سمعنا جعجعة وكنّا الطَحنَ أو الطّحين الخالص... خاطئ ذلك المثل القائل: "أسمع جعجعة ولا أرى طحينا"... رحاكم يا سادتي طحنت الجميع، هرّستْ كلّ رأس سليمة ومعدومة في هذه الأرض، وما عادت فيها رأس تصلحُ لشيء أيّا كان... طحنتمونا فصرنا دقيقا يُضاف إلى ماء، (...)
المقترح في هذه الورقة هو "طرح" لمسألة أرقتني طويلا وهي "مشروع غاز الجنوب بتطاوين". طرح مُقدم في شكل فقرات قد تنقصها المنهجية ومع ذلك فهي لا تفتقر إلى الموضوعية لأسلوبها المعتمد على "الانتماء" الفطري لدى كل كائن حي عندما يشعر بالحيف والظلم... فقرات (...)
«الشَّرَنْبيطُ*» عبارة هجينة، وُلدتْ مع الاستعمار الفرنسي، كانت تستعملها أمّي لتهديدنا حين نتقاسم خبز الحنطة في ما بيننا أيّام الجمر، لكنّه لا يسدّ رمقنا ، فتندلع بيننا المعارك ويشتدّ صياحنا...تفزع أمّي لحالنا مهرولة نحونا، تاركة طاجينها على نار (...)
يقول رجال المال والأعمال ومعلّقاتهم الإشهاريّة والتي نراها عادة على واجهات البنوك وداخلها وفي أكثر من مكان: «أعطني بنكًا...أعطيك أفكارًا!» مقولة تعني وبوضوح أنّ الفكر لا يشتغل إلا على المادّة...ينطلق منها لرسم برامجه ومخطّطاته، ويرجع إليها لمواصلة (...)
خيمةٌ على سكة...شعبٌ في قطار الموت...
نصبوا خيامهم فوق السكّة الحديديّة بمعتمديّة منزل بوزيّان، معترضين على مرور قطار قادم من ولاية قفصة، يحمل قوت شعب بأكمله، يحتاج أطفاله إلى ألف حاجة وحاجة...نصبوها وكتبوا على واجهاتها عبارات جاءت مشحونة بطلباتهم (...)
اِندفع صاحب محنة خارج الحانة وهو يردّد كلمات رزينة أثقلت فكّيه، وقطعت نسق الحركة بين ساقيه ويديه:«اِبتعدوا عنّي، لقد شربتُ اليوم حتّى الثمالة». أنا أيضا سأردّد مثله ولكن في منحى آخر:«اِبتعدوا عنّي، علمانيٌّ أنا حتّى الثمالة»...
خرّيج عصر الأنوار، (...)
1- توطئة:
وأنا أضع العنوان لمقالي هذا، احترتُ في الإلمام الجيّد بمفهوم عبارة «الدّابة السّوداء»، فرحتُ أبحث عن تحديده بين المعاجم علّني أظفر بمعنى يشفي غليلي، إذ بي أقع على مقطع جاء في سياقه شرح هذه العبارة...شرحٌ كتبه أحد المدوّنين، اسمه الحبيب (...)
* تمهيد: كانت في ما مضى ومازالت إذاعتنا وتلفزتنا الوطنيّتان وما تبعهما من إذاعات جهويّة في ما بعد، تَفتحُ وتُغلقُ برامجها بالنّشيد الرّسمي للبلاد، ثمّ تقدّمُ ما تيسّر من آيات الذّكر الحكيم، وبذلك تُعلن وتُمضي على تطبيقها اليومي للفصل الأوّل من (...)
المثل القائل: «ليس هناك جنّة دون أفعى» لو جاء: «ليس هناك جنّة دون أفاع» لكان أبلغ، ولسرى على حالنا سريان المطابقة المُثلى لوضعنا ما بعد الرّابع عشر من جانفي 2011 بتونس...
الظّاهر أننا أزحنا كلّ مكبّل لخطواتنا في الحركة، ولأفكارنا في الذّهن، وانقشعت (...)
«أعطني رأس ..» قلتها ومضيت رحمة الله عليك يا محمد بوغنيم، أيها المعلق الرياضي البارع في كرة القدم، حين كنت وكانت الأيام.. أيام كرة بقليلها صنعت كثيرها في بناء الطموح، طموح العقول إلى التميز المنشود إلى حد اللحظة، ومازال معلقا تحت عبارة: «أعطني (...)
التونسي سمح بطبعه، كيّس ومتخلّق... مداعبة خفيفة بكلمة رشيقة، أو حركة ظريفة فيبتسم لك حتى وهو تحت أحلك الظروف لإيمانه أن كل شيء يمضي ودوام الحال من المحال...
الصبر والسماحة والتسامح من شيمه، وليس مزيّة منّا إذا ما عددنا فضائل أخلاقه فهو معروف بها (...)
التونسي سمح بطبعه، كيّس ومتخلّق... مداعبة خفيفة بكلمة رشيقة، أو حركة ظريفة فيبتسم لك حتى وهو تحت أحلك الظروف لإيمانه أن كل شيء يمضي ودوام الحال من المحال...
الصبر والسماحة والتسامح من شيمه، وليس مزيّة منّا إذا ما عددنا فضائل أخلاقه فهو معروف بها (...)
من زمان....أبو العلاء المعري رسم ساستنا العرب في بيت من الشعر مأثور:«يسوسون الأمور بغير عقل... فينفذ أمرهم ويقال ساسة».
نجيبه بالقول:« ان في بني عمك رماحا، ها هنا في تونس، نسوس الأمور بكل عقل... ما ينفذ أمرنا... ويقال فعلا ساسة...» نعم، ما نفذ (...)
أنا لا أعلم عنك شيئا سوى أنك وزير الداخلية الجديد بالحكومة الانتقالية... وتكنى ب«الراجحي»... ما ميزك في لقائك التلفزي الأول بالجمهور التونسي، ليلة الاربعاء 01/02/2011، على قناة «حنبعل»، روحك التونسية المرحة وعمقك المعرفي بمجال القانون مع سرعة (...)
«أحبك يا شعب...» كم مرة رددها الشهيد النقابي المناضل «فرحات حشاد» في حشود وجموع أحبته، أهله وناسه، عبر أرجاء وطنه الأخضر؟ هذه العبارة هي تحفة من تحف القاموس اللغوي للشعب التونسي خاصة، يتميز بها كما لا يتميز بها أحد، مغروسة بقلبه من قبل سقوط (...)