عاجل: هذه تفاصيل الأحكام ضد الموقوفين الثمانية في قضية التسفير    قفصة: افتتاح فعاليات الورشة الوطنية للمشاريع التربوية البيداغوجية بالمدارس الابتدائية    عاجل: ألمانيا: إصابة 8 أشخاص في حادث دهس    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !    أخبار الملعب التونسي : غيابات بالجملة والبدائل مُتوفرة    وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيسي النادي الإفريقي والنادي الرياضي البنزرتي    عاجل/ من بيهم علي العريض: أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة في حق المتهمين في قضية التسفير..    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    في افتتاح مهرجان الربيع لمسرح الهواة بحمام سوسة... تثمين للمبدعين في غياب المسؤولين    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا"    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركات الاسلامية جاءت لتقطف ثمار الثورة،
وهي ضمن مخطط واحد ولها سيد واحد ليلى خالد ل «الشعب»:
نشر في الشعب يوم 23 - 03 - 2013

أكدت ليلى خالد المناضلة الفلسطينية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حوار مع «الشعب» على خلفية زيارتها لتونس للمشاركة بفعاليات أربعينية الشهيد الوطني شكري بلعيد أن « الطريق انفتح أمام الديمقراطية بتونس، وعلى القوى الديمقراطية والتقدمية والمؤسسات والنقابات أن تستمر فيه موحدة، لا أن يغنّي كل على ليلاه، وبهذا الشكل يمكن أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية».
واعتبرت أن صعود التيارات الاسلامية جاء لقطف ثمار الثورة والحراك الشعبي الذي يرنو الى التحرر وقالت
« هذه القوى جاءت لتقطف ثمار الثورة، سواء في تونس أو اليمن أو مصر أو البحرين وهي ضمن مخطط واحد ولها سيد واحد يسكن البيتَ الأبيضَ».
من جانب اخر علقت على ما لحق الناشطة النسوية نوال السعداوي في زيارتها الأخيرة لتونس من شتم وانتقاد شديد ب« المرأة لا تنتظر شهادة من أي جهة، وانما تنتظر شهادة من شعبها وأي شهادة أخرى غير مرحب بها، خاصة أننا نتكلم عن قوى دينية موغلة في الرجعية».
وعن القضية الفلسطينية قالت خالد: «ربما نشهد انتكاسات ولكن لن تنتهي القضية الفلسطينية، وبالنسبة إلى الشعوب العربية نحن نتابع الحراك الذي تشهده الشوارع العربية لأن أي تغيير هو لمصلحة القضية الفلسطينية، ولقد سمعنا الشارع التونسي يطرح شعارات تحرير فلسطين وفي مصر أيضا وفي اليمن».
وفي ما يلي نص الحوار:
أول انطباع لك سيدة ليلى خالد وأنت تزورين تونس اليوم وتشاركين في فعاليات أربعينية الشهيد شكري بلعيد؟
الشعب التونسي يتوق إلى الحرية والديمقراطية رغم كل محاولات الاحتواء التي جرت والتي مازالت تجري.
هذا المشهد الذي رأيته في أربعينية شكري بلعيد مشهد رائع، على القوى الديمقراطية والثورية أن لا تضيع الفرصة وعليها غلق الباب أمام محاولات الارتداد على الحرية.
دائما تنير دماء الشهداء الطريق ونحن أكثر شعب نعرف معنى الاغتيال ومعنى التضحية، والشعب في تونس لن يتخلى عن هذا الطريق الذي ساهم في رسمه أحد قياداته شكري بلعيد، وهناك محاولات لجر المجتمع إلى العنف والدعوة للفوضى، ويجب دعوة كل القوى الى عدم الانجرار وراء هذا الفخ، كل القوى الحية من أحزاب ومنظمات ونقابات، والبديل عن العنف ومواجهة التيارات الظلامية هو طريق الوحدة وخلق الجبهة الوطنية العريضة وتأسيسها من أجل خلق تيار وطني ديمقراطي في مواجهة قوى الردة.
لماذا حسب رأيك اغتالوا شكري بلعيد؟
-اغتالوا الفكر الذي يحمله واغتالوا النهج الذي ينتهجه، ولكنهم اقترفوا خطأ فادحا ومن خطط لاغتيال شكري بلعيد ومن اغتاله لم يعرفوا أن في مقتل شكري بلعيد احياء لفكره ونهجه، وما رأيته اليوم السبت في الشارع هو استفتاء لنهج وفكر شكري بلعيد، أي انسان يموت، ولكن الاغتيال له مدلولات أخرى لدى الشعب، خلاف مدلولات الرصاصات والغدر وبالعكس الفكرة تم احياؤها من خلال دم شكري بلعيد والمطلوب اليوم الوفاء لهذا الدم من خلال النضال والاستمرار فيه وتوحيد القوى الديمقراطية مواجهة للمشاريع المهددة للتحول الديمقراطي .
هل يمكن أن تكون هذه الحادثة الجريمة، حافزا واحياء لدور القوى الديمقراطية بتونس؟
- بذل ومضاعفة الجهود هو واجب على هذه القوى، فهذه القوى التي شهدت الشارع يجب أن تعرف أن لها مهامَّ كبيرةً عليها أن تتحملها بكفاءة.
تونس
كيف ترين من مستقبل الديمقراطية في تونس؟
-الطريق انفتح، وعلى القوى الديمقراطية والتقدمية والمؤسسات والنقابات أن تستمر فيه موحدة، لا أن يغنّي كل على ليلاه، وبهذا الشكل يمكن أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية، ولكن أن تظل شعارات ويعمل كل بمفرده فان الديمقراطية لن تتحقق.
ماذا تعنين بتوحيد القوى الديمرقراطية ومن هم المعنيون بذلك وأنت ابنة اليسار؟
توحد الديمقراطيين هو جوهر الديمقراطية، واذا ما أراد اليسار أن يكون عمودا فقريا لهذا التيار بتشكيله جبهة وطنية عريضة يمكن أن يتبوأ منزلته الطبيعية، ولكن اذا بقي اليسار وحده، فسينعزل. ومن المفترض أن يجمع هذا المشروع قوى كثيرة.
وقد طالبنا من قبل نحن في الجبهة الشعبية لتوحيد اليسار الفلسطيني وانشاء تيار وطنيّ ديمقراطيّ بفلسطين ويكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية وهي معادلة صعبة، ولكننا نعي أننا في مرحلة تحرر وطني ويجب أن نكون في جبهة فيها مختلف أطراف المجتمع.
وهو ينسحب في الدول التي حققت جزءا من استقلالها وعلى اليسار أن يكون على رأس الجبهة، واذا فعل ذلك فانه يكون قد قام بمهامه التاريخية.
صعود التيارات الاسلامية
باعتبارك مناضلة وطنية وتحررية كيف ترين من صعود التيارت الاسلامية، بالانتفاضات العربية عامة وفي تونس خاصة؟
-سأتكلم أولا عمّا ذقناه من التيار الديني في فلسطين، الذي أحدث الانقسام الفلسطيني ونحن مازلنا ندين هذا الانقسام و نحرض ضد الانقسام كما ندين التسوية مع فلسطين، وهذا ينسحب على الجميع أينما كانوا، هذه القوى اقصائية عدائية لا تؤمن بالديمقراطية لذلك نحن لا نلتقي معها ..نحن في خط وهي في خط.
مشاريع هذه القوى الاسلامية الصاعدة، كيف ترينها مقارنة بتطلعات الشعوب؟
-هذه القوى لم تقم بالثورة، هي جاءت لتقطف ثمار الثورة، بمجرد أن يصلوا السلطة ينسون كل شيء ويتذكرون مصالحهم الشخصية والسلطة نفسها هي السلطة ، ونحن رأينا في فلسطين أين أوصلتنا مسألة السلطة.
في تونس مثلا الدستور التونسي الى اليوم لم يضم بندا يجرم التطبيع مع اسرائيل، وهي دلالة واضحة عن أيّ منهج تريده هذه السلطة أن تنتهجها.
وبعد أن أخذوا فرصة سقطوا فيها، يعني مسألة مواجهة التحركات بالقمع والملاحقة هذه الأساليب لم تعد ترهب الناس، ولا يجوز أن تستمر الأوضاع على هذا الشكل، وحقيقة الدعوة الى مؤتمر وطني يضم الكل التونسي هي دعوة محقة من قبل القوى الديمقراطية من أجل انقاذ الوطن.
فلسطين
كيف يمكن أن تنعكس هذه التحولات التي تشهدها المنطقة على القضية الفلسطينية؟
-القوى الامبريالية خاصة أمريكا تريد أن تضمن مصالحها بالمنطقة، ويجب أن نعود الى ما قاله أوباما عندما زار القاهرة قال جملة الناس اعترتها شيئا عظيما، قال « الادارة الأمريكية ستتعامل مع الاسلام بنظرة مختلفة» وهذا هو الاسلام الذي تريده أمريكا لأنه يحفظ لها مصالحها.
وحتى لا تغيب عنا الصورة، هم صحيح جاؤوا عبر صناديق الاقتراع ولكن من قال إن صناديق الاقتراع كانت نزيهة؟.
وأيضا نحن سمعنا كلاما جميلا قبل الانتخابات ولكن بعد الانتخابات تغير الخطاب، والديمقراطية تقتضي الحريات العامة والخاصة وتقتضي التعددية والمشاركة، ولكن هل هذا موجود على الأرض؟ نحن نرى في مصر كيف يتم التعامل مع الجماهير مثلا.
ولكن الأهم من كل هذا العلاقة مع اسرائيل، في مصر مثلا لم تلغى اتفاقيات كامبد ديفد، ومرسي في مصر واصل العلاقة الديبلوماسية مع اسرائيل، وفي تونس منذ زمن بن علي كانت العلاقات تحت الطاولة، وتتواصل الى اليوم العلاقات مع اسرائيل تحت الطاولة ولم يظهر الى الآن الى عَلَنًا، وهذا مقياس من مقاييس الحكم الرشيد.
من يغيّب القضية الفلسطينية عن عمد لا يمتّ إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بأيّ صلة وهو في الخندق الاخر.
المشاريع بالمنطقة
هناك مخطط بالمنطقة يعتبره كثيرون لا معنى له،(مشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد وشمال افريقيا)..ما تعليقك على ذلك؟
- حتى نجيب عن هذا السؤال، يجب أن نعرف المخطط القائم اليوم، المخطط القائم اليوم هو التقسيم الذي تم في سايكس بيكو، ولكل بلد له خصوصياته يستفاد منه لتنفيذ هذا المخطط، فالادارة الأمريكية في زمن بوش استعملت السلاح والاحتلال فاحتلت العراق وأفغانستان، وبالعراق لم يستفيدوا الا من النفط ولكن دمروا العراق والانسان بالعراق وهجروا الناس وهم يتابعون مخططهم لتقسيم البلاد.
في ليبيا أستخدم النيتو، وتركوا الليبيين يقاتلون بعضهم، وفي فلسطين اكتفوا بأوسلو والانقسام وهذا أخطر شيء يستعمل الآن، في السودان عمر البسشير ريح نفسه منذ البداية وأعطاهم الجنوب وفي اليمن أيضا، وفي سوريا المقصود هو انهاء شيء اسمه مقاومة.
وكلمة لا تعني المقاومة ويجب أن تخمد المقاومة بالأموال، ويشرون الناس بالأموال ويقمعوا الشعب بكلمة نعم ويضخ البنك الدولي الأموال وتظلّ العروش والسلطة ويكبر نفوذهم.
وكلمة لا يعني المقاومة في مختلف أشكالها، يجب انهاء صوت المقاومة في كل بقعة تقاوم فيها الشعوب خاصة في فلسطين حتى تظل اسرائيل قوية في المنطقة وتحمي مصالح الامبريالية بالمنطقة وهذا هو الهدف.
اذا على القوى الوطنية والديمقراطية والثورية في كل بلد أن تتوحد، وبعد ذلك أن نوحد مختلف هذه القوى في جبهة عربية واحدة، فالمقصود هو أن تنتهي كلمة العروبة وتنتهي كلمة القومية بمفهومها التقدمي وينتهي هذا التلاحم الشعبي بين الشعوب العربية ، وهذه مهمة الوطنيين كلهم، ولكن - بوصفنا ثوريين ويساريين- يجب أن نضطلع بهذه المهمّة، يكفي تشرذما يكفي تشظيا وعلينا أن نتعالى على جراح كثيرة، ولكن في نفس الوقت أن نعمل بهذه المفاهيم والمبادئ التي تؤكد أن هذه الأمة تستحق الحياة.
المشاريع التي ذكرتها هل تبغي أيضا أن تنهي القضية الفلسطينية و التخلي عنها وطيها؟
- ليس صحيحا، وأنا أقول إن هناك حراكا شعبيّا كبيرا سعى إلى التغيير أطاح برؤوس الأنظمة ولم يطح بالأنظمة، وهناك محاولة لاحتواء ما يحدث بفلسطين، وهذه حرائق التي تصير هي حرائق صغيرة من اجل تصفية القضية الفلسطينية.
وهذا الصراع موضوعي ووجود الاحتلال الاسرائيلي موضوعي على أرض فلسطين، ومعنى ذلك يريد أن يخضع الشعب الفلسطيني كله والشعب الفلسطيني لا يخضع، وصار لنا اليوم 100 سنة نضالا وليس لنا إشكال في النضال 100 سنة أخرى، ولنا القدرة على الاستمرار، لم يذب الشعب الفلسطيني منذ أن شرد منذ 64 عاما رغم أنه في المحيط العربي، والان يحاولون المس من حق العودة عن طريق تدمير مخيماتنا، ومحاولات تهجير الشعب من مخيماته، مثل مجزرة صبرا وشاتيلا بلبنان وحصار المخيمات وتدمير مخيمات تل الزعتر وتدمير النهر البارد، واليوم تهجير شعبنا من مخيماته بسوريا.
ربما نشهد انتكاسات ولكن لن تنتهي القضية الفلسطينية، وبالنسبة إلى الشعوب العربية نحن نتابع الحراك الذي تشهده الشوارع العربية لأن أي تغيير هو لمصلحة القضية الفلسطينية، ولقد سمعنا الشارع التونسي يطرح شعارات تحرير فلسطين وفي مصر أيضا وفي اليمن.
الآن هناك محاولة لتصفية هذه القضية وهذا الشعار، والهاء الناس في قضاياهم المحلية، ونحن نرى أن القضية الفلسطينية لها بعد عربي وآخر دولي، وفي قدرتهم أن يخططوا ما يريدون ولهم القدرة على ذلك ولكن الشعوب لا تنسى وبها طاقات كامنة وقادرة على المواجهة حتى وان انتكست هنا أو هناك ولن تنسى القضية الفلسطينية، فمن قال إن الانتفاضة الفلسطينية ستقوم عام87؟ وبالحلم لم نكن نتوقعها، وقد فاجأت الصديق قبل العدو.
اليوم حملات المقاطعة الدولية، وقضايا الأسرى في العالم، والأنشطة من أجل اطلاق سراح الأسرى والأسبوع الذي يكرس النشاط الجماهيري لمناهضة العنصرية الاسرائيلية في كثير من بلدان العالم، أليش ذلك نتيجة نضال الشعب الفلسطيني نفسه، لذلك من الصعب انهاء النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
المرأة ودورها في التحرير
في جريدة الحزب الحاكم في تونس، وبعض وسائل الاعلام التونسية، وصفت نوال السعداوي المناضلة النسوية العربية المعروفة التي زارت تونس في الأيام القليلة الماضية، بأنها «رمز للعهر والدعارة» ، كيف تعلقين على ذلك؟
-المرأة لا تنتظر شهادة من أي جهة، وانما تنتظر شهادة من شعبها وأي شهادة أخرى غير مرحب بها، خاصة أننا نتكلم عن قوى دينية موغلة في الرجعية. هذه القوى جاءت لتقطف ثمار الثورة، سوى في تونس أو اليمن أو مصر أو البحرين وهي ضمن مخطط واحد ولها سيد واحد يسكن البيتَ الأبيضَ.
وبوصفي امرأة فلسطينية أعي تماما أن القوى غير الديمقراطية هي في خندق الأعداء، ونحن نرى أن مواجهتها يكون عبر مزيد التثقيف، لدحض الأفكار المتخلفة والتقليدية التي تحاول أن تستخدم الدين من أجل ترويجها من خلال رؤيتهم القاصرة عن أن تعرف دور المرأة ومكانتها بالمجتمع، وهذه القوىالرجعية تريد أن تعيد المرأة الى مكانتها التقليدية أي الى البيت وهي دلالة على قصر رؤية لدور المرأة، وأساسا هذه القوى ليس لها رؤية ولا حلول أصلا لمشكلات المجتمع.
كيف ترين سيدتي من مستقبل المرأة العربية مع التحولات التي تشهدها المنطقة؟
-المشكلة أنه في زمن الأنظمة البائدة لم تكن هناك مشاكل كثيرة بهذا الخصوص خاصة في تونس مع قانون الأحوال الشخصية وهو قانون متقدم، ويريدون اليوم تغييره لكن هذا الموضوع يخص كل المجتمع ولكن على المرأة أن تتبوأ الصدارة في هذا الموضوع وهي قضية تخصهم مباشرة، وحقوق المرأة جزء من حقوق الانسان لا تنفصل عنها، وعلى الحركة النسوية أن تلعب دورا مهمّا بهذه المسألة للحفاظ على مكاسبها التي تحققت بفضل نضالاتها، الحقوق لا تُعطى وانما تُنتزع.
الحلم العربي والمقاومة
هناك لبس في مفهوم المقاومة اليوم مع اختلاط الأوراق: من يمثل المقاومة اليوم في فلسطين؟
-الشعب الفلسطيني هو المقاومة، ومن لا يريد أن يقاوم لا يمثل المقاومة.
هناك قيم يعتبرها البعض اليوم طوباوية وانتهى زمنها وما الى ذلك ..من مثل القومية العربية؟
- هذه الصحوة العربية الشعبية، ستعيد القيم التي حاولوا انهاءها في عقولنا، يعني مفهوم الوحدة والعروبة والأمة، صحيح جاء اليوم من يرفع الاسلام هو الحل ولكن كم سيبقون في الحكم؟ وأنا لا أريد أن أتكلم حديثا يؤذي الشعوب وثقافاتها ومشاعرها.
الاسلام هو دين الله ويجب فصل الدين عن الدولة، يعني من يتدين المسيحية ماذا نقول له؟ مثلا أن أعتز بأني ابنة تنظيم كان يقوده جورج حبش وهو ولد مسيحيا ويقول «أنا ولدت مسيحيا ولكن ثقافتي ثقافة الاسلام».
الاسلام لا يدعو الا إلى الكفاح ضد الظلم، وأنا أرى في الاسلام الأمانة والصدق والحب ولكن لا أرى في الاسلام أن يحجبني ويرجعني إلى البيت. هذه الأفكار لهم وليست لنا، ونحن نقاومها ونواجهها بقوة.
ونحن نقول إن هناك انتكاسات وأن يتبوأ الاسلام السياسي السلطة اليوم هي انتكاسة ولكن لن تدوم، وأفعالهم لن تكون مع نبض الشارع ولن تكون بمستوى انتظارات الشعوب وطموحهم وهو ما سيزيلهم.
وماذا عن العدالة الاجتماعية؟
-عادة في البلدان هناك سلطات ثلاث: القضائية والتنفيذية والتشريعية والسلطة الرابعة أيضا، واذا تم التعدي من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية والسلطة التشريعية يعني ستكون هناك ثورة، يعني حتما بهذه الأوضاع تقوم الثورة، لأن العدالة الاجتماعية يجب أن تتوفر لها بنا أيضا، فعندما يكون هناك قضاء مستقلا سيلجم اندفاعات السلطات التنفيذية لطمس مفهوم العدالة.
أيضا هناك منظمات حقوقية في البلدان المختلفة، وقادرة أن تشير بأصبع الاتهام إلى أيّ تعدٍّ على العدالة الاجتماعية وليس على العدالة المتحققة فقط وتؤشر عليها بوضوح، وهنا أيضا مؤسسات دولية تدافع عن حقوق الانسان وتؤشر بوضوح على العدالة الاجتماعية مباشرة.
ولكن كيف تتحقق العدالة الاجتماعية؟
- هي مسألة تراكمٍ وهي ليست وليدة قرار، وهي مسألة تربية بالمجتمع أيضا لنبذ فكرة الثأر والعقلية القبلية ، وفكرة الموروث التقليدي الذي حملناه بعقولنا وأن نأخذ فكرة القانون بأيدينا وهذا كله لا يحقق العدالة الاجتماعية ولكن يجب مواجهة هذه الثقافة بالثقافة الجديدة بمفهوم العدالة الاجتماعية.
من هي ليلى خالد؟
هي ليلى خالد، من نزحت يوم النكبة من حيفا إلى جنوب لبنان حيث كانت نشأتها وصباها ..وهي من التحقت صبية الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي من خطفت في 1969 طائرة أمريكية، لتحلق بها فوق سماء تل أبيب، وتتجول على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة «حيفا» التي طردت منها وهي في الرابعة من عمرها.
وبعد عام واحد عاودت الكرة، وحاولت خطف طائرة أخرى تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية.. وتمكنت من الصعود إلى طائرة «العال» وخطفها، إلا أن النجاح لم يحالف تلك العملية الثانية، حيث قتل رفيقها في العملية، وأصيبت هي بجراح، وسُجنت في لندن.
وهي المناضلة الوطنيّة الفلسطينية السياسية الى اليوم، تنصر قضية شعبها المهجر ووطنها المحتل من قبل الكيان الصهيوني، وتنصر جميع قضايا التحرر والقضايا العادلة بالعالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.