في مثل هذا الطقس الحار،ورغم ان شهر رمضان على الأبواب ،فإن مئات العائلات في تونس لا تزال وللأسف محرومة من الماء الصالح للشرب، هم يشربون من الوادي وليس لديهم مياه يغتسلون بها أو مياه تخمد لهيب الحرارة التي تلفح أجسادهم، ، وتحت شعار«عطاشا بالحيا...حقنا شربة ماء» نظمت أمس جمعية «أفريكان الإنسانية» قافلة تضامنية لمدّ هذه العائلات بجرعة ماء. وفي هذا الإطار قالت «سناء الشارني»المنسقة العامة لجمعية «أفريكان الإنسانية» ان الجمعية تمكنت أمس من جمع 30 ألف قارورة ماء معدني وإيصالها الى أهالي «الجمايلية» من ولاية القيروان ومنطقة «الضربانية» بزغوان. وأكدت سناء ان هذه المياه وزعت على العائلات بمعدل 19 و20 لترا لكل عائلة،مضيفة ان الزيارة شملت في البداية منطقة «الضربانية» من معتمدية «الناظور» بولاية زغوان والتي تضم حوالي 200 عائلة ،وأشارت الى ان هذه المنطقة تفتقر الى مياه صالحة للشرب حيث إنطلقت الأشغال لإيصال الماء الصالح للشرب للأهالي ولكنها توقفت لعدة أسباب، فالبعض يقول ان السبب يعود الى رفض بعض العائلات التفويت في أراضيها لمواصلة الأشغال،في حين حمّل البعض الآخر«المقاول» مسؤولية تأخر الأشغال وتوقفها. وأضافت ان الأهالي يشربون من مياه الوادي وأنها مياه متسخة وتشرب منها الحيوانات ويتم غسل الملابس فيها.وقالت أن الزيارة الثانية كانت الى منطقة «الجمايلية» وهي تقع بين العلا وحفوز،مشيرة الى أن هذه المنطقة تضم عديد العائلات لكن العائلات المعوزة والتي ليس لديها إمكانيات مادية حتى لشراء الماء الذي توزعه شاحنات ويباع في أوعية بلاستيكية كبرى ،تقدر بنحو 60 عائلة،وقالت ان هؤلاء يضطرون الى قطع 15 كلم لجلب الماء وان المنطقة وعرة ولا تخلو من هضاب . وأكدت ان هذه العائلات كانت تتمتع في السابق بالماء الصالح للشرب ولكن بعد الثورة تم تخريب شبكة المياه مما نجم عنه إنقطاع الماء عن المنطقة . واعتبرت «سناء» ان غياب الماء الصالح للشرب ولجوء الأهالي الى شرب مياه غير نظيفة تسبّب في انتشار عديد الأمراض ومنها أمراض الكلى وأن البعض يخضع الى عملية تصفية الكلى وهناك من اصبح يعيش بكلية واحدة، الى جانب انتشار مرض «بوصفير» من «صنف أ» . وقالت «سناء» ان الأهالي ابتهجوا بهذه اللفتة الإنسانية التي أدخلت الفرحة في قلوبهم، مشيرة الى أنه تم الاستعانة برجال الجيش والحرس الوطني لتسهيل توزيع المياه على العائلات نظرا لصعوبة بعض المناطق ،منوهة بالمساعدات الكبيرة التي قدّمها التونسيون في هذا المجال بعد أن تبرعوا بقوارير من الماء ،إلى جانب تبرع شركتين في هذا المجال بكميات لا بأس بها وهما «فرات» و«أوفيا» . مضيفة «نحن على أبواب شهر رمضان ونأمل أن يشرب السكان في هذا الشهر الفضيل مياه نظيفة فالصوم شاق وإذا غاب الماء قد تتعقد الأمور». واشارت الى ان هذا الحل ظرفي، وإلى أنه لابدّ من تدخل السلطة لحل مشكلة أهالي «الضربانية» و«الجمايليّة» وتزويدهم بالماء الصالح للشرب.