يحسب المرء التجسّسَ، كنشاط منظَّم تابع لأجهزة سياسية وأمنيّة، ظاهرةً حديثةً رافقت أوضاع العالم الراهن، سيما بعدما شهده التاريخ المعاصر من تدافع حادّ بين الكتلة الاشتراكية والكتلة الرأسمالية، وما خلّف ذلك من تنافس محموم على الفوز بمعلومات حسّاسة عن (...)
على مدى العقود الأربعة الأخيرة طغى على دراسات الإسلام
في الغرب طابع اجتماعيّ سياسيّ، كانت بُغية الطلب فيه تفسير التحولات التي تشهدها المجتمعات العربية والإسلامية واستشراف مصائرها. وقد صاغت دراسات الإسلام تفسيراتها للظاهرة الإسلامية وتطوراتها من خلال (...)
ثمة تشابهٌ ملحوظ بين مقولات لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية وطروحات ما عُرف باليسار الإسلاميفي بعض البلدان العربية، كما عبّر عنها ثلّةمن رموز هذا التيار، وإن متحَ كلّ من الطرحيْن من واقع مغاير واستمدّ كل منهما مقولاته في التغيير الاجتماعي من ميراث (...)
حاوره الصحفي شوقي بن حسين
المترجم عزالدين عناية
■كيف بدأت حكايتك مع الترجمة؟
راعني النقص الفادح في مراجع الأديانلمّاكنت طالبا في "جامعة الزيتونة"، فانهمكت حينها في ترجمة كتاب "علم الأديان" للفرنسي ميشال مسلان وأهديته قصدا إلى الزيتونة والقرويين (...)
"سِفْر الخروج" ليهود البلاد العربية هو سفر مدوَّن بشكل منقوص، وهو وإن حظي في الأبحاث التاريخية والأنثروبولوجية في الغرب بمتابعة، فهو لا يزال حقلا مهجورا في الدراسات العربية. لكن النقص في هذا المبحث لا يقتصر على هذا الجانب، بل يتعدّاه إلى تخبّط (...)
صحيح أن حاضرة الفاتيكان دولة دينية، ولكنها دولة نشيطة على مستوى سياسي أيضا، وإن بدا هذا الدور مغمورا أحيانا، بدعوى الحرص على الفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي. ولعلّ ذلك ما حدا بستالين سابقا ليقعَ في تقديرات خاطئة حين تساءل هازئا عن عدد الوحدات (...)
لم أنتبه سوى في مرحلة تالية، حين التحقت بالجامعة الزيتونية طالبا، أن استعمال "يبَلْبِلْ تْبَلْبيلْ"، أي يتكلم بسرعة فائقة، و"مْبَلبْلْ" أي مضطرب وعلى قلق، في الدارجة التونسية، مأتاهما من مفردة "بابل" ومن تلك الدلالة التوراتية العميقة الثاوية في (...)
لا تزال المقولة الرائجة في أوساط علماء الإناسة من أن الإنسان مهيأ أنثروبولوجيا للاعتقاد الديني تنطبق على الإنسان الغربي، رغم التبدل الهائل الذي ألمّ بالدين والمتديّن على حدّ سواء. وفي ظل تلك التحولات العميقة، جدير التساؤل إلى أين يسير "الكائن (...)
يعدّ مؤلَّف "سراي السلطان
" من بين النصوص الأوروبية القيّمة التي تناولت تفاصيل الدولة العثمانية أوائل القرن السابع عشر. وينتمي النص الذي نحن بصدد عرضه إلى ما يعرف في الآداب الأوروبية بالتقارير السفاريّة "Relazioni Diplomatiche" التي كان يقدمها (...)
في بحث منشور في مجلة "لِيمس
" الإيطالية المعنية بالتحولات السياسية، ضمن عدد أفريل من العام الماضي، أوردَ المؤرخ ألبرتو ميلّوني عشر مسائل عويصة تنتظر البابا فرانسيس: "إصلاح الكوريا رومانا (أي مراجعة الجهاز السلطوي داخل الفاتيكان)، إلغاء الإيور (...)
لا مراء أن القرون الخمسة التي تلت تدشين العمل بمطبعة غوتنبرغ، وإلى حين انعقاد مجمع الفاتيكان الثاني (1962)، لا تضاهي من حيث الكمّ والكيف، ما حصل من إنجازات إعلامية في حاضرة الفاتيكان خلال الخمسين سنة الأخيرة، وهو ما بلغ أوجه مع ما نشهده من تطورات (...)
غالبا ما كانت الترجمة المنجَزة في العصور المبكرة للثقافة العربية ترد ضمن سياسة موجَّهة، هادفة في مجملها إلى بلوغ مقصد ذي نفع عام، تلخّص في تلك العهود في ملاحقة احتياجات الدولة الناشئة في مجالات الطب والفلك والفلسفة والمنطق والرياضيات، مع تفادي الكتب (...)
في أعقاب تواري البابا جوزيف راتسينغر، أكان ذلك جراء إقالته القسرية أو بموجب استقالته الطوعية، اتخذت الكنيسة الكاثوليكية منحى مغايرا في التعاطي مع العديد من القضايا. لم تعد الصورة الإعلامية المروَّجة للبابا الجديد صورة ذلك الفيلسوف المتجهّم الذي (...)
يوم أطلّت جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية في الساحة الإيطالية في السابع من فبراير 1968، كانت عبارة عن فصل جديد من فصول الأصولية المسيحية التي تمور بها الساحة الدينية في أوروبا والأمريكتين. في تلك الحقبة كان قد ألمّ بالمحرك الديني الرئيس في روما، شيء (...)
على غرار الأديان التي يستحوذ فيها السدنة على تصريف شؤون المقدّس، تواجه المسيحية في الغرب، في عصرنا الراهن، جملة من الأسئلة العويصة، ذات طابع لاهوتي وأخلاقي واجتماعي، تسائل واقعها وتستشرف مصائرها. فما فتئ العقل اللاهوتي عرضة للعديد من الأزمات، التي (...)
يُعدّ قطاع التدين الشعبي أحد المحاور الأساسية في إدراك كينونة فضاء اجتماعي مّا، وهذا المجال لا يزال يشكو إهمالا داخل أوساط الدراسات الاجتماعية والإناسية، في مجمل المجتمعات العربية، برغم انتشار الكليات والمعاهد المدرّسة للدين والاجتماعيات، التي لم (...)
لا شك أن تاريخ بلاد العرب منذ حقبة الاستعمار البغيض وحتى عصر الطغاة الذين نشهد اندثارهم الواحد تلو الآخر يتلخص في غياب مفهوم المواطنة
وحضور مفهوم المغالبة وقد ترافق ذلك التاريخ الثقيل مع أفول تدريجي للمسيحية في ديارنا ليس من ناحية تناقص عدد أتباع (...)
لا شك أن تاريخ بلاد العرب منذ حقبة الاستعمار البغيض، وحتى عصر الطغاة، الذين نشهد اندثارهم، الواحد تلو الآخر، يتلخص في غياب مفهوم المواطنة وحضور مفهوم المغالبة. وقد ترافق ذلك التاريخ الثقيل مع أفول تدريجي للمسيحية في ديارنا، ليس من ناحية تناقص عدد (...)
بموجب الفترة المطوَّلة التي قضّيتها في جامعة الزيتونة طالبا وباحثا، على مدى السنوات المتراوحة بين منتصف الثمانينيات ومنتصف التسعينيات من القرن الماضي، سيكون جلّ اهتمامي في هذه المقالة منصبّا على التعرّض إلى تجربة التحصيل العلمي، إضافة إلى استحضار (...)
تكاد تكون الروايات العربية التي انشغلت بموضوع الجدل الاجتماعي المحتدم بين جموع المهاجرين القادمين إلى الغرب والأهليين من أصحاب تلك الديار منعدمةً، لكن الروائي الجزائري الإيطالي عمارة لخوص قطع مع ذلك التفريط. ومن هذا الباب يشكل مشروع الكتابة الروائية (...)
إيطاليا
اتخذت الكنيسة الكاثوليكية استراتيجيات إعلامية اختلفت باختلاف المواسم، وفي الراهن الحالي الذي يقضّ مضجع اللاهوتيين، ما عاد الإعلام الكنسي أساسه القول القائل إن قوة الحقيقة كفيل بعرضها، بل بات الأمر يتطلب مهنية وخبرة ودربة. غدت الكنيسة في (...)
راج بشأن دواعي تنحّي البابا "بنديكتوس السادس عشر" -راتسينغر- أن إنهاك الرجل المفرط على رأس الكنيسة،
جرّاء ثقل المهام الملقاة على عاتقه، دفعه إلى اتخاذ هذا الخيارالحاسم. غيرأن تفسيرات الملمّين بالشأن "الفاتيكاني" تذهب إلى أبعد من ذلك في قراءة هذا (...)
- طالعتنا الصحف الإيطالية عقب اختيارالكردينال الأرجنتيني «خورخي ماريو بورغوليو» على رأس الكنيسة الكاثوليكية بخبرمفاده، أن البابا الجديد يُؤْثرالإقامة في محل سكناه المتواضع في بيت القديسة مارتا،
بدل القصرالرسولي المنيف في حاضرة الفاتيكان، الذي اعتاد (...)
- حين اعتلى جوزيف راتسينغرسدة البابوية في ماي خلال العام 2005، لم يأت الرجل من مكان قصيّ، بل كان قريبا من دواليب السلطة الدنيوية والدينية داخل حاضرة الفاتيكان.
انتقل من رئاسة مجلس مراقبة العقيدة إلى تولي مهام الحبرالأعظم، وقد كان العارفون بالشأن (...)
- ما زالت الرؤية الإيمانية للظّواهر الدينية في التناول العربي، رغم قصورها، مهيمنة ومانعة لغيرها، مما حدّ من سعة النظر وقلّل من توظيف الأدوات المعرفية المستجدة، الأمرالذي يملي التنبّه للمقاربات العلمية الحديثة،
المنضوية تحت علم الأديان: الإناسية (...)