رغم ادّعائي أنّي مُلمّ إلى حدّ ما بعمل المحرّر الأدبي، ينتابني الشّك أحيانا في أصالة العمل الأدبي، الّذي قد يقول النّاشر عنه، إنّه قد خضع ولوقت طويل عادة، إلى مراجعة كبار المحرّرين حتى استوى بهذه الجودة. لا شكّ أنّ جودة العمل تصبّ في مصلحة دار (...)
اذ نلاحظ أنّ هذا القول تضمّن أكثر من تعليق على ظاهرة ليتجاوز ذلك الى موقف صريح في مسألة ثقافية شائكة وخلافيّة مثل مسألة اللّغة. وقد يرتقي الموقف الى تأمّل فلسفي فردي يعكس عمق النظرة لدى القائل، أو بالتالي لدى السّارد وهو يقطع طريقه في رحلة الحياة: (...)
وتتوالى إطلالات هذه الأنا متراوحة بين الطّول والقصر. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الحضور كان يتعاظم بتقدّم الخطّ السّردي. فبعد أن كان خافتا في الفصول الأولى فإنّه قد أصبح بارزا بروزا حقيقيّا في الفصول التالية حتى أنّ الفصل الأخير الّذي لا يتجاوز (...)
كما شهدت حياة الرّاوي الخاصّة تحوّلات في مستوى علاقته بمن كان يحيط به من الجيران والجدّ والخال والأب والأمّ. وكان ذلك أمرا طبيعيا بعد أن تحول شيئا فشيئا إلى رجل صقلت شخصيّته ثقافة جامعيّة
وأوقرَ مكانتَه في أعين النّاس عملٌ محترم في (...)
غير أنّ هذه الشّهادة موسومة بوسم التقرير الّذي، يستدعي فيما يستدعي الصّيغة الخِطابيّة الجافّة والاخباريّة التي تقدّم مجموعة من المعلومات والبيانات الموضوعيّة لجهة ما، بما يتعارض في الظّاهر على الأقل مع انشائيّة الرّواية أو السّيرة الرّوائيّة. (...)
اختلفت تجارب المثقّفين والكتّاب العرب فتنوّعت مؤلّفاتهم وسيرهم الذّاتية. فمنهم من كتب سيرته في جزء واحد، ومنهم من جمعها في جزأين ومنهم من جعلها في ثلاثة أجزاء بحسب غنى التّجربة
التي خاضها كلّ واحد من هؤلاء كاتبا روائيا مثل سهيل إدريس في (...)
علينا الاعتراف أنّ الجمعيّة كانت تعاني خلال ذلك من أزمة حادّة بين أعضائها وكانت مهدّدة بسبب ذلك بالتوقف المؤقت أو النهائي. وكان ثمّة من دعا رئيسَها الدكتور محمّد الباردي إلى تجميدها أو التخلّي عنها.
غير أنّه وفي ظلّ الإصرار على استمرار (...)