بعد أخذ ورد وجدل، عاد عثمان الشهايبي الى حضيرة فريقه لكن بخطة جديدة (مدير فني عام)، هذه العودة التي كانت متوقعة من أكثر من طرف فتحت المجال لعدّة إشاعات في الشارع الرياضي بالقيروان خاصة حول علاقة هذه المهمة بالاطار الفني سواء للأكابر أو للشبان أين يُوجد المدير الفني قاسم شبان. لذلك اخترنا عمدا أن نتحدث مع السيد عثمان الشهايبي حول دور هذه المهمة إلى جانب أشياء أخرى: حدثنا عن مهتمك الجديدة في الشبيبة بعد أخذ وردّ وجدل منذ الموسم الفارط؟ يوجد داخل الشبيبة قطيعة فنية بين الشبان والفريق الأول، وغياب التواصل هذا فقدت فيه الجمعية الكثير من مقوماتها وهويتها على مر المواسم، والدليل انخراطها في موجة الانتدابات سواء كانت ناجحة أم فاشلة، لذلك نحن نريد رسم سياسية موحدة في النادي والشبان يجب أن يكونوا في خدمة الفريق الأول الذي له متطلبات وسياسة تتماشى معه، خاصة وأن اللاعب الشاب الصاعد يندمج بسرعة مع الأكابر. لم تحدثنا عن المهمة الرسمية ل«المدير الفني العام»؟ هذه المهمة خاصة بانتقاء اللاعبين المؤهلين للارتقاء لصنف الأكابر مع برمجة وابرام عقود العمل، ثم العمل مع الشبان والتركيز على المراكز الناقصة في الفريق الأول. ماهو تقييمك الحالي للشبيبة؟ للأمانة الشبيبة اليوم «واقعة صحيحة»، ولا بدّ من الاشادة بعمل الاطار الفني، لأن مراد العقبي يعمل بذكاء عندما لم يترك دحنوس على الجهة اليسرى بمفرده وأعطى الفرصة للاعداد الجيد للبرقوقي وبالتالي البديل في كل مركز متوفر في الفريق. هل جئت بسياسة جديدة للشبان بعد أن غادرتها منذ موسمين تقريبا؟ لا بدّ من توحيد عمل الشبان وخلق استراتيجية وسياسة واضحة كما يجب رسم طريقة لعب تعود بهوية الشبيبة مثل الكرة السريعة والقصيرة مع الاعتماد على الفنيات. كل هذه الخصال لا بدّ أن يتكون فيها اللاعب منذ العمل القاعدي، وعلى المدربين التقيد بهذه الطريقة. وبالتالي أرى أن «الحمل» يتقلص على الشبيبة رغم أنها تفرط دائما في لاعبيها اكراها وبحول اللّه سنعمل على ايجاد مكان لأبناء الجمعية في الفريق الأول. سي عثمان... بصراحة لماذا لم تتسلم مهامك منذ الموسم الفارط في الشبيبة؟ لأني بكل بساطة لم أقدر الاخلال بارتباطي مع فريق سيدي بوزيد وأخلاقي لا تسمح لي بذلك. أما اليوم وبعد أن خرجت تلقيت بعد ذلك عرض الشبيبة. مهمتك هذه.. هل تسمح لك بالتدخل في شؤون الأكابر؟ لا أبدا... مهمتي هي رسم سياسة فنية واضحة المعالم مع تسهيل مهمة الاطار الفني من تربصات ومباريات ودية وملاحظات وكذلك انتدابات من خلال البحث عن بعض العناصر الواعدة... في كلمة أنا في خدمة الاطار الفني وتسهيل مهمته، ولا أتدخل في الأمور الفنية، سأؤمن الربط والتواصل بين الأكابر والآمال. كيف ترى بقية مشوار الفريق في البطولة؟ فريقنا محترم ومستقر وترتيبنا الحالي يعكس المستوى الذي تحدثت عنه، والمطلوب في باقي المباريات هي الجدّية وإذا نجحنا في الترشح لمرحلة البلاي أوف ستكون فرصة لمنح الشبان المجال للبروز مع الاستعداد الجيد للموسم المقبل نحن الآن على السكة الصحيحة. هل هناك نقائص في الفريق؟ الفريق تقريبا متوازن وهناك نقص على الجهة اليسرى لأنه لا يعقل أن يبقى دحنوس بمفرده رغم ذكاء العقبي بتعزيزها بالبرقوقي. وقريبا سنتحدث عن تعزيز الزاد البشري من خلال تجديد بعض العقود أو البحث عن آخرين ولو أن الانتدابات تبقى هي الحلّ الأخير للجمعية ولا نسبق الأحداث. تتحدث وكأن الهيئة المديرة الحالية ستواصل العمل؟ نحن لا نعمل للهيئة المديرة، بل للجمعية والمدرب يقوم بعمله وسيقدم تقرير ويحدد الحاجيات وبعد ذلك سنتصل باللاعب المناسب. شخصيا أنا ابن الجمعية ولي فيها أكثر من 31 سنة ولا تهمني الأشخاص، الكل يمر والجمعية تبقى. كيف تقيّم تجربتك في سيدي بوزيد؟ لقد وجدت الفريق قاب قوسين أو أدنى من النزول الى القسم الرابع ولا يملك طموح الصعود وانطلقنا في بناء فريق عتيد الى أن أثمر الصعود الى الرابطة الثانية وهي بطولة قوية. لكن المشكل في سيدي بوزيد وأمام النسق الكبير توقع محبوه أن الفريق قادر على الصعود الى الرابطة الأولى في وقت هو هدفه يجب أن يكون اللعب من أجل تحقيق البقاء. والحقيقة كل المباريات والنتائج كانت عادية، المهم علاقتي بقيت ممتازة مع كل الأطراف وهي تجربة طيبة وعلى سيدي بوزيد من مسؤولين وأحباء ولاعبين العمل من أجل البقاء في الرابطة الثانية 4 أو 5 سنوات لاكتساب الخبرة الكافية، لأن الرابطة الأولى مازالت بعيدة عن كل المستويات خاصة من ناحية الخبرة مع العلم أن الفريق يزخر بالطاقات الشابة. المنتخب الوطني خرج من الدور الأول!! مردود المنتخب كان ضعيفا، وحتى لو تأهلنا، فلن نذهب بعيدا، ولا بدّ من مراجعة جذرية للكرة في تونس والتقييم يجب أن يكون نزيها وبعيد عن ردّ الفعل لأن تصفيات كأس العالم على الأبواب، وكما قلت منذ البداية يجب مراجعة عمل الشبان نحو الابداع والخلق. وهنا أفتح الباب للحديث عن الاطار الفني للشبيبة الذي أتمنى أن يبقى في الفريق لعدّة مواسم لأن التواصل والاستمرارية محبذة والدليل مع العقبي وسالم القضامي. كلمة ختام؟ هي كلمة أريد أن أوجهها إلى أولياء الشبان حتى يقلصوا الضغط على أبنائهم الذين يعيشون تحت ضغط كبير، واللاعب الشاب إذا كثر عليه الضغط لا يتطور خاصة إذا كان الضغط عائلي. ولاعب الكرة الذي له امكانيات لا بدّ أن يأخذ مكانه وسنحاول قدر المستطاع مع الاطار الفني للشبان اعطاء كل ذي حق حقه بمبدأ المساواة للجميع لأنهم كلهم أبناؤنا.