في التاريخ البعيد، زمن تشكل النقابات التونسية، كانت تونس كونا و بلدا- مستَقرّا للاّجئين النقابيين والسياسيين والحقوقيين. كيتونِ أندريا من عائلة ايطالية ولدت بتونس وزاولت تعليمها بروما. عادت إلى تونس إبان صعود الفاشية عام 1922. منذ تعيينها في قطاع التعليم انخرطت في العمل النقابي وتدرجت في المسؤوليات حتى تقلدت العضوية في الهيئة التنفيذية للاتحاد المحلي. كتبت في الصحف اليسارية وكانت من أول من ندد بالفاشية. اشتهرت بنزعتها الاستقلالية وكانت تعمد في كثير من الأحيان إلى التعريف بالرموز والأطروحات الراديكالية على أعمدة الصحافة. أوجيني فواتة Eugénie Foata فرنسية الأصل رغم ولادتها في كورسيكا. عملت في القطاع الإداري بهياكل قطاع الفلاحة. كانت عضو اللجنة النقابية في وزارة الفلاحة حني سنة 1944 ممثلة عن الكنفدرالية العامة للشغل. بعد زواجها من محمد النافع (زعيم الحزب الشيوعي التونسي) عام 1946. تفرغت للعمل السياسي واشتهرت بقدرتها الفائقة في تأطير النساء ضمن الحزب الشيوعي. كما اضطلعت بمسؤولية الكتابة العامة للاتحاد النسائي بتونس عام 1945. كوفاكس مجري هاجر إلى تونس في نهاية العشرينيات وهو في الأصل عضو ناشط في الحزب الشيوعي المجري. كان صاحب نزعة يسارية وعرف بانتقاده لأطروحات الحزب الشيوعي التونسي. انخرط بحكم مهنته كفني في البناء في صفوف قطاعه النقابي ضمن الكنفدرالية العامة للشغل منذ وصوله إلى تونس وكان ضمن قياديي إضرابات 1935. تعرض للإيقاف والسجن. هاجر إلى فرنسا سنة 1945. بان أوتونومي ايطالي لامع. كان عاملا في قطاع المعادن. انخرط في العمل النقابي في تونس منذ بداية العشرينات. كانت عضوية اللجنة التنفيذية لقسم المعادن في الكنفدرالية العامة للشغل بتونس هي أهم مسؤولية تحملها وذلك بين 1930 و ألف 1935. عرف بنضاله ضد الفاشية وهو من مؤسسي منظمة « «giustizia eliberta» المناهضة للفاشية. تم نفيه إلى مرسيليا في موفى عام 1925 تحت خلفية نشاطه النقابي والسياسي. مات في باريس خلال الخمسينيات. راب لاجئ سياسي مجري وصل تونس سنة 1920. عامل في قطاع البناء. كان شيوعيا لكنه لم ينخرط في صفوف الحزب الشيوعي التونسي. عضو لجنة نقابة البناء من 1930 إلى 1935. شارك بحماس في تأطير إضرابات قطاع البناء عام 1935 وسرعان ما غادر تونس تحت التهديد بنفيه. سوزان بوخبزة تونسية يهودية. عاملة بقطاع النسيج. مسؤولة نقابية بالاتحاد المحلى بين 44-1948. مناضلة في صفوف الحزب الشيوعي التونسي. عُرفت بكثافة نشاطها السياسي في ظروف السرية صحبة زوجها روبار عبيطة إبان الاجتياح الألماني. ميسالّي جيوسبّي إيطالي الأصل ولد بتونس سنة 1905، كان نجارا. أبرز مسؤولية تحملها كانت عضوية اللجنة التنفيذية للفدرالية العامة للشغل بتونس كأمين مال من 35 إلى 1937. حافظ على عضويته في الرابطة الايطالية لحقوق الإنسان وكان من مؤسسي الاتحاد الشعبي الايطالي للدفاع عن السلم في اسبانيا سنة 1937. اغتيل في 20 سبتمبر من نفس السنة من طرف عميل فاشي ايطالي في ميناء حلق الوادي. كان لاغتياله صدى كبير حيث خرجت مسيرة (20 ألف) يقودها النقابيون وقد توقفوا طويلا أمام مقر النقابة في نهج اليونان كما عرفت مدينة صفاقس في اليوم التالي مسيرة (5 آلاف) نددت الفاشية والاستعمار. وتوجت هذه المسيرات اعتصامات دورية لعمال الرصيف في تونس وبنزرت وسوسة وصفاقس لرفض التعامل مع الملاحة الايطالية. انريكو كوستا ولد بالمهدية في 28-8-1900 من أب قدم من البندقية. فني بشركة الخطوط الحديدية (بون- قالمة). أصبح كاتبا عاما لنقابة الترامواي بسوسة عام 1920 ثم سكرتيرا أولا للقسم الاشتراكي عام 1921. نفي إلى صقلية بعد عام من السجن ثم استقر في بنغازي حتى وفاته. اسباني قدم إلى تونس سنة 1938 لاجئا سياسيا بعد مشاركته في الحرب الأهلية باسبانيا وكان عضوا بالاتحاد العام لعمال اسبانيا. اشتغل كعامل منجم «أم ذويل» حيث أطّر جملة من التحركات المطلبية سنة 1942 وساهم في تشكيل القسم النقابي للمناجم ضمن الكنفدرالية العامة للشغل عام 1944. روج عديد المناشير للحزب الشيوعي الاسباني في تونس. ثم دخل خلسة إلى اسبانيا عام 1950. ايران ذويب يهودية تونسية عملت بقطاع النسيج. انخرطت في عديد النقابات وعرفت أكثر أثناء توليها مسؤولية الكتابة العامة لنقابة الخياطة في الاتحاد النقابي للعمال التونسيين من 46 إلى 1956 إلى جانب نشاطها نضالاتها السياسية في الحزب الشيوعي التونسي وكانت من بين المنتقدين لخيارات الحزب أثناء انخراطه في مشروع الاتحاد الفرنسي الذي دعت إليه اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني. وأمّا الآن...