أكد معز الجودي الخبير الاقتصادي اليوم في تصريح ل "التونسية" أن الوضعية الاقتصادية التي تعيشها تونس اليوم صعبة للغاية ووصفها بالكارثية مؤكدا استنكار جميع الأطراف من اقتصاديين و خبراء للوضع الحالي للاقتصاد لما يشهده من تأزم بما في ذلك البنك المركزي والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد العام التونسي للتجارة والصناعة والمستثمرين والممولين والجمعيات المختصة والفاعلة في المجتمع المدني وأضاف الجودي أن الوضعية الكارثية التي وصل إليها الاقتصاد التونسي اليوم تعود الى التفاقم في ميزان العجز التجاري، مؤكدا أن أسبابه تعود الى عدم وجود سياسات وأهداف واليات واضحة من الحكومة الحالية بالإضافة الى عدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، مؤكدا أن الحكومة الحالية تفتقد الى كفاءات تكون لها رؤى اقتصادية فعالة قد تمكنها من الخروج من هذه الأزمة. وشدد الجودي على أن تونس تعيش اليوم، أزمة سياسية خانقة في ظل هذه التجاذبات والاختلافات السياسية، بالإضافة الى الحرب ضد الإرهاب في الشعانبي، مؤكدا أن جميع المؤشرات سلبية وتنذر بالخطر وهو ما لم يساعد على وجود حلول ناجعة ، معتبرا أنه لم يتم اتخاذ مصلحة الوطن فوق أي اعتبار من قبل جل السياسيين. وأفاد الجودي ل "التونسية" أن قيمة الدينار التونسي عرفت انزلاقا بنسبة 10 بالمائة بين جويلية 2012 وجويلية 2013 بالإضافة الى التضخم المالي الذي وصل الى 6.5 بالمائة 2013 والعجز التجاري الذي وصل الى 5.5 مليار دينار أواخر جويلية 2013، مؤكدا عدم تحديد رؤى واضحة وفعالة للخروج بالبلاد من هذه الأزمة الاقتصادية الكارثية، وفق وصفه. وأكد الجودي أن الوضع الحالي ما يشهده من نزاع بين القوى السياسية لم يساعد على ايجاد حلول، مثمنا دور الاتحاد العام التونسي للشغل لما له من دور فعال من خلال ما يبذله من جهد للحوار وتقريب لوجهات النظر بين جميع الفرقاء السياسيين، على الرغم من الاختلافات التي عرفها الاتحاد مع كل الحكومات المتعاقبة لعدم توفر الشروط الأساسية للتفاهم والنقاش. وحمل الجودي المسؤولية الكاملة للحكومة الحالية باعتبارها الحاملة لسلطة القرار ومالكة لكل الإمكانيات في جميع المجالات والمسيرة لدواليب الدولة والماسكة لميزانية البلاد. واعتبر الجودي أن الحرب التي تشهدها تونس اليوم ضد الإرهاب باهظة ومكلفة الثمن نظرا لما يتطلبه الجيش والحرس والشرطة من ضروريات لمواصلة عمليات التمشيط للقضاء على الإرهابيين بما في ذلك جميع التجهيزات الأمنية والعسكرية، مشيرا الى ما تقتضيه العمليات العسكرية من كلفة من شأنها زيادة تعميق الأزمة الاقتصادية. متسائلا من سيتحمل عواقب التكلفة هل أن التنمية هي التي ستدفع هذه التكاليف أم التشغيل...؟ وأشار الجودي إلى أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كشف اليوم من خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الحركة، عن تشدد مواقفهم واستمرار تمسكهم بالسلطة وعدم السعي الى التقارب في المواقف مع المعارضة، مؤكدا أن برنامج الإنقاذ لن ينعقد في ظل التشدد بالمواقف والإصرار على عدم التفاهم والانسجام في الآراء.