اصدرت حركة المواطنة بيانا جاء فيه" بهذه المناسبة التليدة التي نحتفي فيها جميعا بالذكرى الأولى لثورة 14 جانفي 2011 المجيدة، ثورة الحرية والكرامة وفاتحة الربيع العربي، يقرأ أعضاء المكتب السياسي لحزب "حركة مواطنة" الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الأبرار، ويدعون لجرحى الثورة بالعافية متوجهين لهم بوافر الاعتراف بجميلهم جميعا على شعبنا التونسي الأبيّ وعلى أمتنا العربية والإسلامية قاطبة وقد اختزلوا، في أربعة أسابيع، نضالات قادها أحرار تونسيون من أعماق البلاد منذ ثورة علي بن غذاهم سنة 1864 على الأقل، ومرورا بمختلف الانتفاضات من أجل العزّة والديمقراطية ليست آخرها نضالات الحوض المنجمي سنة 2008. كما لا يسع المكتب السياسي إلا تهنئة عائلات الشهداء أوّلا، ومن ورائها الشعب التونسي بهذه المناسبة السعيدة، مع تحيّة خاصّة للباحثين عن شغل الذين تضافرتْ اعتصامات وإضرابات الشغالين ومختلف الانفلاتات من جهة، وعدم توفق الحكومتيْن الانتقاليّتيْن من جهة أخرى، في تجسيم إجراءات عاجلة تخفّف من تفاقم ظاهرة البطالة. ويدعو لأن يكون إحياء هذه الذكرى الأولى العزيزة فرصة لتقييم المسار الانتقالي، وتدارك الأخطاء التي قامت بها مختلف الأطراف –خصوصا الحكومة– في كنف رحابة الصدر وقبول الرّأي الآخر، وتضميد جراح الاعتداءات على نساء ورجال الإعلام، وإصدار مواقف صريحة بخصوص مختلف مظاهر التطرّف التي شهدتها البلاد مؤخّرا بسبب الانفلاتات وتذبذب الحكومة الانتقالية. أخيرا وليس آخرا، يعبر المكتب السياسي عن أمله في أن تهتديَ الحكومة الجديدة إلى الطريق الذي سيضع البلاد على سكّة النموذج التونسي للديمقراطية والمواطنة والحوكمة، وعلى درب منوال تنموي رشيد سيادي مستدام يقطع مع النظام الاقتصادي السابق الفاشل ويؤسس لكرامة التونسية والتونسي في العيش في بلد منتج يطيب فيه العيش لأجيال تونس الحاضرة والقادمة."