فعلا هذا سؤال حرى بالطرح على هيئة المهرجان الصيفي بسليانة لأنّ ما قاموا به من سلوك مشين يحتقر المبدع ويقزمه يجعلنا نقول إنّ نبأ الثورة لم يصلهم باعتبار الثورة تجبّ ما قبلها من سلوكيات الاحتقار والاستهانة بالطاقات الابداعية. ففي يوم 25 جويلية 2011 نظّمت هيئة المهرجان ندوة فكرية تخلّلها تقديم رواية صادرة حديثا اتخذت من الثورة موضوعا لها وهي لوجه اذاعي معروف وقد قدم الرواية قاصّ معروف أصيل إحدى معتمديات ولاية سليانة وحاصل على عديد الجوائز الوطنية في كتابة القصّة القصيرة المهم بعدما قدم القصاص الرواية وأدار نقاشا ثريا ومثمرًا تنكّرت له هيئة المهرجان وذلك بعدم إعطائه مستحقاته المالية واثر قيامه بمجهودات مضنية مع أحد أعضاء المهرجان وبعد اتصالات هاتفية مكثّفة وعده بتسوية الوضعية لكن لم يحصل فقدم القاصّ مكتوبا في الغرض إلى السيد المندوب الجهوي للثقافة الذي قبل المكتوب على مضض وظلّ من على كرسيه الذي يتوسط مكتبا ضخما يقوم باتصالات هاتفية لم تأت أكلها ثمّ أرسله إلى أحد أعضاء المهرجان الذي كان يقبع بمقهى شعبي (هكذا يتصرّف مسؤول ثقافي في زمن الثورة!) كي يحلّ الإشكال وهو نفس العضو الذي اتصل به القاصّ مرارًا وتكرارًا والرأي عندنا أنّ الإشكال لا يكمن في عدم دفع المستحقات المالية للقاصّ فقط بل في احتقار المبدع والاستهانة بمجهوده وهو ما يذكر بممارسات العهد البائد ويفرض التفكير جديا في انتقاء الجدير بالاشراف على العمل الثقافي وفي مراقبة الميزانيات المرصودة للمهرجانات الصيفية ومحاسبة القائمين عليها فالثقافة ستبقى رافد من روافد تغذية الثورة وتوعية الجماهير. فإلى متى الاستهانة بها في ربوع ولاية سليانة؟