ان المناولة هي الشكل البشع والمتوحش للعلاقات الشغلية فلا معنى للإنسان ولا لكرامته ولا لأحاسيسه ولا لحقوقه المادية والمعنوية في مفهومها، فهي عبوديّة العصر الحديث، فالعامل لا يحقّ له المطالبة بأبسط الحقوق ولا يحقّ له ان يمرض، ولا يحق له ان يقول لا، ولا حقّ له في الحياة الكريمة. إنها ببساطة وباء أقفر كل شيء الا جيب صاحب الشركة الذي يكدّس الأموال دون عناء وعلى حساب جهد الآخرين، وعمال شركة الخدمات بالمستشفى المحلي بسبيطلة وتالة عينة ممثلة لأبشع مظاهر الاستغلال والقهر الاجتماعي فصاحب أو صاحبة الشركة يتصرف كما يحلو له يطرد العمّال متى شاء ويثقل كاهلهم بأعمال ليست من مهامهم ولا يسمح لهم بالمطالبة بأبسط حقوقهم مستغلا وضعهم الاجتماعي البائس وحاجتهم الماسة للشغل فهو بكل بساطة فوق القانون ويتنصل من كل تعهداته التي يبالغ أحيانا في الوعود بها في جلسات التفاوض بحضور تفقدية الشغل وهياكل الاتحاد وسرعان ما ينقلب عنها. فبأي حقّ لا يطبق صاحب الشركة القوانين الشغلية الهشّة أصلا؟ وبأي حقّ يتقاضى العمّال أجورا زهيدة أقل بكثير من الأجر الأدني المضمون؟ وبأي حقّ لا يتمتع العمّال بمستحقاتهم للساعات الإضافيّة؟ وبأي حقّ يحرم العمّال من حقهم في الراحة السنويةوأيام العطل الرسميّة والدينيّة؟ وبأي حقّ يحصل العمّال على أجورهم بصفة متأخرة دون احترام المواعيد المتفق عليها؟ وبأي حقّ لا يتمتع العمال بحقهم في زيّ الشغل؟ وبأي حق يحرم العمال من منح التنقل والسلّة (القفّة) والإنتاج؟ وبأي حق لا ينعم العمّال بالزيادات في الأجور طبقا للقوانين الجاري بها العمل؟ وبأي حق لا يصرح صاحب الشركة بمدة العمل كاملة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؟ وبأي حقّ يطرد عاملي تنظيف بعد 7 سنوات أقدمية ومنهما نائبة نقابيّة دون سبب؟ انّ عمّال شركة الحراسة والتنظيف بمستشفى سبيطلة وتالة والهياكل النقابية بقدر تمسكهم بحقوق العمّال فإنهم يدعون صاحب الشركة الى الحوار الجديّ والبناء لوضع حدّ لمثل هذه المظالم والتجاوزات الخطيرة المنافية لأبسط القوانين الشغلية.