حاجات تجنن، من بينها القنابل الذكية الجديدة المسماة إي- بوم، التي لا تخطئ أهدافها إلا في حدود ثلاثة أمتار، يعني لا تخافوا على الشعب العراقي لأن الضرب سيكون مركزا على الأهداف العسكرية والرئاسية، والتاريخ القريب يقول لنا إن قنبلة أمريكية ذكية ضربت السفارة الصينية في بلجراد باعتبار أنها مخبأ للرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش، وقبل أشهر قليلة قتلت قنابل أمريكية ذكية جنودا كنديين في أفغانستان كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الأمريكية! ولا شك في أن تلك القنابل ذكية فعلا ولكن ما حيلتها إذا كانت تتلقى الأوامر من طيار أو مقاتل غبي؟. ... أعود إلى ال "إي - بوم" التي ستسقط الطائرات الأمريكية نحو 3000 منها على أهداف عراقية خلال أول 24 ساعة من الغزو القادم، ودور هذه القنابل هو قطع التيار الكهربائي والاتصالات السلكية واللاسلكية والبث الإذاعي والتلفزيوني، والغرض من ذلك هو أن يجلس الرئيس العراقي وجماعته في ظلام دامس وصمت مرهق للأعصاب في انتظار المجهول. وهذه القنابل لم تخضع للاختبارات المعهودة ولكن ماكو مشكلة، فالعراق حقل تجارب عملية لإثبات كفاءة القنابل واكتشاف العيوب فيها، ولن يظهر فيه أي عيب إلا بعد أن تجيب خبر عشرات أو مئات أو آلاف المواطنين العراقيين،... لكن ما فيها شيء، لأنهم معتادون على الموت بالجملة بأيدي حكامهم وخصوم حكامهم، ثم إن كل ذلك قد لا يحدث إذا انعقدت القمة العربية في شرم الشيخ وهي مدينة صغيرة وكلها "طراوة" وطقسها جميل على مدار العام مما يجعل المزاج رائقا لإصدار القرارات "اللي هي": (1) ضرب العراق مرفوض عربيا وبالإجماع،... ولا شأن لنا بما ستقرره أمريكا لأننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى، ونسمح لها بأن تتدخل في شؤوننا لأننا كرماء مع ضيوفنا، (2) تفنيش صدام غير قانوني بعد أن تم تجديد عقد خدمته لسبع سنوات قبل أشهر قليلة، ولكن... إذا قرر الاستقالة طوعا فنحن على استعداد لاستضافته لأننا... (راجع الفقرة 1 أعلاه).. (3) إشمعنى صدام، بينما شارون عنده نفس أسلحة الشمار الدامل أو شيء من هذا القبيل،.. (4) نحن نعرف أن أمريكا تتنصت على مداولاتنا هذه ونقول لها: عيب،.. (5) لن تكون هناك قمة عربية أخرى لبحث أي قضية وسيتم التشاور عربيا بالإيميل، عبر شبكات إنترنت تعمل بالبخار والفحم الحجري بالنظر إلى عدم توفر الكهرباء في معظم العواصم العربية، (6) إذا أصر الأمريكان على استخدام الأسلحة الذكية في حرب ضد العراق فإن ذلك يعطينا الحق في استخدام زكية زكريا للدفاع عن أنفسنا!.