حرصت السلط الجهوية بربوع الجريد حرصا خاصا على توفير كل ما من شأنه أن يجعل الناس يقضون شهر رمضان في أحسن الظروف وقد تجلى هذا الحرص خصوصا على مستويين أولهما ضمان تزويد الأسواق بكل المواد دون نقص أما المستوى الثاني فيخص تنشيط المساجد بإحياء السهرات الدينية والثقافية وقد شكلت لجنة متابعة قبل حلول شهر الصيام تساير يوميا مسالك التزويد وتعمل على توفير كل المواد بالأسعار المعمول بها في حين نشطت عمليات المراقبة الصحية ومراقبة الأسعار وشهدت أسواق مدينة توزر المركزية منها والموازية وما أكثرها في أول يوم من شهر رمضان اكتظاظا كبيرا نتيجة تهافت المواطنين على اقتناء المواد الغذائية لاسيما الخضر والغلال واللحوم وخصوصا لحم الحاشي (لحم الجمل) الذي يلقى رواجا كبيرا لانخفاض أسعاره مقارنة مع اللحوم الحمراء الأخرى. ورغم توفر كلّ المواد بالقدر المطلوب وزيادة فإن الازدحام المعهود في الأيام الأولى من شهر رمضان كان حاضرا أيضا. ولعل ما يمكن ملاحظته هو توفر البيض والحليب ومشتقاته والدواجن ولحوم الأبقار بالقدر الكافي وبالأثمان المعروفة. معلوم أن شهر الصيام بالنسبة إلى التونسيين له ميزاته الخاصة سواء في ما يخص تحضير المائدة أو السهرات وهو باختصار شهر ألفنا أن نعد له العدة فنخصص له ميزانية خاصة لضمان انقضائه في ظروف طيبة وهو أيضا شهر الرحمة والتكافل والأخذ بيد ضعفاء الحال ومساعدة العائلات المعوزة وقد تجلت هذه المعاني بإقامة مائدة الإفطار ببادرة من اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي وسيستفيد من هذه المائدة أكثر من 100 شخص علاوة على عابري السبيل. وقد وجدت هذه المبادرة الصدى الطيب لدى المنتفعين من ضعاف الحال وزرعت البسمة على شفاه محرومة وفي حاجة إلى مثل هذه المبادرة خصوصا في مثل هذا الشهر الكريم. حملات لترشيد الاستهلاك وفي سياق متصل تحتضن مدينة توزر هذه الفترة أياما تحسيسية توعوية لتحفيز المواطن على ترشيد الاستهلاك خلال الشهر الكريم إذ تنظم وحدة تنشيط الأحياء هذه التظاهرة تحت شعار: «التحكم في الأسعار مسؤولية الجميع» وذلك بالتعاون مع منظمة الدفاع عن المستهلك والجمعية الثقافية الفنية بتوزر وقد تم إعداد عديد الفقرات التحسيسية تخللتها حوارات مع المواطن والباعة حول ترشيد الاستهلاك وتتضمن هذه الفعاليات أيضا تنشيطا إذاعيا يحتوي على أنشطة في الثقافة الاستهلاكية ومسابقات وجوائز بالإضافة إلى مرسم حرفي في الفنون التشكيلية وتتواصل هذه الأيام التحسيسية طيلة شهر رمضان. الملسوقة في كل الأماكن بعد أن دقت المهاريس وشرعت ربات البيوت في تصنيف وتنويع المأكولات لإرضاء شهوات العين والبطن تتصدر التمور دائما مائدة أهالي الجريد ولكن هذه المرة سوف يتم الاعتماد على التمور المخزنة بمخازن التبريد أو ما أمكن خزنه من قبل الأهالي بالطرق التقليدية شأنها شأن الملسوقة التي لا تغيب عن المائدة الجريدية لذلك يمتهن العديد من الأشخاص مهنة إعداد الملسوقة «الدياري» وبيعها بالأسواق وبالنقاط التجارية الأخرى وغالبا ما تنفد هذه المادة منذ الصباح الباكر لكثرة الإقبال عليها.