دعا ممثلو أحزاب الترويكا اليوم الأحد 13 جانفي 2013 شعب تونس إلى تحصين ثورتهم عبرمقاومة قوى الردة المتربصة للاستيلاء عليها، وذلك في المهرجان الخطابي الذي نظّمه المكتب السياسي لحركة النهضة احتفالا بالذكرى الثانية لإسقاط النظام السابق. أكّد عماد الدايمي رئيس المكتب السياسي للمؤتمر أن حصاد عامين للثورة التونسية شهد مسارا متعثرا مؤكدا مضي الحكومة في تحقيق أهدافها وتحصين ثورة شعبها. داعيا الشعب التونسي إلى الحذر من قوى الردة المتربصة بثورتهم وتعطيل إنجاحها. ووصف الدايمي الاعتداءات على دور العبادة والأولياء الصالحين التي حصل آخرها ليلة البارحة بالمؤامرات لتشتيت التونسيين وضرب معنوياتهم والدفع نحو الفتن وتهديد استقرار وأمن البلاد. ورأى الدايمي أنّ أسباب الغضب الشعبي الذي تشهده بعض الجهات مؤخرا هو "نتاج لمخططات قوى الردة التي تفتعل الأزمات فعطلت تقدم الحكومة في تحقيق المطالب التنموية المشروعة في الجهات إلى جانب التركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة والتي تتطلب حيز زمني للتخلص منها نهائيا". ودعا الدايمي إلى اليقظة والتنبه لهذه القوى التي وصفها بال"مندسة" والتي تشكل خطرا على الوحدة الوطنية من خلال استماتتهم لإعادة التموقع من جديد. من جهته، قال محمد بالنور الناطق الرسمي لحزب التكتل من أجل العمل والحريات إن حزبه يؤكد القطع مع منظومة الاستبداد ورفضه لكل من تعاونوا مع هذه المنظومة ما قبل الثورة مقابل التكاتف مع المناضلين لأجل بناء منظومة ديمقراطية صحيحة وإرساء قواعد الحرية. وقال عبد الفتاح مورو الناطق الرسمي لحركة النهضة إن "الحكومة تعمل جاهدة على تحقيق أهداف الثورة التونسية وإنجاح مشروعها الحضاريوتنوير العقول بالانفتاح على العالم والحرص على الانجاز المنفذ المخلص لحل مشاكل ومطالب الشعب"، وفق تقديره. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة دعا مورو الحكومة إلى "مراجعة خطواتها العملية ولتتجاوز العثرات والأخطاء التي ارتكبتها وأن تعمل على الإصغاء الشعب ومطالبه". ونبّه مورو إلى خطورة فشل الثورة، مذكرا بما آلت إليه الثورات العالمية "التي فشلت فأنتجت دكتاتوريين مثل ثورة فرنسا التي أتت نابليون والثورة الروسية أتت بستالين وثورة الصين التي أتت بمجموعة الأربعة". وحذر مورو الحكومة من التقاعس عن الانجاز الذي يفتح المجال أمام المتربصين لاغتنام الفرص حتى يكونوا البديل الثوري.