(تونس) لم تتأخر مؤسسات المجتمع المدني بمختلف اختصاصاتها وتوجهاتها عن التفاعل ايجابيا مع التشكل الجديد الذي ترنو إليه المدرسة التونسية وهي تبحث عن تموقع جديد في صلب الدولة والمجتمع يعيد لها هبتها المفقودة ومعها تستقبل حتما أجيالا يافعة من أطفالها بعد ان زاغت بهم مسالك الحرمان والتهميش فضاعوا في الطريق وانقلبوا الى الضدّ لأنهم بلغوا الحد ولم يلتفت اليهم أحد. في هذا التمشّي بالذات لم تفوّت شتّى المؤسسات المدنية بمنطقة «العمران» في تأثيث نشاط متوهج مداره فضاء «دار الثقافة ابن زيدون» يتوجه بالأساس الى النشاط الثقافي ككل وخاصة ما تعلق بالمجال البيئي حيث تمّ امضاء اتفاقية عمل وتعاون بين جمعية «أحباء البيئة بالعمران» ووزارة التربية وقّع عليها عديد الأطراف الفاعلة في شتّى هذه الميادين الموجهة أساسا الى الناشئة على غرار ممثلي هذه الجمعية البيئية والمندوب الجهوي للتربية بتونس 2 والمندوب الجهوي للثقافة بولاية «تونس» ومنسّق مؤسسة «المورد الثقافي» بتونس ومعتمد «العمران» وممثلين عن بلدية «تونس» والدائرة البلدية بالعمران وعديد الجمعيات الثقافية في لقاء ودّي بطابع احتفالي باعتباره احدى الفقرات المهمة ضمن تظاهرة ثقافية وشبابية تهدف الى اعادة روح التعاون بين المدرسة والمؤسسة في تشكل متطور وبحس مدني ووطني متوثّب بعد ان وجد الارهاب مكانا له بين صفوف أطفالنا وشبابنا بسبب اهمال المجال التربوي لعديد الجوانب الهامة في أفكار تلاميذنا وطلبتنا. اتفاقية من الحجم الثقيل انبلجت من الرؤى الثقافية لبرنامج وزارة التربية حيث فعّلها بكل صدق وتروّ «عبد الحفيظ العبيدي» المندوب الجهوي للتربية تونس 2 ووجد لها صدى من قبل الفاعلين في عديد المجالات بمنطقة «العمران» ليكتمل المشروع باعتبار ان البيئة تنتمي الى محيط الطفل... وهي من المحامل المثيرة في واقعه اليومي الذي يتفاعل معه حسب أفكاره وتخميناته وتصوّراته... برافو لكل هؤلاء... والشيء من مأتاه لا يستغرب...