمية لا وجود لها سوى في مخيلة الحكم دبوس الذي كان بالفعل عصا غليظة على نفوس الاحباء الذين هاجوا وماجوا منذ الدقيقة 43 الى حين حصول «المهزلة» ان جاز القول... لن نبرّر لهؤلاء المارقين على القانون وعلى الروح الرياضية صنيعهم لأن ما اتوه لا يمت للرياضة وللأخلاق بأيّة صلة ولكن حكم المباراة كان شريكا في المهزلة وهو من جنى على مساعده وعلى «البوزيدية» ككل لأن فريقهم لن يفلت من العقاب وسيكون الحساب عسيرا لأنّ جرح «أيمن إسماعيل» لن يندمل إلاّ بوصفة خاصة من جماعة الرابطة والجامعة والذين سيعودون كالعادة الى مربّع «الويكلو» واسطوانة الحكم بشر مثلنا يخطئ ويصيب ثم تنتهي المهزلة عند هذا الحدّ وكأن شيئا لم يكن... والى اللقاء في حجارة قادمة وحادثة صادمة ومهزلة جديدة. نعود الى كرة القدم أو ما بقي منها في هذا البلد «الحزين» لنذكّر ببعض ما جاء في دفعة الامس من الجولة التاسعة ذهابا لبطولة الرابطة الأولى, متصدّر الترتيب النادي الصفاقسي حقّق مراده بالأدنى المطلوب وفاز على ضيفه اتحاد بن قردان بهدف يتيم حمل توقيع القائد علي معلول, نتيجة أكّدت فورمة «الصفاقسية» بما انهم لم يحيدوا عن سكة النتائج الايجابية وأكّدت كذلك في المقابل تحسّن مردود الضيوف الذين لم يعودوا لقمة سهلة المضغ بدليل النتيجة النهائية وخاصة المردود المقدّم على الميدان. بطل ال«كاف» النجم الساحلي واصل سلسلة عروضه القوية وعاد بانتصار ثمين من عاصمة الأغالبة استقر على نتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد ليبقى فريق جوهرة الساحل على بعد ثلاث نقاط فقط من المتصدّر ومتخلّفا بنقطتين عن الوصيف الترجي التونسي. النجم الساحلي يعتبر الافضل حاليا على الساحة محليا كونه نجح في الخروج مظفرا من كل الاستحقاقات التي خاضها تباعا وحتى هاجس الجاهزية البدنية لم يشكل عائقا امام أبناء الجنرال لتحقيق غاياتهم المتباينة في المقابل لازال مردود المحليين يراوح بين سقف الخيبة والأمل لكن ترتيب الفريق وواقع النتائج الحالي يفيد بأنّ فريق الشبيبة القيروانية ينتظره موسم صعب للغاية ما لم تتحرّك عقارب العدّاد نحو الأعلى. المفاجأة في دفعة اليوم حملت توقيع نجم المتلوي الذي عاد بانتصار ثمين من ملعب صعب ونعني ملعب الضاحية الجنوبية حيث انتهت المباراة للضيوف بنتيجة هدف لصفر مكنّ نجم المناجم من الارتقاء الى المركز الرابع برصيد 14 نقطة في حين تجمّد رصيد «الهمهاما» عند النقطة العاشرة في المركز العاشر. المباراة الأخيرة لحساب هذه الدفعة انتهت «قسمة وخيّان» بين الملعب التونسي والترجي الجرجيسي, نقطة بطعم مختلف فالضيوف وبحكم وضعيتهم في الترتيب العام وتنقلهم خارج قواعدهم راضون عن النتيجة التي تحقّقت في حين كان زملاء المرزوقي يمنون النفس بتحسين وضيعتهم في الترتيب العام والتخلّص تدريجيا من جاذبية القاع لكن هذا لم يحصل لتزداد المهمة صعوبة على مدرّب الفريق لسعد الدريدي الذي بدأت تخامره فكرة الرحيل من جديد. برنامج الغد يحمل في طياته ثلاث مباريات بنوايا متباينة تبقى أهمها قمّة المنزه بين النادي الافريقي ومستقبل المرسى التي تأتي هذه المرّة في ظروف مغايرة لفريق باب الجديد الذي نستحي حقيقة من القول إنّه يصارع من أجل البقاء بالنظر الى موقعه المتأخر في الترتيب لكن هذا الطرح لا يستقيم خاصة وان السباق لازال في أوّله والإفريقي قادر على تجاوز خيبة البدايات لكن كل هذا لا يعني ان الضغط لن يكون مسلطا على أقدام اللاعبين لأن الشكّ تسلّل الى الاذهان وهذا مربط الفرس. بالنسبة لفريق «القناوية» عادة ما شكّل ندّا صعبا لكبار القوم بدليل النتائج التي حققها في مواجهاته السابقة مع الافريقي والأمر قد ينطبق على مباراة الغد لأن أبناء المنذر كبيّر متحررون من ضغط النتيجة وهذا ما قد يجعل الكفة تميل لصالحهم على الورق. المباراة الثانية المبرمجة غدا تجمع بين النادي البنزرتي الغارق في دوامة أزمته الداخلية المتأتية من مشاكله التسييرية وكذلك من نتائجه السلبية والملعب القابسي رابع الترتيب العام والمنتشي بفوزه الجزائي ضدّ القصرين. المباراة تحمل عناوين جديدة منها مدرّب «الستيدة» الجديد نزار خنفير الذي سيعمل على تحقيق بداية موفقة تقيه انتقادات مبكّرة خاصة أنّهما يدرك ان النادي البنزرتي يسير على حبل متأرجح يجعله قريبا من السقوط لكن تبقى للميدان الكلمة الفصل. المباراة الأخيرة لحساب هذه الجولة تجمع بين مستقبل القصرين وقوافل قفصة وهي مباراة من فئة ست نقاط الفائز فيها مولود والخاسر منها مفقود بما أنهما يحتلان المركزين الاخيرين في سلّم الترتيب والعثرة تعني ارتطاما قويا بالقاع. النتائج والبرنامج : أمس: النادي الصفاقسي – اتحاد بن قردان: 1 – 0 الشبيبة القيروانية – النجم الساحلي: 1 – 3 نجم سيدي بوزيد – الترجي التونسي: 0 – 2 (توقفت عند الدقيقة 88) الملعب التونسي – الترجي الجرجيسي: 1 – 1 حمام الانف – نجم المتلوي : 0 – 1 اليوم: النادي الافريقي – مستقبل المرسى: تحكيم صادق السالمي النادي البنزرتي – الملعب القابسي: تحكيم عامر شوشان مستقبل القصرين – قوافل قفصة: تحكيم عبد الحميد الحجفي