(1)
كأنه الآن راكع على ركبتيه تماما كأفلوطين Plotin الفيلسوف الأسيوطي يتأمل العالم من خلال زهرة في حديقته السّرية في تعاليم البهجة والجمال في «التاسوعات»... كمال الزّغباني الباحث عن السعادة في ما بعد الميكانيكا، ويبدو أنه قد وجدها ناظرا إليها في أفق (...)
(1)
للألوان أسماؤها الأصيلة والهجينة. فالأحمر أصيل في لفظه ودلالته، لا تعتوره هجانة إلا إذا تحوّل إلى وردي. والوردي لون لا يمتلك أصالة تسميته إلا بما يحيله على الورد. والوردُ مخاتلٌ فهوأحمر قان في أصله مُتلوّن في أنواعه حتى لنعثر اليوم بتلاعب (...)
(1)
الجهد النقدي المسرحي عند أحمد حاذق العرف لم يستند إلى شرعية أكاديمية أو مدرسانية ولا إلى جهة رمزية داعمة, كما لم يستند إلى انتماء تفرضه المؤسسة السياسية أو الإعلامية أو المسرحية نفسها. حافظ الناقد على استقلاليته الفكرية وتمسّك بقناعاته التي لا (...)
(1)
كما المفهوم الأدونيسي " الثابت و المتحوّل " في قراءة الأدب العربي و نقده, يمكن اعتبار " العوائق والتجاوز " الذي يقترحه الناقد المسرحي أحمد حاذق العرف مفهوما جديدا و مُتجدّدا في قراءة المسرح الحديث التونسي. وهو "مفهوم" على كثافته النظرية قد أثبت (...)
(1)
برلين، متحف برغامون
ذات مساء، في آخر شهر أوغشت في قاعة بوابة عشتار
وقفتُ وراءها،كانت تبكي، لا بل كانت تجهشُ بالبكاء و هي تردّدُ عبارة "عشتار سقيبت تبيشا "، جملة رددها الرّواق الفارغ كنشيج .
كنا آخر الزّوار في المتحف، كانت طويلة ونحيفة، واقفة (...)
الأمازونيات اللواتي كما تذكر الملاحم الإغريقية قطعن أثداءهن من جهة اليسار لكي يَسْهُل عليهن استعمالُ القوس فظللن إيقونات للنساء المحاربات الحرائر . اليوم تفاجئننا الكردياتُ و هن يُحرّرن المخيال بضفائرهن و يُحرّرن " كوباني" أو عين العرب من " فحولة " (...)
(1)
" رأى الإمام أبو حنيفة طفلاً يلعب بالطين فقال له : إياك والسقوط في الطين ، فقال الغلام الصغير : إياك أنت من السّقوط، لأن سقوط العالِم سقوط للعالًم ." ... ما كان لرائف بدوي و هو يستشهد في إحدى مقالاته " المنّ و السّلوى في إشكالات الفتوى " (...)
(1)
لم تشهد تونس منذ أن دخلها الإسلام , و منذ أن أدرك سكان إفريقية أن الحج هو الركن الخامس في الإسلام , ظاهرة مثل ظاهرة " الحج الأبيض " الذي أراده من إبتكره و نظمه و دعا إليه و وقف على إجرائه تمرينا أو بروفة طقوسية تسبق شعيرة الحج نفسه .أجل "الحج (...)
أتفهّمُ ردة فعل أصدقائي تجاه هذا الحوار في ظروف مفصلية في تاريخ تونس و في ظل أطياف الإرهاب الدموي الذي يخيم على البلد ,و حالة الإحباط و القهر الذي تعيشه العائلة التقدمية و الديمقراطية الموجوعة بفقدان شهيدي الوطن شكري بلعيد و الحاج البراهمي , خاصة و (...)
(1)
أربع أوخمسُ رصاصاتٍ لم تمهلْ من الوقت الدقيق صاحب الشّامة المُتعجّل أن يطبع شامة الخد على النيروزٍ كما في كلّ صباحْ.
أربع أو خمسُ رصاصات كانت كافية بالكاد أن تغزٍل خيط الدّم المسفوح دانتيلا على وجه البتول في قيامة صاحب الشامة المتعجّل ذات (...)
(1)
تسألني قارئة لاذعةُ القلبِ واللسان على لسان «جدعان» على لسان كنفاني غسان :
« - هل جرّبت مرّة أن تجلس في الصحراء فيأتي الغزال بنفسه إليك، يحك رأسه فوق ذراعك ويمُدّ فمه إلى رقبتك، يدور حولك، ينظرُ إليك بعينيه الواسعتين، ثم يمضي..أجربت ذلك..؟». (...)
من المؤسف اليوم والشعب التونسي الذي أذهل العالم بتوقه إلى الكرامة والمساواة والحرية، وهو الشعب الذي تحتاج كل مكوناته وشرائحه إلى مناخ من التوافق والإنسجام والتوحد في مواجهة تحديات هذه المرحلة الانتقالية الهشة على جميع المستويات، أن يشهد من علامات (...)
(1)
كان بإمكان العقل المُدبّر للجماعة الراديكالية الثورية «فصيل الجيش الاحمر الالماني» أولريك ماريا ماينهوف Ulrike Marie Meinhof أن تُكرّر حركة قصّ اللسان بالمقصّ ضدّ أعدائها إيغالا في تثمين القسوة الاحتجاجية من أجل الحرية والعدالة، وإيغالا في (...)
(1)
أجلْ لقد رأيتُه بأُم عينيّ في شارع الحرية في لافيات يقودُ دراجته في الاتجاه المُعاكس وكاد أن يدهسني وأنا أشق الطريق في اتجاه معرض الكتاب الدائم أمام جامع الفتح أحث الخطى أبحث عن كتب حول «علامات السّاعة الصُغرى والكُبرى». خِلتُه لأوّل وهْلةٍ (...)
(1)
سيظلُ مشهدُ الهجُومُ على مقرّ الإتحاد العام التونسي للشغل الذي سجّلتهُ عدساتُ الكاميرا مشهدا أنطولوجيا في تاريخ تونس الحديث, قدْ لا يقْدِرُ سينمائيٌ بارع على إعادة تصويره بتلك الطريقة الفرجوية التي أظهرت ببلاغةٍ فائقةٍ شراسة مُحاربي ما يُسمّى (...)
« لا تصالح
ولومنحوك الذهب
أثرى حين أفقأ عينيك
تم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى ..؟
هي أشياء لا تشترى»
أمل دنقل
(1)
زرقة الكرسي المخملي الذي مُنح لفلسطين كدولة غير عضو بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة هي زرقة الرّغبة في الخروج من زرقة (...)
(1)
أعتقد أن إقامة صلاة عيد الإضحى بذلك الشكل الفرجوي وأمام مايكرفون قناة الجزيرة القطرية في ملعب كرة القدم في حي الملاسين وبإمامة رئيس حزب النهضة يدفعنا إلى التفكير في العلاقة السرية بين التدين وكرة القدم. لكنه من الثابت أن العلاقة وطيدة بين (...)
(1)
لا ينقصنا اليوم في تونس إلا استقبال الحلازين من الإرهابيين من تنظيم القاعدة كلاجئين سياسيين، ومن جواسيس «الموساد» الإسرائيلي عبر الحدود متنقلين من بين الحدود التونسية الجزائرية للتنسيق تجاه الحرب في السورية والتواطؤ مع الجهادين في بلاد المغرب (...)
(1)
أضعت الأسبوع الماضي قبعتي البيضاء، نسيتها في القطار مع جريدة «ضد السلطة» لصاحبها المؤلف توفيق بن بريك . غضبت من أجل ضياع قبعتي الستاتسون Stetson الثمينة من النوع جوفرسون باناما Jefferson Panama المصنوعة من قش نخل التوكيلا. قبعتي الباهظة التي (...)
{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}
صدق الله العظيم
سورة الإسراء, الآية 60
(1)
فاجأني خطاب وزير الثقافة المؤقت السيد المهدي مبروك إزاء الأحداث الأخيرة المتعلقة بتهمة تعدي بعض الفنانين التشكيليين على المقدسات أوما درج بتسميته (...)
(1)
يصمت الإسلاميون في تونس وعلى رأسهم حركة النهضة عن عدم الخوض بشكل واضح وصريح في النقاش السياسي العام حول الحفاظ على مكتسبات الأمة التونسية والتي حققتها الدولة الوطنية ومن ورائها الأجيال الوطنية التي ناضلت من أجل استقلال البلد وبناء الدولة منذ (...)
(1)
أذكر أنني عندما كنت أنتسب لأسرة تحرير جريدة «الصحافة» التابعة لجريدة لابراس في نهاية تسعينات القرن الماضي قرر مدير تحريرها آنذاك السيد محمد البلاجي إجراء حوارات كبرى مع شخصيات وطنية وعربية كان فيما أذكر من بينها محمود عباس رئيس السلطة (...)
(1)
كنت أتمنى أن يكون هذا الأسطرلاب مخصّصا لذكرى وفاة الزّعيم الرّاحل بورقيبة، هذه الذكرى التي عادت بشكل أكثر توهّجا في هذا العام بعد الخيبات المتتالية للثورة وعودة استعمال ذخيرة قنابل «اللاكريموجان» ضد الشّبيبة المطالبة باستحقاق التشغيل كجوهر (...)
(1)
أذكر في جملة ما أذكر من ذاكرتي المتعبة أنني رأيت في يرى الحالم تلك المرأة بعينها , تلك الغجرية النحيفة التي كانت تسكن الشارع الرئيسي شارع الحبيب بورقيبة تطير في الليل حائمة كبومة بالاس تذرع الفضاء الطويل من تمثال الزعيم على جواده إلى برنس إبن (...)
(1)
شكرا للثورة التونسية التي جاءت على حين غرّة... شكرا للثورة التونسية التي إحتار في تسميها الأهل والأصدقاء الأقارب والأعداء حتى باتت بين الياسمين وسدرة المنتهى لا يفصلها إلا تاج من الشوك وطريق معبد لمزيد من العذابات والهذيان... شكرا للثورة (...)