عقد حزب جبهة الإصلاح، صباح اليوم الخميس 24 أكتوبر 2013 بمقره بتونس العاصمة، ندوة صحفية تناول من خلالها موقفه من مستجدات الأحداث السياسية والأمنية الأخيرة. وقد ترحّم رفيق العوني، الناطق الرسمي باسم جبهة الإصلاح على أرواح 6عناصر من قوات الحرس الوطني الذين استشهدوا يوم أمس الأربعاء بمنطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد، معتبرا هذه العملية الغادرة محاولة رخيصة ضمن مخطط الإنقلاب على الثورة . وقد تلا سفيان بن رمضان، عضو المكتب السياسي لجبهة الإصلاح البيان الصحفي الذي أصدره الحزب إثر العملية الإرهابية بمنطقة سيدي علي بن عون معتبرا إيّاها بالجريمة الغادرة بكلّ المقاييس والمخطط الإجرامي للإلتفاف حول أهداف الثورة التي تهدف إلى إغتيال حلم التونسيين وبالتالي إغتيال الوطن. وقد إتهمّ بن رمضان، في هذا السياق، أطرافا سماها "قوى الردّة والحقد" تسعى من خلال هذه العملية وعملية قبلاط قبلها إلى العودة، عبر عمليات الإغتيال، إلى دائرة الفوضى في كلّ مرّة تكون فيها الساحة السياسية مهيأة لعقد التوافقات وإيجاد الحلول للخروج من الأزمة وأنّ إستهداف الأمنيين هي عملية ممنهجة نظرا لأهمية هذا الجهاز ودوره الفاعل في إستقرار البلاد. الموقف من الحوار الوطني في مداخلة لرفيق العوني خلال هذه الندوة، عبّر الأخير عن رفضه صراحة للحوار الوطني ولتمثيليته، وقد علّل العوني هذا الرفض بعملية الإقصاء التي إعتمدتها الأطراف "الزاعمة لرعايته" ومعتبرا إيّاه بالحوار الدافع نحو إتجاه معيّن يعيد إلى الأذهان القمم التي تعقد سابقا والتي تكون جملة التوافقات والبنود فيها متفق عليها آنفا. وبيّن الناطق الرسمي باسم جبهة الإصلاح إلى أنّ المشاورات والإتفاقات أصبحت تعقد بمقرات سفرات الدول الأجنبية بتونس مشيرا إلى وجود تدخل أجنبي في تحديد وإلزام الأطراف السياسية المتحاورة بمساعدة إرتهان داخلي إلى هذه الأطراف، حسب قوله. وقد دعا الحزب الحكومة بعدم الخضوع لمحاولات الإنقلاب على الثورة وبمحاكمة رموز الفساد وبقايا النظام البائد وإخراج الملفات وفتح الأرشيف لا أن تجعلها للمقايضة الإنتخابية. جانب الإعلام بإثارة الحوادث الإرهابية، أشار رشيد الترخاني، رئيس المكتب التنفيذي لجبهة الإصلاح إلى تواتر مشاهد العنف والفوضى له ما يبرره في ظلّ وجود وسائل إعلامية داعية إلى التمرّد والإنقلاب والفوضى هذه الأيام وتعلن صراحة دعمها للإنقلاب، حسب تعبيره ودعا في ذلك بضرورة تكريس إعلام حرّ مسؤول ومحايد بعيدا عن التجاذبات السياسية نزيه غير موجّه أو خاضع للأجندات وإملاءات أجنبية او سياسية.
حضور رابطة حماية الثورة مثلت رابطة حماية الثورة خلال هذه الندوة ضيفا تمّ من خلالها إثارة موضوع الإيقافات الأخيرة التي طالت عددا من أعضاء مكتبها التنفيذي على غرار هشام كنّو وسمير بن يوسف. وقد إتهمّ رضا كنّو، شقيق هشام كنّو نقابة الأمن الداخلي بالدخول في لعبة الحسابات السياسية جعلها في خدمة بعض الأطراف الإنقلابية واصفا عملية إيقاف العضوين بالإختطاف. من جهته، إسترجع بلحسن النقاش، الكاتب العام للرابطة مجريات عملية إيقاف العضوين أمام مقر الرابطة بعد خروجهما من إجتماع المكتب التنفيذي مستنكرا توجيه الإتهام لهما "بإقتحام مقرّ سيادة والغضرار بأملاك الغير" مقدّما في هذا السياق وثيقة حصول الرابطة على المقر المذكور بعد تأميم الدولة لممتلكات حزب التجمع المنحلّ. في هذا السياق، عبّرت جبهة الإصلاح عن مساندتها لرابطة حماية الثورة مطالبة النقابات الأمنية بتقديم مصلحة الوطن والإلتزام بالحياد وعدم الإنسياق وراء الحسابات الضيقة ومعتبرة ما صدر عن بعض أفرادها "سلوكا غير مسؤول".