يشهد عالَم المسلمين اليوم حركة إحيائية قوية أكثر أسمائها تداولا وأشدها عمومية هو « الصحوة». تنطلق هذه الحركة بمختلف مظاهرها من اعتبار أن للتراث الإسلامي قدرة على مواجهة واقع الهيمنة الحضارية الحديثة التي يمارسها المركز (الغرب) على كل الأطراف (...)
عند دراسة التوجه الإصلاحي الذي ميّز فكر النخب العربية نهاية القرن التاسع عشر وبدايات العشرين يتبين لنا أنه أول حركة فكرية حديثة وعت بالتخلف في العالم الإسلامي وأنها في ذلك عملت على القطع مع العصر الوسيط في موقفه من الآخر و في إعادة إنتاجه المعرفي. (...)
حرص عدد من المشاركين في الملتقى العالمي الخامس لخرّيجي الأزهر المنعقد في القاهرة شهر مايو الماضي، عند بحث موضوع «وسطية الإسلام وأهميتها في مواجهة الغلو والتطرّف»، على تحذير «العالم الإسلامي السُّني من التمدد الشيعي». ذهب بعض المشاركين البارزين في (...)
«دروب»
حين سُئل «بنيامين نتنياهو» عمَّن يعتبره مثلاً أعلى لم يتردد في القول إنّ أباه «بنزيون نتنياهو»، البالغ من العمر الآن 100 سنة، هو قدوته السياسية. إذا أردنا أن نتعرف على هذا «الأب القدوة» ينبغي أن نستحضر جوابه عن سؤال وجّهته إليه صحيفة (...)
الإصلاح ذلك المغمور
مراجعات 3
تطرح زيارة الأستاذ الإمام محمد عبده إلى تونس سنة 1903 بعد زيارة أولى جاءت إثر قيام نظام الحماية الفرنسية أكثر من سؤال حريّ بالاهتمام. أول هذه الأسئلة يبحث في علاقة أحد أبرز رواد الإصلاح بعموم بلاد المغرب و نخبها (...)
«الغابة والشجرة»
رأى البعض في زيارة أنور السادات، الرئيس المصري السابق، إلى القدس المحتلة سنة 1977 ثم توقيعه بعد ذلك اتفاقية السلام في «كامب ديفيد» برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر علامة مميزة على «جرأة» الرجل و«واقعيته» في التعامل مع قضايا مصر (...)
«القفا»
ينفد الصبر وتكلّ الموضوعية دون أن يعثر الباحث على مفهوم واضح محدد لسياسة الكيان الصهيوني الخارجية, لكون السعي إلى الوقوف على كتابة «معقولة» في هذا الموضوع آيل للفشل الذريع. على ما يبدو، لا أحد من القيادات السياسية المعروفة في الكيان (...)
«الوجه»
كشفت سفن «قافلة الحرية» للعيان جانبا من دروب المستقبل التي تتضافر على حفرها وتوسيعها جهود الفاعلين المختلفين في منطقة البحر المتوسط وما حولها. من جوانب هذه الدروب يتبدّى لنا مشهدان متناظران ومعبرّان بقوّة عما استطاعت حركة تلك السفن أن (...)
يتعذر على المهتم بالشأن الوطني والعربي أن يظل في هذه الأيام منغمسا في اهتماماته المعتادة لا يرى داعيا لمغادرتها إلى القضية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. غير أن المطلوب عند تناول حدث بهذه الدرجة من الأهمية هو ضرورة السعي لمواكبة مستوى التميز الذي حظي (...)
يتبيّن من السعي إلى الإجابة عن السؤال المتعلق بتنوع المعالجة الفكرية للمفسّرين المعاصرين للقرآن الكريم أن جانبا منهم عبّر عن الحاجة إلى تجديد مناهج التفسير. من هنا أمكن تحديد أولّ أوجه الأزمة في المنظومة التفسيرية السائدة: إنه الوجه المتعلق بطبيعة (...)
- كيف كانت علاقة المفسّرين المعاصرين بالقرآن الكريم وإلى أيّ حدّ تنوّعت تساؤلاتهم الفكريّة وهم يعالجون النص المؤسس للحضارة الإسلامية؟
للإجابة عن هذا السؤال تواجهنا أكثر من مقاربة:
لا يتردّد باحث أزهريّ معاصر، هو الشيخ محمد حسين الذهبي (ت1398/1977) (...)
لم تمرّ على جريمة اغتيال الشهيد المبحوح أكثر من أشهر قليلة حتى كررت السلطة الصهيونية جريمة أخرى على مرأى ومسمع من الجميع دون تردد أو حرص على تحصين لشرعيتها الدولية المتهالكة. جريمة أخرى في سلسلة طويلة من الجرائم التي تعبّر عن سخرية جيش الاحتلال (...)
بعد منع سويسرا بناء المآذن وبعد تصويت البرلمان البلجيكي على قانون حظر النقاب، اندلعت في فرنسا ضجة إعلامية أذكى موضوعُ النقاب فيها سجالا دستوريا وسياسيا واقعا على خط التماس بين الحرية الشخصية وبين الوضعية القانونية للمسلمين الفرنسيين. أول ما يلفت (...)
«الذات والدولة»
ترجع عناية العلماء المغاربة بمسألة الاجتهاد في العصر الحديث إلى خصوصيات تاريخية ميزت الخطاب المغاربي الأندلسي قديماً بتوجه لعل أفضل من عبّر عنه هو الشاطبي حين قال في الموافقات: «المقاصد أرواح الأعمال».
ما يضاف إلى هذه الخاصية (...)
تتواتر شهادات الناشرين مؤكدة أن تراجع الاهتمام بالكتاب في البلاد العربية بلغ حدا يهدد صناعته بالكساد والخسران. لذلك فلم يعد غريبا أن تسمع من بعض الذين تتقدم إليهم بمخطوط لكتاب تريد طباعته أن يطالبك بتسبقة مالية تسددها له حتى يغامر بنشره. هذا مع (...)
الاستئناف الخلدوني
ليس من المبالغة اعتبار أنّ من أبرز العوامل الفكرية لاستئناف القول بفقه المقاصد في العصر الحديث يرجع أوّلاً إلى عبدالرحمن بن خلدون (ت 808ه/ 1406م)، فإليه يعود الفضل في إعادة الاعتبار إلى وجود أسباب للتمدن وقوانين له تلتئم لتكوين (...)
أشعر بحرج حين أرفض الدعوة إلى الكتابة أو أمتنع عن المشاركة في تأليف دون أن يكون لي أكثر من مسوغ للرفض. ذلك أني أدركت منذ مراحل التعلم المبكرة أن الكتابة في جوهرها اكتشاف للذات وللجانب الخفي منها خصوصا. حين يكتب المرء على وجه الحقيقة فهو يقوم بسبر (...)
لا تعجبْ إن عثرتَ أثناء تقليبك للمطويات السياحية الرسمية أو البطاقات البريدية على تعريف للمغرب الأقصى بأنه "بلد المفارقات"، للوهلة الأولى تبدو العبارة غريبة بل ممجوجة، إذ كيف يمكن أن يسمح الإنسان لنفسه أن يسم وطنه بأنه تجمّع للتباينات والمظاهر (...)
قال رفيق الرحلة معللاً حرصه على القيام بهذه الزيارة إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة المشاركة في مهرجان الجنادرية: «إنها فرصتي الوحيدة لزيارة المملكة، ذلك أن منح تأشيرة الدخول لغير الوافدين للعمل أو لغير قاصدي الأماكن المقدسة أمر متعذّر». (...)
تتقاطع الفلسفة مع الرحلة في كونهما تدفعان بالإنسان إلى الدهشة، الدهشة أمام المألوف الذي يغدو أمام الفيلسوف، كما هو شأن المترحل.. موضوع حيرة وتساؤل. لذلك فقد نسب إلى أرسطو قوله: "إن الدهشة هي التي دفعت إلى التفلسف"، يدعمه في ذلك رأي شوبنهاور (...)
حين لم يعد الزمن الماضي هو عين الهوية, وحين غدت هذه الأخيرة تقوى بالعمل في الحاضر ضمن رؤية مستقبلية للعالَم أمكن للخطاب القرآني أن يبدع وعيا عربيا جديدا منفتحا على التجارب الإنسانية. عندئذ انبثق الحاضر والمستقبل زمنين جديدين أنهيا الصلة مع الذات (...)
تعدّ قضية «التراث» إحدى خمس قضايا كبرى طُرحت على النخب المثقفة والحاكمة في العصر الحديث، فلم يكن هناك بدّ من تناولها مع القضايا الأخرى: الدولة، الآخر، الوحي، اللغة عند معالجة السؤال الأكبر المتعلق بسبب تقهقر المسلمين، ومن ثَم -وانطلاقاً من إشكالية (...)
يشهد عالم المسلمين اليوم -مثل بقية أنحاء العالم- تغييرات اجتماعية واقتصادية ومعرفية هائلة ليس لها نظير لها فيما سلف من مجمل التاريخ الإنساني إلا أنه يعيشها من واقع التبعية للمركز المتقدم حضاريا. نتيجةً لهذا فإن نزعة مقاومة لواقع الهيمنة دفعت بقوى (...)
لماذا يشعر العربي إزاء التحولات الدولية أنه معدوم التأثير وأن قدراته المختلفة، وهي وفيرة، لا تستطيع أن تتجاوز الحدود المحلية وأنه إذا تخطى بها ذلك المدى سقطت في التشظي وفقدان الفاعلية؟ ما يضاعف من مرارة الإحساس بالضآلة أن زحمة الأحداث داخل العالم (...)
لقصائد تميم البرغوثي رونق أخَّاذ يحيلك إلى عبقرية المتنبي التي عبرت عنها روائعه المُثبِتةُ أن اللغة كائن حيّ فعال ينقاد بعسر ليعطي من روحه بقدر انقيادك له وولعك به. إلى هذا فإن البرغوثي كشيخه أبي الطيب عاش في عصر فاجع جعل "الفتى العربي غريب الوجه (...)