الانتخابات الرئاسية في فرنسا في أوجها.. بنفس الوجوه القديمة المتجددة.. ساركوزي سيحاسب على ما أنجزه في فترة ولايته وهولاند سيحاسب على النوايا.. أي ما ينوي انجازه لفرنسا.. طبعا الاقتصاد وقفّة المواطن هي الأساس لأن الحرية صارت أرضية جامعة لكل الفرقاء السياسيين.. ومادام التدهور الاقتصادي ضرب في عدة أماكن صلبة فإن المعركة ستكون شرسة بين رأسمالية بينت محدوديتها فسقطت عدة حكومات في أوروبا وتزعزعت أخرى رغم محاولات ضخ الدم في شرايين تيبّست.. وبين رأسمالية معدلة نحو الاشتراكية تؤمن العيش الكريم للمواطن.. وتعيد للاقتصاد عافيته.. في الأثناء سيكون حضور العرب المسلمين حضورا ثقيلا.. خصوصا بعد الثورات العربية.. فاليمين يرفع شعاره «الأمن» في وجه المهاجرين الذين يساهمون في بناء هذا البلد ولكن عندما يأتي مهاجر جرما فإن الرد يكون على جميع الذين من ملّته.. وهذا عادي والمثل زيدان لاعب كرة القدم لا يقال إنه من أصل جزائري.. وعندما «يجرح» ابن مهاجر وجنسيته فرنسية فإنهم يقولون إنه مسلم ومن أصل جزائري أو تونسي أو مغربي.. تعودنا على هذا وساركوزي بالخصوص قادر على القفز العالي الذي يمكنه من الجلوس على يمين «لوبان» الجميلة.. ساركوزي في رصيده حرب على ليبيا خلف دمارا سرعان ما انقضت عليه غربان القاعدة في المغرب الإسلامي.. هدية مسمومة أذاها قد يطال من يحسب البحر حاميه.. أما اليسار الذي سكت أيام الحرب فإنه لن يحرك الماء الراكد.. كان شريكا بالصمت.. رئحة البترول.. ومشهد تحول رئيس إلى قائد حرب مازال يشد إعجاب بلاد الغرب.. هكذا كان بوش مثلا.. بينما اليسار الذي نعرفه لم يعد هو كما كان.. يسار ب«لوك» أمريكان.. لا ينزل إلى الشارع للدفاع عن القضايا الانسانية.. ومازال في انتظار عودة «ميتران» آخر.. ساركوزي.. نيكولا الأمبراطور أهداه محمد مراح لوحة يتزحلق عليها صعودا إلى القمة ببث الخوف من المهاجرين ويعلن نفسه «سوبرمان» الجديد.. و«سوبرمان» لا يعلن أنه ابن مهاجر.. للأسف..