سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لابدّ من أن تتلاءم منظومة التربية والتعليم والتكوين مع التشغيل جراد في الندوة الوطنية حول منظومة التربية والتعليم والتكوين:
المنظومة التربوية شأن وطني وليس مخبرا للتجارب
على مدى أيّام 1 و2 و3 نوفمبر التأمت بالحمّامات الجنوبية الندوة الوطنية حول منظومة التربية والتعليم والتكوين بتنسيق بين قسمي الوظيفة العمومية والتكوين النقابي والتثقيف العمّالي. وشارك في الندوة أكثر من 150 مسؤول نقابي يمثّلون نقابات التعليم الأساسي والثانوي والعالي والعملة والارشاد التربوي. وقد ترأس جلساتها العامة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وافتتح أشغالها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي وعدد هام من أعضاء الهيئة الادارية الوطنية وحاضر خلالها خبراء وجامعيون ونقابيون وكانت مناسبة لتبادل الآراء حول المنظومة المذكورة والتعمّق في مختلف جوانبها والبحث في أنجع السبل لجعلها في مستوى ما ينتظره الشعب من التعليم والتكوين. وتناولت الندوة أهم التحدّيات والتربية والتعليم والتشغيل والبحث العلمي وعلاقته بالتنمية كما تضمّنت محاضرات حول التعليم والتمويل والتمفصل بين مراحل التعليم ومسألة النجاعة وتفرّعت الندوة إلى ورشات عمل حول الدروس الخصوصية وعلاقة المؤسسة التربوية بالمجتمع المدني والتكوين المهني والمنظومة التربوية إلى جانب تسيير المؤسسات التربوية والادارة الرشيدة. ولدى افتتاحه أشغال الندوة بيّن الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد أنّ الندوة تندرج في اطار مساهمة الاتحاد العام التونسي للشغل في تطوير المنظومة التربوية عبر التعمّق في العوامل وأسباب القوّة والضعف مؤكدا أنّ هذه الندوة ذات شأن وطني تنسجم مع قرارات الهياكل النقابية مؤكدا أنّ التربية شأن وطني يهمّ كلّ المواطنين داعيا إلى ضرورة أن تكون هذه المنظومة في اطار حوار وطني تساهم فيه كل الأطراف. وبيّن الأمين العام للإتحاد أنّ التعليم منطلق لكل الركائز الأساسية لمقومات الدولة كما أنّ التعليم هو الدافع الى الإرتقاء إلى المستوى الفكري والذهني المنشود. واعتبر الأخ الأمين العام للاتحاد أنّ التعليم لا يمكن له أن يرتكز على مجالس وأُطر عليا دون أن يكون هناك حوار وتشاور وتناغم مع الواقع الاقتصادي والتطور والتحدّيات المطروحة واستشراف المستقبل. وأبرز الأخ الأمين العام للمنظمة الشغيلة أنّ هذه الندوة الوطنية تندرج في اطار اصرار الاتحاد العام التونسي للشغل على أن يكون طرفا فاعلا في الحوار الوطني وفي مستوى الملفات المصيرية للبلاد التي ترتقي بها إلى مصاف الدول المتقدّمة. هذا وثمّن الأخ عبد السلام جراد الدعم الموصول الذي يلقاه الاتحاد العام التونسي للشغل من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ورعايته للشغالين بالفكر والساعد والوقوف إلى جانب مطالبهم المشروعة مبرزا حرص سيادة الرئيس على تطوير المنظومة التربوية ودعم آليات التكوين والارتقاء به إلى أن يكون قادرا على تحقيق الانتظارات. الأخ عبد السلام جراد دعا إلى ضرورة أن يلائم التعليم والتكوين التشغيل ويساهم في التخفيف من حدّة البطالة ويوفّر الشغل لطالبيه وتساءل الأخ الأمين العام كيف أنّ نسبة النمو التي شهدتها البلاد تعتبر محترمة وهامة لكن لم يقابلها نسبة هامة في التشغيلة داعيا إلى البحث في الأسباب التي تكمن وراء هذا البون ومعالجة الوضعية لما يجعل ايجاد ملاءمة بين النسبتين وهو ما يفرضه المنطق داعيا إلى الترفيع في نسبة التشغيل حتى تواكب التطور الذي تسجله بلادنا في نسبة النمو والتي تُعتبر هامّة مقارنة بما هو موجود في بعض البلدان. الأخ عبد السلام جراد دعا إلى ضرورة مراجعة التمشّي الحاضر بملاءمة التعليم للتشغيل وبخاصة في مستوى خريجي الجامعات وذلك قصد تدارك النقائص وتحقيق التوازن بين خريجي الجامعات والتشغيل. وأضاف أنّ التعليم ليس مخبرا لسياسة كل وزير معتبرا أنّ السياسة التعليمية ليست تصرّفا ذاتيا خاصا سلطة الاشراف حيث يسعى كلّ مسؤول إلى اقحام أفكاره وتجاربه مؤكدا أنّ ضمان استمرارية الاصلاح على قواعد وأسس سليمة وعلميّة. وبخصوص منظومة التكوين اعتبر الأخ عبد السلام جراد أنّه بات من الضروري اليوم اعطاء الأهميّة القصوى لمنظومة التكوين والقطع مع الفكر السائد القائم على اعتبار التكوين هو بمثابة الملاذ للفاشلين والراسبين. أمّا عن الظروف الملائمة لآداء المربين وحفظ كرامتهم دعا الأخ عبد السلام جراد إلى ضرورة توفير الظروف المواتية والملائمة والمحيط المناسب لرجال التعليم حتى يتسنّى لهم أداء رسالتهم النبيلة واتمام دورهم السامي داعيا إلى التعمّق في الأسباب والمسبّبات والعوامل التي أدّت إلى تفشي ظاهرة العنف في الفضاء المدرسي معبّرا وبشدّة عن رفض الاتحاد العام التونسي للشغل لهذه الافة ووضع حدّ لها... الأخ عبد السلام جراد عبّر عن تمسّك الاتحاد بالحوار كخيار ثابت لايجاد الحلول الملائمة للمسائل القائمة بين الأطراف الاجتماعية والتفاوض الجديد والمسؤول الذي يؤدي إلى نتائج مشدّدا على أنّ الاتحاد يرفض رفضا قطعيا كلّ من يحاور تهميش دوره وعرقلة العمل النقابي والتضييق على النقابيين كما أنّه يرفض التفاوض والحوار من أجل الحوار مبرزا أنّ الحوار يعني تعبيد الطريق للوصول إلى نتائج وأضاف إنّنا جاهزون للحوار والتفاوض ونرفض من يتجاهلنا. واعتبر الأخ عبد السلام جراد أنّ اضراب التعليم الثانوي هو اضراب المنظمة الشغيلة وقد عبّر من خلاله المدرّسون عن تمسّكهم بمطالبهم المشروعة وقد نفّذ الاضراب بنجاح، مستغربا ما صدر عن الوزارة من أنّ الحوار والتفاوض كان متواصلا لكن الحقيقة كانت غير ذلك. هذا وكان الأخ الأمين العام شكر قسمي الوظيفة العمومية والتكوين النقابي على السهر على الاعداد الجيّد لعقد هذه الندوة الوطنية حول محور يوليه الاتحاد أهمية قصوى وكثر حوله الحديث لأنّه يمسّ كلّ شرائح المجتمع التونسي كما نوّه بالمتعاونين مع الاتحاد من خبراء وجامعيين وكل من يعمل على دعم أنشطة الاتحاد. هذا وقد واكب كلّ فعاليات الندوة الأخوان المنصف الزاهي وعبيد البريكي عضوي المكتب التنفيذي الوطني إلى جانب عدد من الاخوة الذين ترأسوا عددا من الجلسات والورشات. (تفاصيل الندوة في العدد القادم)