بوحجلة :استفادة 700 مواطن من القافلة الصحيّة بمدرسة 24 جانفي 1952    عاجل : أحمد الجوادى يتألّق في سنغافورة: ذهبية ثانية في بطولة العالم للسباحة!    عاجل/ القبض على صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء..وهذه التفاصيل..    سيدي بوزيد: تضرر المحاصيل الزراعية بسبب تساقط البرد    عارف بلخيرية مجددا على رأس الجامعة التونسية للرقبي    لا تفوتوا اليوم لقاء الترجي والملعب التونسي..البث التلفزي..    عاجل/ غرق طفلين بهذا الشاطئ..    نبض متواصل.... الرباعي يجدد العهد مع جمهور الحمامات    الأغاني الشعبية في تونس: تراث لامادي يحفظ الذاكرة، ويعيد سرد التاريخ المنسي    بلاغ هام لوزارة التشغيل..#خبر_عاجل    منوبة: رفع 16 مخالفة اقتصادية و13 مخالفة صحية    بطولة العالم للسباحة: الأمريكية ليديكي تفوز بذهبية 800 م حرة    عاجل : نادي الوحدات الاردني يُنهي تعاقده مع المدرب قيس اليعقوبي    الالعاب الافريقية المدرسية: تونس ترفع حصيلتها الى 121 ميدالية من بينها 23 ذهبية    إيران: لم نطرد مفتشي الوكالة الدولية بل غادروا طوعاً    تحذيرات من تسونامي في ثلاث مناطق روسية    منزل بوزلفة:عمال مصب النفايات بالرحمة يواصلون اعتصامهم لليوم الثالث    عودة فنية مُفعمة بالحبّ والتصفيق: وليد التونسي يُلهب مسرح أوذنة الأثري بصوته وحنينه إلى جمهوره    فضيحة تعاطي كوكايين تهز ال BBC والهيئة تستعين بمكتب محاماة للتحقيق نيابة عنها    برنامج متنوع للدورة ال32 للمهرجان الوطني لمصيف الكتاب بولاية سيدي بوزيد    وزارة السياحة تحدث لجنة لتشخيص واقع القطاع السياحي بجرجيس    تقية: صادرات قطاع الصناعات التقليدية خلال سنة 2024 تجاوزت 160 مليون دينار    إيمانويل كاراليس يسجّل رابع أفضل قفزة بالزانة في التاريخ ب6.08 أمتار    الجيش الإسرائيلي: انتحار 16 جندياً منذ بداية 2025    طقس اليوم الاحد: هكذا ستكون الأجواء    رفع الاعتصام الداعم لغزة أمام السفارة الأمريكية وتجديد الدعوة لسن قانون تجريم التطبيع    الإمضاء على اتفاقية تعاون بين وزارة الشؤون الدينية والجمعية التونسية للصحة الإنجابية    بلدية مدينة تونس تواصل حملات التصدي لظاهرة الانتصاب الفوضوي    دورة تورونتو لكرة المضرب: الروسي خاتشانوف يقصي النرويجي رود ويتأهل لربع النهائي    نانسي عجرم تُشعل ركح قرطاج في سهرة أمام شبابيك مغلقة    ما ثماش كسوف اليوم : تفاصيل تكشفها الناسا متفوتهاش !    عاجل/ تحول أميركي في مفاوضات غزة..وهذه التفاصيل..    829 كم في 7 ثوان!.. صاعقة برق خارقة تحطم الأرقام القياسية    كلمة ورواية: كلمة «مرتي» ما معناها ؟ وماذا يُقصد بها ؟    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    درجات حرارة تفوق المعدلات    في نابل والحمامات... مؤشرات إيجابية والسياحة تنتعش    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    لجنة متابعة وضعية هضبة سيدي بوسعيد تؤكد دقة الوضع وتوصي بمعاينات فنية عاجلة    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    كيف حال الشواطئ التونسية..وهل السباحة ممكنة اليوم..؟!    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    الحماية المدنية تحذر من السباحة في البحر عند اضطرابه رغم صفاء الطقس    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركات الاسلامية جاءت لتقطف ثمار الثورة،
وهي ضمن مخطط واحد ولها سيد واحد ليلى خالد ل «الشعب»:
نشر في الشعب يوم 23 - 03 - 2013

أكدت ليلى خالد المناضلة الفلسطينية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حوار مع «الشعب» على خلفية زيارتها لتونس للمشاركة بفعاليات أربعينية الشهيد الوطني شكري بلعيد أن « الطريق انفتح أمام الديمقراطية بتونس، وعلى القوى الديمقراطية والتقدمية والمؤسسات والنقابات أن تستمر فيه موحدة، لا أن يغنّي كل على ليلاه، وبهذا الشكل يمكن أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية».
واعتبرت أن صعود التيارات الاسلامية جاء لقطف ثمار الثورة والحراك الشعبي الذي يرنو الى التحرر وقالت
« هذه القوى جاءت لتقطف ثمار الثورة، سواء في تونس أو اليمن أو مصر أو البحرين وهي ضمن مخطط واحد ولها سيد واحد يسكن البيتَ الأبيضَ».
من جانب اخر علقت على ما لحق الناشطة النسوية نوال السعداوي في زيارتها الأخيرة لتونس من شتم وانتقاد شديد ب« المرأة لا تنتظر شهادة من أي جهة، وانما تنتظر شهادة من شعبها وأي شهادة أخرى غير مرحب بها، خاصة أننا نتكلم عن قوى دينية موغلة في الرجعية».
وعن القضية الفلسطينية قالت خالد: «ربما نشهد انتكاسات ولكن لن تنتهي القضية الفلسطينية، وبالنسبة إلى الشعوب العربية نحن نتابع الحراك الذي تشهده الشوارع العربية لأن أي تغيير هو لمصلحة القضية الفلسطينية، ولقد سمعنا الشارع التونسي يطرح شعارات تحرير فلسطين وفي مصر أيضا وفي اليمن».
وفي ما يلي نص الحوار:
أول انطباع لك سيدة ليلى خالد وأنت تزورين تونس اليوم وتشاركين في فعاليات أربعينية الشهيد شكري بلعيد؟
الشعب التونسي يتوق إلى الحرية والديمقراطية رغم كل محاولات الاحتواء التي جرت والتي مازالت تجري.
هذا المشهد الذي رأيته في أربعينية شكري بلعيد مشهد رائع، على القوى الديمقراطية والثورية أن لا تضيع الفرصة وعليها غلق الباب أمام محاولات الارتداد على الحرية.
دائما تنير دماء الشهداء الطريق ونحن أكثر شعب نعرف معنى الاغتيال ومعنى التضحية، والشعب في تونس لن يتخلى عن هذا الطريق الذي ساهم في رسمه أحد قياداته شكري بلعيد، وهناك محاولات لجر المجتمع إلى العنف والدعوة للفوضى، ويجب دعوة كل القوى الى عدم الانجرار وراء هذا الفخ، كل القوى الحية من أحزاب ومنظمات ونقابات، والبديل عن العنف ومواجهة التيارات الظلامية هو طريق الوحدة وخلق الجبهة الوطنية العريضة وتأسيسها من أجل خلق تيار وطني ديمقراطي في مواجهة قوى الردة.
لماذا حسب رأيك اغتالوا شكري بلعيد؟
-اغتالوا الفكر الذي يحمله واغتالوا النهج الذي ينتهجه، ولكنهم اقترفوا خطأ فادحا ومن خطط لاغتيال شكري بلعيد ومن اغتاله لم يعرفوا أن في مقتل شكري بلعيد احياء لفكره ونهجه، وما رأيته اليوم السبت في الشارع هو استفتاء لنهج وفكر شكري بلعيد، أي انسان يموت، ولكن الاغتيال له مدلولات أخرى لدى الشعب، خلاف مدلولات الرصاصات والغدر وبالعكس الفكرة تم احياؤها من خلال دم شكري بلعيد والمطلوب اليوم الوفاء لهذا الدم من خلال النضال والاستمرار فيه وتوحيد القوى الديمقراطية مواجهة للمشاريع المهددة للتحول الديمقراطي .
هل يمكن أن تكون هذه الحادثة الجريمة، حافزا واحياء لدور القوى الديمقراطية بتونس؟
- بذل ومضاعفة الجهود هو واجب على هذه القوى، فهذه القوى التي شهدت الشارع يجب أن تعرف أن لها مهامَّ كبيرةً عليها أن تتحملها بكفاءة.
تونس
كيف ترين من مستقبل الديمقراطية في تونس؟
-الطريق انفتح، وعلى القوى الديمقراطية والتقدمية والمؤسسات والنقابات أن تستمر فيه موحدة، لا أن يغنّي كل على ليلاه، وبهذا الشكل يمكن أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية، ولكن أن تظل شعارات ويعمل كل بمفرده فان الديمقراطية لن تتحقق.
ماذا تعنين بتوحيد القوى الديمرقراطية ومن هم المعنيون بذلك وأنت ابنة اليسار؟
توحد الديمقراطيين هو جوهر الديمقراطية، واذا ما أراد اليسار أن يكون عمودا فقريا لهذا التيار بتشكيله جبهة وطنية عريضة يمكن أن يتبوأ منزلته الطبيعية، ولكن اذا بقي اليسار وحده، فسينعزل. ومن المفترض أن يجمع هذا المشروع قوى كثيرة.
وقد طالبنا من قبل نحن في الجبهة الشعبية لتوحيد اليسار الفلسطيني وانشاء تيار وطنيّ ديمقراطيّ بفلسطين ويكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية وهي معادلة صعبة، ولكننا نعي أننا في مرحلة تحرر وطني ويجب أن نكون في جبهة فيها مختلف أطراف المجتمع.
وهو ينسحب في الدول التي حققت جزءا من استقلالها وعلى اليسار أن يكون على رأس الجبهة، واذا فعل ذلك فانه يكون قد قام بمهامه التاريخية.
صعود التيارات الاسلامية
باعتبارك مناضلة وطنية وتحررية كيف ترين من صعود التيارت الاسلامية، بالانتفاضات العربية عامة وفي تونس خاصة؟
-سأتكلم أولا عمّا ذقناه من التيار الديني في فلسطين، الذي أحدث الانقسام الفلسطيني ونحن مازلنا ندين هذا الانقسام و نحرض ضد الانقسام كما ندين التسوية مع فلسطين، وهذا ينسحب على الجميع أينما كانوا، هذه القوى اقصائية عدائية لا تؤمن بالديمقراطية لذلك نحن لا نلتقي معها ..نحن في خط وهي في خط.
مشاريع هذه القوى الاسلامية الصاعدة، كيف ترينها مقارنة بتطلعات الشعوب؟
-هذه القوى لم تقم بالثورة، هي جاءت لتقطف ثمار الثورة، بمجرد أن يصلوا السلطة ينسون كل شيء ويتذكرون مصالحهم الشخصية والسلطة نفسها هي السلطة ، ونحن رأينا في فلسطين أين أوصلتنا مسألة السلطة.
في تونس مثلا الدستور التونسي الى اليوم لم يضم بندا يجرم التطبيع مع اسرائيل، وهي دلالة واضحة عن أيّ منهج تريده هذه السلطة أن تنتهجها.
وبعد أن أخذوا فرصة سقطوا فيها، يعني مسألة مواجهة التحركات بالقمع والملاحقة هذه الأساليب لم تعد ترهب الناس، ولا يجوز أن تستمر الأوضاع على هذا الشكل، وحقيقة الدعوة الى مؤتمر وطني يضم الكل التونسي هي دعوة محقة من قبل القوى الديمقراطية من أجل انقاذ الوطن.
فلسطين
كيف يمكن أن تنعكس هذه التحولات التي تشهدها المنطقة على القضية الفلسطينية؟
-القوى الامبريالية خاصة أمريكا تريد أن تضمن مصالحها بالمنطقة، ويجب أن نعود الى ما قاله أوباما عندما زار القاهرة قال جملة الناس اعترتها شيئا عظيما، قال « الادارة الأمريكية ستتعامل مع الاسلام بنظرة مختلفة» وهذا هو الاسلام الذي تريده أمريكا لأنه يحفظ لها مصالحها.
وحتى لا تغيب عنا الصورة، هم صحيح جاؤوا عبر صناديق الاقتراع ولكن من قال إن صناديق الاقتراع كانت نزيهة؟.
وأيضا نحن سمعنا كلاما جميلا قبل الانتخابات ولكن بعد الانتخابات تغير الخطاب، والديمقراطية تقتضي الحريات العامة والخاصة وتقتضي التعددية والمشاركة، ولكن هل هذا موجود على الأرض؟ نحن نرى في مصر كيف يتم التعامل مع الجماهير مثلا.
ولكن الأهم من كل هذا العلاقة مع اسرائيل، في مصر مثلا لم تلغى اتفاقيات كامبد ديفد، ومرسي في مصر واصل العلاقة الديبلوماسية مع اسرائيل، وفي تونس منذ زمن بن علي كانت العلاقات تحت الطاولة، وتتواصل الى اليوم العلاقات مع اسرائيل تحت الطاولة ولم يظهر الى الآن الى عَلَنًا، وهذا مقياس من مقاييس الحكم الرشيد.
من يغيّب القضية الفلسطينية عن عمد لا يمتّ إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بأيّ صلة وهو في الخندق الاخر.
المشاريع بالمنطقة
هناك مخطط بالمنطقة يعتبره كثيرون لا معنى له،(مشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد وشمال افريقيا)..ما تعليقك على ذلك؟
- حتى نجيب عن هذا السؤال، يجب أن نعرف المخطط القائم اليوم، المخطط القائم اليوم هو التقسيم الذي تم في سايكس بيكو، ولكل بلد له خصوصياته يستفاد منه لتنفيذ هذا المخطط، فالادارة الأمريكية في زمن بوش استعملت السلاح والاحتلال فاحتلت العراق وأفغانستان، وبالعراق لم يستفيدوا الا من النفط ولكن دمروا العراق والانسان بالعراق وهجروا الناس وهم يتابعون مخططهم لتقسيم البلاد.
في ليبيا أستخدم النيتو، وتركوا الليبيين يقاتلون بعضهم، وفي فلسطين اكتفوا بأوسلو والانقسام وهذا أخطر شيء يستعمل الآن، في السودان عمر البسشير ريح نفسه منذ البداية وأعطاهم الجنوب وفي اليمن أيضا، وفي سوريا المقصود هو انهاء شيء اسمه مقاومة.
وكلمة لا تعني المقاومة ويجب أن تخمد المقاومة بالأموال، ويشرون الناس بالأموال ويقمعوا الشعب بكلمة نعم ويضخ البنك الدولي الأموال وتظلّ العروش والسلطة ويكبر نفوذهم.
وكلمة لا يعني المقاومة في مختلف أشكالها، يجب انهاء صوت المقاومة في كل بقعة تقاوم فيها الشعوب خاصة في فلسطين حتى تظل اسرائيل قوية في المنطقة وتحمي مصالح الامبريالية بالمنطقة وهذا هو الهدف.
اذا على القوى الوطنية والديمقراطية والثورية في كل بلد أن تتوحد، وبعد ذلك أن نوحد مختلف هذه القوى في جبهة عربية واحدة، فالمقصود هو أن تنتهي كلمة العروبة وتنتهي كلمة القومية بمفهومها التقدمي وينتهي هذا التلاحم الشعبي بين الشعوب العربية ، وهذه مهمة الوطنيين كلهم، ولكن - بوصفنا ثوريين ويساريين- يجب أن نضطلع بهذه المهمّة، يكفي تشرذما يكفي تشظيا وعلينا أن نتعالى على جراح كثيرة، ولكن في نفس الوقت أن نعمل بهذه المفاهيم والمبادئ التي تؤكد أن هذه الأمة تستحق الحياة.
المشاريع التي ذكرتها هل تبغي أيضا أن تنهي القضية الفلسطينية و التخلي عنها وطيها؟
- ليس صحيحا، وأنا أقول إن هناك حراكا شعبيّا كبيرا سعى إلى التغيير أطاح برؤوس الأنظمة ولم يطح بالأنظمة، وهناك محاولة لاحتواء ما يحدث بفلسطين، وهذه حرائق التي تصير هي حرائق صغيرة من اجل تصفية القضية الفلسطينية.
وهذا الصراع موضوعي ووجود الاحتلال الاسرائيلي موضوعي على أرض فلسطين، ومعنى ذلك يريد أن يخضع الشعب الفلسطيني كله والشعب الفلسطيني لا يخضع، وصار لنا اليوم 100 سنة نضالا وليس لنا إشكال في النضال 100 سنة أخرى، ولنا القدرة على الاستمرار، لم يذب الشعب الفلسطيني منذ أن شرد منذ 64 عاما رغم أنه في المحيط العربي، والان يحاولون المس من حق العودة عن طريق تدمير مخيماتنا، ومحاولات تهجير الشعب من مخيماته، مثل مجزرة صبرا وشاتيلا بلبنان وحصار المخيمات وتدمير مخيمات تل الزعتر وتدمير النهر البارد، واليوم تهجير شعبنا من مخيماته بسوريا.
ربما نشهد انتكاسات ولكن لن تنتهي القضية الفلسطينية، وبالنسبة إلى الشعوب العربية نحن نتابع الحراك الذي تشهده الشوارع العربية لأن أي تغيير هو لمصلحة القضية الفلسطينية، ولقد سمعنا الشارع التونسي يطرح شعارات تحرير فلسطين وفي مصر أيضا وفي اليمن.
الآن هناك محاولة لتصفية هذه القضية وهذا الشعار، والهاء الناس في قضاياهم المحلية، ونحن نرى أن القضية الفلسطينية لها بعد عربي وآخر دولي، وفي قدرتهم أن يخططوا ما يريدون ولهم القدرة على ذلك ولكن الشعوب لا تنسى وبها طاقات كامنة وقادرة على المواجهة حتى وان انتكست هنا أو هناك ولن تنسى القضية الفلسطينية، فمن قال إن الانتفاضة الفلسطينية ستقوم عام87؟ وبالحلم لم نكن نتوقعها، وقد فاجأت الصديق قبل العدو.
اليوم حملات المقاطعة الدولية، وقضايا الأسرى في العالم، والأنشطة من أجل اطلاق سراح الأسرى والأسبوع الذي يكرس النشاط الجماهيري لمناهضة العنصرية الاسرائيلية في كثير من بلدان العالم، أليش ذلك نتيجة نضال الشعب الفلسطيني نفسه، لذلك من الصعب انهاء النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
المرأة ودورها في التحرير
في جريدة الحزب الحاكم في تونس، وبعض وسائل الاعلام التونسية، وصفت نوال السعداوي المناضلة النسوية العربية المعروفة التي زارت تونس في الأيام القليلة الماضية، بأنها «رمز للعهر والدعارة» ، كيف تعلقين على ذلك؟
-المرأة لا تنتظر شهادة من أي جهة، وانما تنتظر شهادة من شعبها وأي شهادة أخرى غير مرحب بها، خاصة أننا نتكلم عن قوى دينية موغلة في الرجعية. هذه القوى جاءت لتقطف ثمار الثورة، سوى في تونس أو اليمن أو مصر أو البحرين وهي ضمن مخطط واحد ولها سيد واحد يسكن البيتَ الأبيضَ.
وبوصفي امرأة فلسطينية أعي تماما أن القوى غير الديمقراطية هي في خندق الأعداء، ونحن نرى أن مواجهتها يكون عبر مزيد التثقيف، لدحض الأفكار المتخلفة والتقليدية التي تحاول أن تستخدم الدين من أجل ترويجها من خلال رؤيتهم القاصرة عن أن تعرف دور المرأة ومكانتها بالمجتمع، وهذه القوىالرجعية تريد أن تعيد المرأة الى مكانتها التقليدية أي الى البيت وهي دلالة على قصر رؤية لدور المرأة، وأساسا هذه القوى ليس لها رؤية ولا حلول أصلا لمشكلات المجتمع.
كيف ترين سيدتي من مستقبل المرأة العربية مع التحولات التي تشهدها المنطقة؟
-المشكلة أنه في زمن الأنظمة البائدة لم تكن هناك مشاكل كثيرة بهذا الخصوص خاصة في تونس مع قانون الأحوال الشخصية وهو قانون متقدم، ويريدون اليوم تغييره لكن هذا الموضوع يخص كل المجتمع ولكن على المرأة أن تتبوأ الصدارة في هذا الموضوع وهي قضية تخصهم مباشرة، وحقوق المرأة جزء من حقوق الانسان لا تنفصل عنها، وعلى الحركة النسوية أن تلعب دورا مهمّا بهذه المسألة للحفاظ على مكاسبها التي تحققت بفضل نضالاتها، الحقوق لا تُعطى وانما تُنتزع.
الحلم العربي والمقاومة
هناك لبس في مفهوم المقاومة اليوم مع اختلاط الأوراق: من يمثل المقاومة اليوم في فلسطين؟
-الشعب الفلسطيني هو المقاومة، ومن لا يريد أن يقاوم لا يمثل المقاومة.
هناك قيم يعتبرها البعض اليوم طوباوية وانتهى زمنها وما الى ذلك ..من مثل القومية العربية؟
- هذه الصحوة العربية الشعبية، ستعيد القيم التي حاولوا انهاءها في عقولنا، يعني مفهوم الوحدة والعروبة والأمة، صحيح جاء اليوم من يرفع الاسلام هو الحل ولكن كم سيبقون في الحكم؟ وأنا لا أريد أن أتكلم حديثا يؤذي الشعوب وثقافاتها ومشاعرها.
الاسلام هو دين الله ويجب فصل الدين عن الدولة، يعني من يتدين المسيحية ماذا نقول له؟ مثلا أن أعتز بأني ابنة تنظيم كان يقوده جورج حبش وهو ولد مسيحيا ويقول «أنا ولدت مسيحيا ولكن ثقافتي ثقافة الاسلام».
الاسلام لا يدعو الا إلى الكفاح ضد الظلم، وأنا أرى في الاسلام الأمانة والصدق والحب ولكن لا أرى في الاسلام أن يحجبني ويرجعني إلى البيت. هذه الأفكار لهم وليست لنا، ونحن نقاومها ونواجهها بقوة.
ونحن نقول إن هناك انتكاسات وأن يتبوأ الاسلام السياسي السلطة اليوم هي انتكاسة ولكن لن تدوم، وأفعالهم لن تكون مع نبض الشارع ولن تكون بمستوى انتظارات الشعوب وطموحهم وهو ما سيزيلهم.
وماذا عن العدالة الاجتماعية؟
-عادة في البلدان هناك سلطات ثلاث: القضائية والتنفيذية والتشريعية والسلطة الرابعة أيضا، واذا تم التعدي من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية والسلطة التشريعية يعني ستكون هناك ثورة، يعني حتما بهذه الأوضاع تقوم الثورة، لأن العدالة الاجتماعية يجب أن تتوفر لها بنا أيضا، فعندما يكون هناك قضاء مستقلا سيلجم اندفاعات السلطات التنفيذية لطمس مفهوم العدالة.
أيضا هناك منظمات حقوقية في البلدان المختلفة، وقادرة أن تشير بأصبع الاتهام إلى أيّ تعدٍّ على العدالة الاجتماعية وليس على العدالة المتحققة فقط وتؤشر عليها بوضوح، وهنا أيضا مؤسسات دولية تدافع عن حقوق الانسان وتؤشر بوضوح على العدالة الاجتماعية مباشرة.
ولكن كيف تتحقق العدالة الاجتماعية؟
- هي مسألة تراكمٍ وهي ليست وليدة قرار، وهي مسألة تربية بالمجتمع أيضا لنبذ فكرة الثأر والعقلية القبلية ، وفكرة الموروث التقليدي الذي حملناه بعقولنا وأن نأخذ فكرة القانون بأيدينا وهذا كله لا يحقق العدالة الاجتماعية ولكن يجب مواجهة هذه الثقافة بالثقافة الجديدة بمفهوم العدالة الاجتماعية.
من هي ليلى خالد؟
هي ليلى خالد، من نزحت يوم النكبة من حيفا إلى جنوب لبنان حيث كانت نشأتها وصباها ..وهي من التحقت صبية الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي من خطفت في 1969 طائرة أمريكية، لتحلق بها فوق سماء تل أبيب، وتتجول على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة «حيفا» التي طردت منها وهي في الرابعة من عمرها.
وبعد عام واحد عاودت الكرة، وحاولت خطف طائرة أخرى تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية.. وتمكنت من الصعود إلى طائرة «العال» وخطفها، إلا أن النجاح لم يحالف تلك العملية الثانية، حيث قتل رفيقها في العملية، وأصيبت هي بجراح، وسُجنت في لندن.
وهي المناضلة الوطنيّة الفلسطينية السياسية الى اليوم، تنصر قضية شعبها المهجر ووطنها المحتل من قبل الكيان الصهيوني، وتنصر جميع قضايا التحرر والقضايا العادلة بالعالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.