تنتشر خطوط السكك الحديدية في كلّ الاتجاهات داخل البلاد التونسية ممّا يجعل القطار شريانا هامّا يتنقل بواسطته يوميّا عدد هائل من المسافرين وتنقل عبره كميات ضخمة من السلع والبضائع والموادّ الأولية. اليوم نتوقف للحديث عند محطة القطار بمدينة حاجب العيون التي أدّت عديد الخدمات الاجتماعية على أحسن وجه منذ تركيزها خلال سنة 1921 إلى غاية سنة 1969 حين ألحقت الفيضانات العامة التي اجتاحت كامل تراب البلاد في ذلك العام أضرارا هامة بقنطرة – وادي الحجل – القريبة من محطة المكان وبذلك تعطل القطار الذي يربط بين أربع ولايات حيث كان ينطلق من محطة سوسة في اتجاه القيروان ليعبر حاجب العيون ويواصل مسيرته نحو سيدي بوزيدوالقصرين.. نعم منذ ما يزيد عن الثلاثين سنة توقف القطار عن نقل المسافرين وتغيّر مساره وأصبحت المحطة أطلالا تتحسر على الأيام الخوالي حين كان القطار يأتي يوميا من ولاية القصرين ليزوّد ديوان الحبوب بحاجياته من الحبوب، اضافة إلى نقل المسافرين والمواد الكيمياوية وخاصة تزويد القباضة المالية بكميات الدخان والوقيد.. لذلك فإن نسق الحياة اليومي المتصاعد وما تبعه من ضرورة تنقل ملحّة في كل الإتجاهات يتطلب من الجهات الفنية المختصة بوزارة النقل الشروع في القيام بدراسة شاملة يتمّ اعدادها لإعادة تنشيط هذا الخط الحديدي الذي وللأسف الشديد وقع التفويت في العديد من خطوط سككه إلى شركة الفولاذ مما يتطلب إعادة صيانة هذا الخط الهام باعتباره شريانا حيويا يربط بين شمال ووسط وجنوب البلاد ولن يكون ذلك في مرحلة أولى إلا بتركيز خط دائري «deviation» على مستوى جهة «المناسة بوقبرين».. فهل يحلّ ركب القطار من جديد بمحطة حاجب العيون ؟ تلك هي أمنية شباب ومتساكني المدينة الذين جميعهم يؤمنون بتأثيره على تنمية الحركة الاقتصادية والاجتماعية بمدينتهم.