نشرت في النسخة القديمة لأوتار بتاريخ 2012-09-17 18:59:41 اليوم بدء الخريف الذي أعشق - هذه الريح الشقية بدأت العبث بأوراق الصفصافة الهرمة أمام المنزل... تعزف اللحن العتيق الذي أألفه جيدا كم تتشابه ذكريات شيخ المواسم في ذاتي- هاهي اليوم تجتر أزمنة الطفولة و بيتنا القديم - غناء السيدة العجوز ونحن نلتف حولها في دائرة البراءة أهازيج الشجن الدفيء تنساب كخرير جدول عذب- و الريح تموسق لها الترانيم الرطبة- لا شيء يشبه ذلك الحنين أو يسمو إلى مقامه الصرير حكايات الجدات وأنين المتعبين- ناي الريح المتخم بالأناشيد - قروية الحزن ورفيف الأجنحة المرهفة- همس الوجد للقلوب الدائخة مشاغبات المطر أحيانا - تنعجن بذلك الحفيف المنساب بين أوراق الدوح التي تقاوم الفراق- تتشبث بقدرة صفراء ستنهار قريبا سراعا تمر اللحظات الحالمة - اللون يتضاءل -الضوء يتوارى خلف حشود الغيم- الأرض صامتة حزينة - وتلك النسائم الباردة تنسج جبة الخيال لا يزال الوقت مبكرا على أزيز البرد و لكنها الرعشة الخفيفة تأتي حاملة زاد الشتاء - غدا ستحاورني الألوان التي تنام في فيء الغابة غدا تشتكي المقاعد الخشبية في الحديقة العامة من الجحود-هجرها الجميع-وحدي أذهب لأقدم لها قداس الوفاء - أتحاور من الذكريات التي تحتلها تسرقني الساعات دون احتساب - احتسي قهوتي المخبأة في ذاك الجراب الأحمق - واحتسي معها أحلامي المرهقة بطول الانتظار لا فرق بين حلمي الجميل وشيخ المواسم - فكلاهما يتساقطان من سلال الشجن وسحب الزمن فيأتلفان كراقص وراقصة من قبيلة البجع