هي طفلة صغيرة لا تفقه من معاني الحياة شيئا تطالعك بابتسامتها الطفولية العذبة ،وبعينين حالمتين تنطقان براءة. لاتعلم انها رغم صغر سنها -سنتين وثلاثة أشهر- تعيش قصة قد تطاردها مدى حياتها ان لم تجد عليها الايام بحل يقيها نظرة الغير او عندما تمر السنوات وتفقه الحقيقة المرة التي حجبت عنها في صغرها ويظل هاجس من والدها ولماذا اهملها ؟ولماذا تدفع وحدها ثمن نزوة امها وابيها ؟ولماذا لاتعرف هويته ؟اكبر سؤال سيظل يقلق حياتها باكملها ... قصة الطفلة روان الطفلة التي تحمل نصف هوية والتي لا تعلم شيئا عن نفسها الا اسم والدتها ولقبها فقط ترويها لنا العائلة التي تعيش لديها والتي تحبها كثيرا وتعتبرها فعلا ابنتها. صدفة وضعتها بين احضان أم كفيلة حسب ذكر محدثتنا فان «روان» قدمت لهذه العائلة القاطنة بديبوزفيل على سبيل الصدفة ذلك انه في احدى المرات توجهت شقيقة محدثتنا مع بعض اصدقائها الى أحد المقاهي بالعاصمة فشاهدت امراة صغيرة تبكي كانت طوال الجلسة وهي مع اصدقائها ترمقها من بعيد ثم قررت التقدم نحوها واستفسارها عن سبب علتها فاعلمتها انها انجبت طفلة منذ يومين وان والدها البيولوجي لا يعلم بالامر واضطرت خوفا من الفضيحة ان تتركها لدى امرأة لكنها متخوفة على مصيرها لان العائلة معروفة بسوء سلوكها. فحاولت شقيقة محدثتنا طمأنتها ووعدتها بايجاد حل معها للامر وعند العودة الى المنزل اعلمت محدثتنا بقصة المرأة التي قابلتها صدفة. في البداية ابدت محدثتنا عدم اهتمام بالامر لكن سرعان ما طلبت من شقيقتها ان تتصل بوالدة الطفلة لرغبتها الشديدة في رؤية الرضيعة ,لم تظن محدثتنا ان المراة ستأتي سريعا لان الطقس كان ممطرا جدا في ذلك اليوم لكنها قدمت الى المنزل وكانت تحمل الرضيعة بين يديها. كانت الرضيعة ملفوفة في غطاء صوفي لكن ملابسها كانت رثة. رق قلب محدثتنا لحالها واحتضنتها بين يديها وقررت ان تعتني بها رأفة بحالها خاصة ان والدة الرضيعة اعلمتها ان الامر ظرفي ولن يتعدى شهرين وانها ستعود لاخذها بعد تسوية جميع امورها العالقة. كانت الرضيعة محبوبة جدا من طرف افراد كل العائلة الجميع يحاول ترضيتها بشتى الطرق رغم محدودية دخلها التي تعيش بدورها في ضيق لكنها لم تبخل على الرضيعة بلمسة حنان. بقيت هذه الاخيرة لدى محدثتنا واسرتها وكانت والدتها في البداية تتصل بها من حين الى اخر ثم قدمت مرة لزيارتها ثم انقطع الاتصال نهائيا معها دون ان يعلم اي كان وجهتها سوى بعض المعلومات المتعلقة باسمها بالكامل المضمن بمضمون ولادة روان وكذلك مقر سكناها ببن عروس ان لم تغيره. ظلت العائلة تعتني بروان منذ ان كان عمرها ثلاثة ايام الى ان تجاوزت اليوم سنتين. وتعتبر الرضيعة محدثتنا والدتها امها وتناديهما بهذه الصفة الامر الذي يحز في نفسيهما كثيرا فهما متخوفتان على مصيرها عندما تكبر وتفقه معاني الحياة اذ قد تترك واقعة تخلي والدتها عنها منذ كان عمرها ثلاث سنوات شرخا كبيرا في نفسها قد يؤثر على نفسيتها ويتسبب لها في مضاعفات كبيرة لذا فان عائلة محدثتنا ترغب في ابقاء الطفلة لديها لحبها الشديد لها ولكن مع احترام الاجراءات القانونية اي ان تتم كفالتها قانونا وان يتم التوصل الى مكان تواجد والدتها حتى يقع ضمان استمرارية التواصل معها وتكون هذه الأخيرة همزة وصل للوصول إلى والدها عله عندما يشاهد روان يرق لحالها وتستيقظ فيه مشاعر الابوة رغم انه سبق أن توجهت إليه شقيقة محدثتنا واعلمته بالأمر لكنه انكر الأمر بتاتا ونفى صلته بوالدة الرضيعة. روان لا تطلب الكثير من والدها فقط لقبا عائليا يحميها من العار الذي سيلاحقها ان بقيت وضعيتها المدنية على ماهي عليه الآن لان العائلة التي تعيش لديها مستعدة للتكفل بها ولا تريد مفارقتها.... روان لا تتمتع بدفتر علاج وظروف العائلة التي تكفلها صعبة فكفيلتها معينة منزلية بالكاد تستطيع أن توفر لها لقمة العيش ولكنها على عجزها لا تدخر جهدا لتدبّر مصاريف علاجها ومطلبها الوحيد هو التفاتة من السلط المعنية لمساعدتها على توفير الرعاية الصحية اللازمة للطفلة مع مساعدة مالية تقيها الخصاصة لتوفر حياة كريمة لقرة عينها التي لم تلدها لكنها «ربات عليها الكبدة».